الأربعاء، يونيو 29، 2011

القذافي يناضل من أجل آخر لقب، فلا تمنعوه، تقديرا لظروفه النفسية.




ليس ثمة شك في أن أحد مكونات كأس الكبر التي أثملت عقيدنا المتكبر،وقائدنا المتسلط المتجبر، هو ذلك العنصر الذي لا يبالي القذافي في أن يدفع فيه أي ثمن، ولو كان هذا الثمن هو العبث بوجود دولة اسمها ليبيا، أو شعب اسمه الشعب الليبي. إن ذلك العنصر الباهظ التكاليف هو؛ اللقب العجيب الغريب المتميز.

آمل أن يأتي ذلك اليوم الذي أرى فيه رجلا بكفاءة وأمانة الأستاذ محمد يوسف المقريف، أستاذنا بكلية الاقتصاد، معتليا جهاز ديوان المحاسبة، وليقوم، ولو من باب العظة والاعتبار، باحتساب التكلفة الحقيقية لألقاب معمر القذافي، وكذا تكلفة أسماء أجهزة الدولة ومؤسساتها التي احتكر القذافي سلطة تسميتها، بدءا من الاسم الفوضوي للدولة، الجماهيرية، الذي أرهق المعاجم، وانتهاء باسم الوحدة الصغرى في منظومة الإدارة المحلية كالكومونة، وغير ذلك من أسماء كثيرة كان القذافي يتعمد الخوض فيها بمناسبة وبدونها، متأثرا، وبكل تأكيد، بما يعانيه من وطأة عاهة الذكاء الفطري التي غرستها فيه نشأته وثقافته البدوية البسيطة، ثم ما حظيت به هذه العلة بعد ذلك  من دعم عندما فاز هذا الشاب المعدم بضربة الحظ التي لم يكن يتوقعها، بحصوله على الورقة الرابحة في لعبة القمار السياسي الدولية، وتربعه في حلكة الليل على كرسي الدكتاتور، وهو في بواكير سني شبابه، ولم يتخلص بعدُ من موروثه الصبياني الذي لازمه، وبكل أسف، حتى حينه.

كأنني أرى القذافي ينظر إلى حبل المشنقة، ويتمنى على جلاديه أن يحققوا له رغبته الأخيرة، متعللا بما تعارف عليه في حالات كهذه، وهو تحقيق الأمنية الأخيرة للمحكوم عليهم بالإعدام.

وكأنني أرى أيضا تجاوب الناس والأحداث مع هذا الدكتاتور المحظوظ الذي لم يحقق أي أمنية لضحاياه، وهم يقادون  بأمره شبابا أبرياء إلى حبال المشانق أمام زملائهم وأصدقائهم، أو يسلخون سلخا جماعيا بسكاكين من جمر، أوقدوا تحتها زبانية القائد الخائن كل نار حقده وانتقامه في مثل هذا اليوم 29. 6 من عام 1996 ، أو بعده في مناسبات كثيرة، آخرها ما يشنه ولي أمرنا من حرب ضد مواطنيه العزل، والذين سرق منهم قوتهم ليشتري به هذه السكاكين، ويستأجر به هؤلاء الجزارين.

هدأت حدة أحداث اليمن بتشويه معالم جسم ووجه دكتاتور اليمن، وأجبرته الملامح البشعة لخلقته المشوهة على التواري عن العيون ربما إلى الأبد. كما بدأت أحداث سوريا تتجه نحو طريق التسوية، ذلك الطريق الذي كلف مئات القتلى، وهو ما كان متاحا بلا ثمن، لولا غريزة التسلط التي استحوذ الحكام العرب على معظم مخزونها الأرضي.

كل تلك الأحداث تتجمع لتفسح المجال أمام ملك الملوك كي يحقق أمنيته الأخيرة؛ خاتم ( ..........

صدقوني إذا قلت لكم أن الذي دفعني إلى فتح القوس عاليه، وحشوه بالنقط إلى ما لا نهاية، هو شعوري بالعجز التام عن الإتيان بالمضاف لكلمة خاتم، والتي لا أشك أبدا في أن نفسية معمر القذافي تتعلق بها وبمضافها حتى الجنون.

ساعدوني، رجاء، في حصر كل الصفات الذميمة التي اتصف بها معمر القذافي ، والتي تصلح بأن تكون مضافة لكلمة خاتم، كما تصلح بأن تكتب على شاهد قبر معمر القذافي عندما نزوره يوما، مسبحين لله قاهر الطغاة والمستبدين، وخاتم الدكتاتوريين الآدميين.

أجل إن معمر القذافي هو خاتم الدكتاتوريين بدون منازع.    

محمد الشيباني
aa10zz100@yahoo.com

الثلاثاء، يونيو 28، 2011

أيها الدكتاتور المزمن وأزلامه





أيها الدكتاتور المزمن وأزلامه:
الزمن الذي أزمن عللكم، هو الذي  يزلزلكم، وليس الثائرون والصليبيون، كما تتوهمون


يمكن القول أن أهم سؤال جرى على ألسنة كل من شهد الزلزال الديمقراطي العربي هو: لماذا حدث كل الذي حدث
" الآن"؟


يتساءل الناس ويرددون بعجب؛ لماذا الآن؟ إذ أن كل عناصر العملية الكيميائية التي أنتجت الانفجار الديمقراطي  المتسلسل كانت موجودة بنفس المكان، وبنفس أسماء وأعداد عناصر وكميات هذه العملية منذ زمن بعيد. وحتى تلك الشرارات المساعدة على اشتعال الوسط وتفجره، تم رصدها في حالات كثيرة، وأفلح الكثير من تلك الشرارات إلى حد بعيد في دفع الثورات الكثيرة السابقة، جدات كل الثورات الحالية، درجات لا بأس لها على سلم الانفجار، الذي كان للبوعزيزي المغامر فضل تحديد درجة انطلاقه وحجمه الحرج، حيث ضحى البوعزيزي بنفسه ليثبت أن درجة احتراقه ظلما هي درجة ولادة الثورة المزن. وعرفانا منا بالجميل نحو هذا الرجل، وتكريما له، فإنه حريٌّ بنا أن نطلق اسم البوعزيزي على مقياس الزلزال الديمقراطي الحديث.


عندما غادر بن علي قصره ليلا ، فارا بجلده، الذي  تراءى له ساعة المغادرة محروقا متقرحا مغطى بسخام حريق البوعزيزي، لامه الدكتاتوريون أمثاله، على تسرعه، وعدم مواجهة تلك الفقاعة، وسحابة الصيف العابرة. بل هناك من هبّ لمساعدته، وإبعاد شبح البوعزيزي المحترق من أمام عينيه الزائغتين، ولو كلف هذا خمسة مليارات دولار.


إن الذين أريد أن أخاطبهم في هذه المقالة هم أزلام القذافي، وليس القذافي. ذلك أن القذافي بدا يحزم أمتعته، ويصف أفراد أسرته الأثيرة إليه، ليذهب بهم بعيدا عن مكان بدأت ملامحه تقترب من نفس ملامح المكان الذي اعتقل في إحدى حفره صدام حسين، وتم في زواياه تقتيل وتشريد جميع أفراد أسرته.


آخر وسائل ايضاح هذا الدرس الليبي المر، كان ذلك المشهد المرعب الذي ظهرت فيه قلعة الخويلدي الحميدي وقد اختلط فيها حديد أبراج الاتصالات، وخرسانات المباني، بأشلاء عائلة الفريق، الساعد الأيمن للعقيد الغريق.


يا أزلام القذافي، الزمن هو الذي يزحزح قائدكم ويزحزكم، وليس الثوار، وليس الناتو.


الزمن الذي يحرك الأجرام الكونية، هو الذي يزلزل الآن أركان ملك الملوك وجماهيريته العظمى، ويستدرجه إلى حفرة النفايات الزمنية، والتي سوف لن تضيق بكم إذا زاد جنونكم والتصقتم به حتى ساعة الحقيقة المرة.


الزمن يا سادة هو الذي جعَّد وجه القائد، وحوله من خانة رؤساء الدول الموصوفون بالوسامة إلى أسفل قائمة أبشع خلقة لمخلوق بشري، وهو نفسه من يجعِّد مساحات المكان والزمان، ويضيقها، ويملؤها حفرا، ويزرعها ألغاما.


الزمن أيها الثوريون هو الذي أتى بثورة أخرى ضرة لثورتكم التي احتكرتكم اسمها وسلطتها وثروتها لصالح شلتكم التي لم تجاوز الخمسمائة شخص وعلى مدى أربعين عاما.


رجاء ارحمونا، وارجعوا إلى عقولكم، وانزعوا ولو لبرهة تلك الغشاوة التي تنظرون من خلالها إلى القذافي على أنه إله ليبيا، وذلك بموجب تخويل منحه إياه إله السماء، كما حاول أن يجعلكم تعتقدون.



لو تمكن القذافي من الحصول على ألف مبرر لوجوده واستمراره في الحكم، لجاء الزمن، الحقيقة الكبرى التي يتجاهلها القذافي،  وقذف بالقذافي وكل  مسوغات ومبرارت وجوده.


أدركوا أنفسكم قبل أن يصفعكم القذافي بنظرته الساخرة منكم، ومن عقولكم، ويقول لكم لا تلوموني ولوموا عقولكم. ذلك أنه لم يكن لي من سلطان عليكم، سوى أنني دعوتكم فاستجبتم لي.


إن الحقيقة المؤكدة بنسبة 100%، هو أن القذافي قد استهلك كأصل سياسي وأخلاقي بنسبة 1000%، وأن محاولاته اليائسة لتعويض هذا العجز السياسي والأخلاقي المريع، تعتمد اعتمادا كاملا على ما تبقى من دماء من تبقى حوله من المغرر بهم أمثالكم.


إن القلة القليلة التي تعلم هذه الحقيقة من خلال مقال كهذا، أو من خلال غيره من كلام الناصحين غير المأجورين، هم فئة قليلة بسبب الظروف التي يعرفها الجميع، وهو ما يجعل هذه الفئة القليلة المطلعة تحمل وزر الكثرة الكاثرة التي لم تتطلع.


انقذوا أنفسكم، وأبناءكم، وتلاميذكم، وكل من ترون عليه أعراض الغفلة، والسقوط في حفرة الانتحار المجاني، تلبية لصوت صافرة تمت دبلجته من بعض حشرجات وغرغرات العقيد المحتضر.
       ِ
 محمد الشيباني
aa10zz100@yahoo.com


الاثنين، يونيو 27، 2011

كتبنا طلبا رسميا للإحتجاج. فهل قرأ معمر القذافي هذا الطلب، وهل الذي فعله هو الرد الشرعي عليه؟


كتبنا طلبا رسميا للإحتجاج. فهل قرأ معمر القذافي هذا الطلب، وهل الذي فعله هو الرد الشرعي عليه؟

أعترف، وكلي مرارة، بأني لم أساهم في ثورة الشعب الليبي الجارية حاليا، والمنتصرة بعون الله، إلا بمجرد الكلمات.

كلمات وشوشت، ولا زلت أوشوش يها عبر شبكة المعلومات، خوفا من متصيدي هذه الوشوشات.

في مثل هذه الساعات من يوم 2.8 من هذه السنة، وبعد أن اطلعت على الدعوات الكثيرة للاحتجاج الشعبي الذي تم تحديد موعده في2.17، حدثتني نفسي، ونيابة عن المتظاهرين، باللجوء إلى الطريقة القانونية المعروفة لعمل مثل هذه الاحتجاجات، وهي طلب الإذن بذلك من السلطة المختصة، وذلك لإثبات حسن النية من جهة، ومن جهة أخرى لإقامة الحجة على الملوِّحين بعدم شرعية الخروج على الحاكم.

  آويت إلى جهاز الحاسب، وكتبت طلبا بالإذن لنا بالخروج في الشوارع والميادين للتعبير عن طلبات شرعية طال تأجيلها، وتأكد بما لا يدعو مجالا للشك أحقيتها وموعد استحقاقها.

ليس من الممكن التلويح جهرا بطلب كهذا، ولا أعرف جهة رسمية مأمونة يمكنني تسليم هذا الطلب إليها مباشرة، فما كان مني إلا اللجوء إلى المواقع الإلكترونية، اعتقادا مني بأن هناك جهات حكومية تتابع ما ينشر فيها، وتوصله إلى الهرم التنفيذي المتربع فوق رأسه حاكمنا معمر القذافي.

تم نشر الطلب بتاريخ 2.10  بموقع ليبيا وطننا المعروف.

تفاءلت كثيرا عندما رأيت هذا الطلب على صفحات الموقع، وأعدت قراءته مرات عديدة، وكنت أتخيل أن المسئولين المعنيين بأمر كهذا، وعلى رأسهم سيف، ومن بعده أبوه، وقبلهم، بالطبع، الأمناء المعنيون، ورجال الأمن المختصون، أجمعهم أو بعضهم اطلع على هذه الرسالة.

مضى أسبوع ولم ألاحظ أي ردة فعل على طلب كهذا، وجاء الأسبوع الثاني، وكانت ردة الفعل التي رآها الجميع.

ثم مضت الأسابيع والأسابيع، وتحولت البلد إلى كتلة من جمر، تماما كما وعد بذلك ولي أمرنا المعتوه.

هذه وثيقة أردت أن أظهرها لا لشيء إلا لتوثيق بعض الزوايا الخفية من مشهد ثورتنا المباركة من جهة، ومن جهة أخرى أريد أن أثبت مدى جهالة وكبر وتسلط ودكتاتورية  واستخفاف النظام الذي كان يحكمنا، والذي قاده حاكمنا الجلف وعصابته العقود الطوال.

كما أتوقع تضمين هذه الوثيقة ملف إدانة النظام السابق ورموزه، باعتبارها حجة في يد من تظاهر، ودليل إدانة ضد السلطة التي لم توافق على التظاهر السلمي القانوني المباح.


TO: 1 recipient
Message body


----- Forwarded Message ----
From:
 Salem Salem <salem88.salem88@yahoo.com>
To:
 dribrahim@earthlink.net
Sent:
 Thu, February 10, 2011 12:56:14 AM
Subject:
 




                   طلب إذن بالتجمع الاحتجاجي السلمي

بعد التحية

يا ولاة أمورنا، ورعاة شئوننا

نحن جماهير الشعب الليبي المسالم الوديع الذي لم يُعرف عنه يوما مناهضته لحاكم رشيد، أو خروجه عليه؛ نتقدم إليكم بطلب الموافقة على الخروج في شوارعنا وطرقاتنا ومياديننا التي تعرفنا ونعرفها، والتي ما مشينا يوما فيها مخرِّبين، أو أتيناها مفسدين، ولا سعينا في أرجائها عتاة ظالمين، وإنما قضينا أعمارنا ونحن نسير فيها لله مسبحين، وبالمعروف آمرين، وعن المنكر ناهين.


هكذا كنا وسنكون، وهكذا كانت شوارعنا وستكون، ونعدكم بأننا سنظل على الحال الذي عرفتمونا عليه، وذلك عند خروجنا جميعا ظهر يوم السابع عشر من شهر النوار الجاري، ونحن نحمل في أيدينا، ما جادت به أرضنا من  زهور الربيع ووروده، حتى يملأ عبقها كل شارع نعبره، ويعمُّ عطرها كل ميدان نسلكه.


إن ما يدفعنا لهذا التجمع والتجمهر السلمي، هو ذلك النداء الفطري المقدس الذي يسكن في قرارة كل نفس، وفي أعماق كل فؤاد، مشعرا كلَّ إنسان بضرورة اقترابه من أخيه الإنسان، بكل صور هذا الاقتراب؛ بدءا من اقتراب القرين لقرينه، وربِّ العائلة لعائلته، والفرد لأعضاء سربه، بل  واقتراب واصطفاف أبناء الوطن الكبير نحو بعضهم البعض. وهو بحق شعور كل ذي فطرة سليمة، وسلوك كل ذي غريزة محمودة. دليل ذلك ما نادى به أنبياء الله ورسله، ودعت إليه شرائع الله وكتبه، وذلك عندما أعظمت لصلاة الجماعة أجرها، ولمجالس وتجمعات العلم والذكر فضلها، بل وجعلت من التجمع في صعيد واحد، عملا مبرورا، وحجا وسعيا مشكورا.


إن الذي يمنحنا شرعية هذا التجمع الاحتجاجي هو ما لمسناه من صمم مريب دام السنوات الطوال،  مارسته ولا زالت تمارسه معظم الأجهزة التي تحكمنا، والتي ما زادها تسمِّيها بالشعبية إلا بعدا عن الشعب وهمه، والشارع ونبضه. بل إنها عتت وتمادت في الآونة الأخيرة، واتخذت لنفسها مكانا مضادا للشعب وأحلامه وتطلعاته، ولم تنفذ مما يريده الشعب إلا بالقدر الذي يبقيه حيا، حياة بيولوجية صرفة، تتصل شرايينها بشرايين الحكومة الطفيلية الفاسدة الجشعة؛ فطال بذلك عمرها، واستمدت من هذا الوضع الشاذ شرعية بقائها وعملها.  


كما أنه مما زادنا يقينا في شرعية خروجنا واحتجاجنا هذا، ذلك الذي اكتشفناه مؤخرا، واكتشفه العالم كله معنا، من خلال تلك الفضيحة المدوية لبعض الحكام السارقين المخلوعين، وبطانتهم ووزرائهم الفاسدين. تلك الفضيحة التي قطعت كل شك في أنه كلما طال سكوت الشعوب وصبرها، زاد طمع حكامهم فيهم، واستغلالهم لهم، وأن هذا، كما يعلم الجميع، ما هو إلا خلاصة درس أهدته إلينا أحداث تونس ومصر المشهودة الأخيرة التي عرَّت الوزراء الموقرين، وفضحت الحكام المنزهين، وجرمت الكبراء الأشقياء الأدعياء الكاذبين.  


لا ينبغي أن يتسلل إلى أنفسكم أي شك في أن هذا التجمع، لا يعدو عن كونه تعبيرا عفويا صادقا بريئا، انطلق من رغبة مكنونة في نفوسنا، لا نرجو بها إلا أن يسمعنا من نقول له: أننا نحن الليبيين هنا، وأننا نحن الليبيين نحكم أنفسنا بأنفسنا، وأننا نحن الليبيين متحضرين، وأننا نحن الليبيين للتسلط وللفساد والمفسدين رافضين.


يا ولاة أمورنا، ورعاة شئوننا: لا نريد لسجل جينز للأرقام القياسية أن يجعل بلدنا، ليبيا، هو البلد الوحيد في الدنيا الذي تبقي من عصور ما قبل التاريخ، فلم تشهد شوارعه وساحاته وميادينه، رغم امتدادها في قطر المكان، وتجذرها في مدى الزمان، تجمعا شعبيا احتجاجيا واحدا، في الوقت الذي تفعل ذلك شعوب الدنيا كلها، قاصيها ودانيها، صغيرها وكبيرها، متقدمها ومتخلفها.


كما أننا لا نريد لكم، يا ولاة أمورنا، أن يذكركم  التاريخ في سجلاته بأنكم آخر ما تبقى من سلالات الحكام  المنقرضين الذين ترفعهم شعوبهم، لجهالتها وجهالتهم، إلى مصاف الآلهة، فلا يحق لأحد أن يسألهم عما يفعلون، كما أنه لا يحق لشعوبهم  أن يخرجوا محتجين، أو أن يقفوا عن آرائهم معبرين.    


إننا كلنا أمل، في أنكم على وعي كامل بعواصف الإصلاح والتغيير التي شملت بلادا قصية عنا، منذ أزمان بعيدة، فتحضرت، وها هو موسم حديث جديد من هذه العواصف، يطرق أبواب بلادنا من كل مكان، ويلح علينا جميعا، حكاما ومحكومين، بعدم جدوى تجاهل صوت هذه الطرقات القوية العاتية، أو التغاضي عن نداءاتها الصريحة العالية، والتي تلوِّح للجميع بمفاتيح التحضر، وتزف إليهم بشارات التقدم، وتزودهم بمبررات الوجود والظهور والبقاء.


كما أننا كلنا ثقة في أن جماهير شعبنا التي صقلتها التجربة، وعلمتها الأحداث، ستكون في مستوى مسئولية عمل هام خطير كهذا، وأنها سوف تلتزم بما تطلبه منها السلطة المحلية من أوامر تنظيمية، تساعد على إنجاح أول تجربة يخوضها الشعب الليبي، حتى يثبت للجميع جدارته للتعبير عن نفسه، وقدرته على تقويم حكومته.

وختاما، فإنه من البديهي المعروف أن نداء كهذا سوف لن يتجرأ أحدٌ على التوقيع باسمه عليه، أو يمهره بخاتمه الشخصي، وذلك لأنه نداء أفئدة وضمائر أفراد الأمة الليبية كلها، وليس نداء أشخاص وأسماء ، ولا هو دعوات قبائل وعائلات، أو أنه إعلان نخب وصالونات، أو بيان طبقات وأحزاب وأيدلوجيات وتوجهات.


الله الموفق، والسلام عليكم.     
ليبيا في8ــ 2ــ 2011 

السبت، يونيو 25، 2011

مَنْ يُفسِّر لي هذا الحلم؟


مَنْ يُفسِّر لي هذا الحلم؟

لا أدّعي أنني من أصحاب الرؤى، ولا من أصحاب الأحلام الواعدة، ذلك أنني أحلم كثيرا، في يقظتي ونومي معا، حتى أنني لا أكاد أتبين الفاصل بين أحلام يقظتي التي لم أحقق أيا منها، وأحلام نومي التي تلون شطر عمري بكآبتها  ومرارتها.
لا أستطيع تصوّر مدى سعادتي، لو كانت أحلام نومي الكثيرة على حال غير الحال التي هي عليه، من إيغال مفرط في الجدية، يرقى إلى مستوى المعاناة، وربما الألم والحزن.
أجل، فبدل أن تعوِّضني أحلام نومي الكثيرة المتكررة عن خسارتي الناشئة عن عدم تحقق أحلام يقظتي، ومساعدتي على تلبية حاجات نفسي على بساطتها وتواضعها، ولو في عالم الأحلام، وجدتُ أحلامي الليلية تفعل العكس تماما، وتوغل بي في سرداب الحرمان والإحباط الطويل الممتد مدى العمر.
ولأن أحلام نومي، أو قل كوابيسه، دائما جادة، فكثيرا ما يكون بطل هذه الكوابيس شخصيات ذات شأن.
وبالطبع فقد كان من بين تلك الشخصيات زعيمي وولي أمري الإجباري، والذي استلمني وأنا أودع سني الصبا الجميلة، وأستقبل سنوات الشباب الحالمة، ووضعني في إغماءة قسرية مستديمة استهلكت سنوات الشباب والكهولة جميعها،  وأسلمتني إلى مرحلة الشيخوخة.
رئيسي المزمن هو قوام كوابيسى النهارية المرعبة، وهو نفسه غول كوابيسي  الليليه الثقيلة السوداء.
لا يوجد شك لدي في أن السبب وراء انخراطي في نوبة الأحلام الليلية والنهارية غير المحققة، هو معمر القذافي، وأتباعه ومؤيدوه السفهاء الأغرار الذين حولوا كل مساحة وعي وإدراك على أرض ليبيا، إلى ساحة رعب وخوف ومعاناة.
ولأن الكابوس النهاري قد يتحول إلى كابوس ليلي، ولأنني لم أكن لأتصور القذافي في يقظتي إلا وأنا خائف منه، فإن القذافي لم يتراءى لي في الحلم إلا  مخيفا كعادته، أو على أقل تقدير غير مرحَّب به من جانبي.
قبل حدوث ما حدث من أحداث جسام في هذا العام 2011، رأيت القذافي في نومي، وهو يطلب مني كتابة عبارة" بسم الله. الله أكبر" على فكه الأيسر السفلي.
وكعادة أضغاث أحلامي، لم يوصلني حلمي هذا إلى نهاية، وذهب شبح القذافي كما جاء، ليتركني بعد يقظتي مشدودا ومتشوقا إلى تفسير هذا الحلم، وذلك رغما عن تعودي عدم الربط بين ما أحلم به، وما سوف أراه في واقع حالي.
كدت أنسى ذلك الحلم، كما نسيت الكثير من سابقيه، لولا الذي حدث من أحداث جسام خلال الفترة اللاحقة لذلك الحلم، والتي كان آخرها هذه الحرب التي أشعلها القذافي في بلادنا.     
أجل القذافي طلب مني أن أكتب على فكه السفلي الأيسر ما نردده الآن من بسملة وتكبير.
القذافي السلطان يطلب من فرد من رعيته نقش البسملة والتكبير على عظام فكه.
ولكن لماذا يطلب، القذافي، كتابة ذلك على فكه السفلي المتحرك المهم، ولماذا الأيسر؟
وهل يهتم القذافي نفسه بهذا الحلم، وهو من عُرف عنه اهتمامه بالميتافيزيقا، ويحاول الاستفادة من هذا الحلم ، ويقرأ فيه نهايته، فيرعوي ويكفَّ عن ذبحنا بدون بسملة ولا تكبير، وقبل أن يُفعل به هو ذلك؟
ثم لماذا يطلب مني فعل ذلك، وأنا لم يسبق لي ذبح دجاجة؟
القذافي قال لي اكتب.
قال لي بسملْ، ثم كبِّر.   
وها أنا ذا أكتب:
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء.
الله أكبر فوق كل كبير.
محمد الشيباني
aa10zz100@yahoo.com
    

الجمعة، يونيو 24، 2011

كتبنا طلبا رسميا للإحتجاج. فهل قرأ معمر القذافي هذا الطلب، وهل الذي فعله هو الرد الشرعي عليه؟



كتبنا طلبا رسميا للإحتجاج. فهل قرأ معمر القذافي هذا الطلب، وهل الذي فعله هو الرد الشرعي عليه؟

أعترف، وكلي مرارة، بأني لم أساهم في ثورة الشعب الليبي الجارية حاليا، والمنتصرة بعون الله، إلا بمجرد الكلمات.

كلمات وشوشت، ولا زلت أوشوش يها عبر شبكة المعلومات، خوفا من متصيدي هذه الوشوشات.

في مثل هذه الساعات من يوم 2.8 من هذه السنة، وبعد أن اطلعت على الدعوات الكثيرة للاحتجاج الشعبي الذي تم تحديد موعده في2.17، حدثتني نفسي، ونيابة عن المتظاهرين، باللجوء إلى الطريقة القانونية المعروفة لعمل مثل هذه الاحتجاجات، وهي طلب الإذن بذلك من السلطة المختصة، وذلك لإثبات حسن النية من جهة، ومن جهة أخرى إقامة الحجة على الملوِّحين بعدم شرعية الخروج على الحاكم.

  آويت إلى جهاز الحاسب، وكتبت طلبا بالإذن لنا بالخروج في الشوارع والميادين للتعبير عن طلبات شرعية طال تأجيلها، وتأكد بما لا يدعو مجالا للشك أحقيتها وموعد استحقاقها.

ليس من الممكن التلويح جهرا بطلب كهذا، ولا أعرف جهة رسمية مأمونة يمكنني تسليم هذا الطلب إليها مباشرة، فما كان مني إلا اللجوء إلى المواقع الإلكترونية، اعتقادا مني بأن هناك جهات حكومية تتابع ما ينشر فيها، وتوصله إلى الهرم التنفيذي المتربع فوق رأسه حاكمنا معمر القذافي.

تم نشر الطلب بتاريخ 2.10  بموقع ليبيا وطننا المعروف.

تفاءلت كثيرا عندما رأيت هذا الطلب على صفحات الموقع، وأعدت قراءته مرات عديدة، وكنت أتخيل أن المسئولين المعنيين بأمر كهذا، وعلى رأسهم سيف، ومن بعده أبوه، وقبلهم، بالطبع، الأمناء المعنيون، ورجال الأمن المختصون.

مضى أسبوع ولم ألاحظ أي ردة فعل على طلب كهذا، وجاء الأسبوع الثاني، وكانت ردة الفعل التي رآها الجميع.

ثم مضت الأسابيع والأسابيع، وتحولت البلد إلى كتلة من جمر، تماما كما وعد بذلك ولي أمرنا المعتوه.

هذه وثيقة أردت أن أظهرها لا لشيء إلا لتوثيق بعض الزوايا الخفية من مشهد ثورتنا المباركة من جهة، ومن جهة أخرى أريد أن أثبت مدى جهالة وكبر وتسلط ودكتاتورية  واستخفاف النظام الذي كان يحكمنا، والذي قاده حاكمنا الجلف وعصابته العقود الطوال.

كما أتوقع تضمين هذه الوثيقة ملف إدانة النظام السابق ورموزه، باعتبارها حجة في يد من تظاهر، ودليل إدانة ضد السلطة التي لم توافق على التظاهر السلمي القانوني المباح.


TO: 1 recipient
Message body


----- Forwarded Message ----
From:
 Salem Salem <salem88.salem88@yahoo.com>
To:
 dribrahim@earthlink.net
Sent:
 Thu, February 10, 2011 12:56:14 AM
Subject:
 




                   طلب إذن بالتجمع الاحتجاجي السلمي

بعد التحية

يا ولاة أمورنا، ورعاة شئوننا

نحن جماهير الشعب الليبي المسالم الوديع الذي لم يُعرف عنه يوما مناهضته لحاكم رشيد، أو خروجه عليه؛ نتقدم إليكم بطلب الموافقة على الخروج في شوارعنا وطرقاتنا ومياديننا التي تعرفنا ونعرفها، والتي ما مشينا يوما فيها مخرِّبين، أو أتيناها مفسدين، ولا سعينا في أرجائها عتاة ظالمين، وإنما قضينا أعمارنا ونحن نسير فيها لله مسبحين، وبالمعروف آمرين، وعن المنكر ناهين.


هكذا كنا وسنكون، وهكذا كانت شوارعنا وستكون، ونعدكم بأننا سنظل على الحال الذي عرفتمونا عليه، وذلك عند خروجنا جميعا ظهر يوم السابع عشر من شهر النوار الجاري، ونحن نحمل في أيدينا، ما جادت به أرضنا من  زهور الربيع ووروده، حتى يملأ عبقها كل شارع نعبره، ويعمُّ عطرها كل ميدان نسلكه.


إن ما يدفعنا لهذا التجمع والتجمهر السلمي، هو ذلك النداء الفطري المقدس الذي يسكن في قرارة كل نفس، وفي أعماق كل فؤاد، مشعرا كلَّ إنسان بضرورة اقترابه من أخيه الإنسان، بكل صور هذا الاقتراب؛ بدءا من اقتراب القرين لقرينه، وربِّ العائلة لعائلته، والفرد لأعضاء سربه، بل  واقتراب واصطفاف أبناء الوطن الكبير نحو بعضهم البعض. وهو بحق شعور كل ذي فطرة سليمة، وسلوك كل ذي غريزة محمودة. دليل ذلك ما نادى به أنبياء الله ورسله، ودعت إليه شرائع الله وكتبه، وذلك عندما أعظمت لصلاة الجماعة أجرها، ولمجالس وتجمعات العلم والذكر فضلها، بل وجعلت من التجمع في صعيد واحد، عملا مبرورا، وحجا وسعيا مشكورا.


إن الذي يمنحنا شرعية هذا التجمع الاحتجاجي هو ما لمسناه من صمم مريب دام السنوات الطوال،  مارسته ولا زالت تمارسه معظم الأجهزة التي تحكمنا، والتي ما زادها تسمِّيها بالشعبية إلا بعدا عن الشعب وهمه، والشارع ونبضه. بل إنها عتت وتمادت في الآونة الأخيرة، واتخذت لنفسها مكانا مضادا للشعب وأحلامه وتطلعاته، ولم تنفذ مما يريده الشعب إلا بالقدر الذي يبقيه حيا، حياة بيولوجية صرفة، تتصل شرايينها بشرايين الحكومة الطفيلية الفاسدة الجشعة؛ فطال بذلك عمرها، واستمدت من هذا الوضع الشاذ شرعية بقائها وعملها.  


كما أنه مما زادنا يقينا في شرعية خروجنا واحتجاجنا هذا، ذلك الذي اكتشفناه مؤخرا، واكتشفه العالم كله معنا، من خلال تلك الفضيحة المدوية لبعض الحكام السارقين المخلوعين، وبطانتهم ووزرائهم الفاسدين. تلك الفضيحة التي قطعت كل شك في أنه كلما طال سكوت الشعوب وصبرها، زاد طمع حكامهم فيهم، واستغلالهم لهم، وأن هذا، كما يعلم الجميع، ما هو إلا خلاصة درس أهدته إلينا أحداث تونس ومصر المشهودة الأخيرة التي عرَّت الوزراء الموقرين، وفضحت الحكام المنزهين، وجرمت الكبراء الأشقياء الأدعياء الكاذبين.  


لا ينبغي أن يتسلل إلى أنفسكم أي شك في أن هذا التجمع، لا يعدو عن كونه تعبيرا عفويا صادقا بريئا، انطلق من رغبة مكنونة في نفوسنا، لا نرجو بها إلا أن يسمعنا من نقول له: أننا نحن الليبيين هنا، وأننا نحن الليبيين نحكم أنفسنا بأنفسنا، وأننا نحن الليبيين متحضرين، وأننا نحن الليبيين للتسلط وللفساد والمفسدين رافضين.


يا ولاة أمورنا، ورعاة شئوننا: لا نريد لسجل جينز للأرقام القياسية أن يجعل بلدنا، ليبيا، هو البلد الوحيد في الدنيا الذي تبقي من عصور ما قبل التاريخ، فلم تشهد شوارعه وساحاته وميادينه، رغم امتدادها في قطر المكان، وتجذرها في مدى الزمان، تجمعا شعبيا احتجاجيا واحدا، في الوقت الذي تفعل ذلك شعوب الدنيا كلها، قاصيها ودانيها، صغيرها وكبيرها، متقدمها ومتخلفها.


كما أننا لا نريد لكم، يا ولاة أمورنا، أن يذكركم  التاريخ في سجلاته بأنكم آخر ما تبقى من سلالات الحكام  المنقرضين الذين ترفعهم شعوبهم، لجهالتها وجهالتهم، إلى مصاف الآلهة، فلا يحق لأحد أن يسألهم عما يفعلون، كما أنه لا يحق لشعوبهم  أن يخرجوا محتجين، أو أن يقفوا عن آرائهم معبرين.    


إننا كلنا أمل، في أنكم على وعي كامل بعواصف الإصلاح والتغيير التي شملت بلادا قصية عنا، منذ أزمان بعيدة، فتحضرت، وها هو موسم حديث جديد من هذه العواصف، يطرق أبواب بلادنا من كل مكان، ويلح علينا جميعا، حكاما ومحكومين، بعدم جدوى تجاهل صوت هذه الطرقات القوية العاتية، أو التغاضي عن نداءاتها الصريحة العالية، والتي تلوِّح للجميع بمفاتيح التحضر، وتزف إليهم بشارات التقدم، وتزودهم بمبررات الوجود والظهور والبقاء.


كما أننا كلنا ثقة في أن جماهير شعبنا التي صقلتها التجربة، وعلمتها الأحداث، ستكون في مستوى مسئولية عمل هام خطير كهذا، وأنها سوف تلتزم بما تطلبه منها السلطة المحلية من أوامر تنظيمية، تساعد على إنجاح أول تجربة يخوضها الشعب الليبي، حتى يثبت للجميع جدارته للتعبير عن نفسه، وقدرته على تقويم حكومته.

وختاما، فإنه من البديهي المعروف أن نداء كهذا سوف لن يتجرأ أحدٌ على التوقيع باسمه عليه، أو يمهره بخاتمه الشخصي، وذلك لأنه نداء أفئدة وضمائر أفراد الأمة الليبية كلها، وليس نداء أشخاص وأسماء ، ولا هو دعوات قبائل وعائلات، أو أنه إعلان نخب وصالونات، أو بيان طبقات وأحزاب وأيدلوجيات وتوجهات.


الله الموفق، والسلام عليكم.     
ليبيا في8ــ 2ــ 2011 
..........................................
محمد عبد الله الشيباني
aa10zz100@yahoo.com