الأربعاء، أغسطس 06، 2014

زفرة

 زفرة حريق، وتنفس فجر !

في فجر هذا اليوم؛ الثالث من أغسطس 2014، وفوق سطح بيتي، اقترب  عمود نيران ودخان مدينتي طرابلس مني أكثر، ثم همس لي بالكثير الكثير، هذا بعض منه  :

1 ــ   قلوب الليبيين يملؤها سخام أسود كثيف مخيف.

2 ــ بأس الليبيين بينهم شديد ناري  حارق.

3 ــ  عمود النار والدخان، إن هو إلا نصب شيطاني، أقامه وثنيو ليبيا تقربا لشيطانهم الذي لا زال متعطشا للدم الليبي رغم غزير ما سفك منه.
  
4 ــ  نعمة النفط التي منحها الله لليبيين، لا زالت تقابل من جانبهم بالجحود والنكران.

5 ــ الليبيون ليسوا في صلح مع الكون وخالقه، وذلك بما يمارسونه من عداء صارخ نحو البيئة المسالمة البريئة.

6 ــ  حقبة حرق الإمكانيات والمقدرات والفساد والإفساد، لا زالت مستمرة، ولا زال لها أنصار وأحبار.

7  ــ  إقدام الليبيين على حرق النفط، والذي هو عصب الحضارة الحديثة، يعبر بوضوح عن شذوذهم الحضاري، بل ورفضهم للحضارة ومسيرتها.

8  ـــ طوق النار والدخان الأسود، هو وسم أسر وعبودية، أتوا به الغادرون ، وغرسوه في رقبتها، وذلك بعد أن  آوتهم واحتضنتهم.

9 ــ الرائحة واللون القبلي لسلسلة النار والدخان التي تطوق رقبة طرابلس المتحررة من القبيلة وأرجاسها، هي الآن تشدها بشدة نحو  هذه الأرجاس، وتدفعها إليها دفعا.

10 ــ  للحاكم الظالم السابق جنود لا زالوا يأتمرون بأمره وينفذون وصيته بإحراق ليبيا.

11 ــ  الصحراء الليبية القادم منها النفط، والتي لا زالت قطعة من حقبة عالم ما قبل الحضارة، هي أكثر تحضرا من عاصمة ليبيا التي عبرت بوضوح عن تخلفها عن الصحراء بما أبدته من سوء معاملة للبترول، مبعوث ورسول صحرائنا النبيل.

12 ــ  البترول هو المنطقة الحساسة جدا في جسم ليبيا، ولهذا تراه محل أصابع وقبضات أعداء الكيان الليبي في شرقها وغربها وجنوبها.

13 ــ  لم تقم في فبراير 2011 ثورة.  

14 ــ  إطفائيو طرابلس، وجالبو الماء لإطفاء حريقها، والذين هم  من كل أنحاء ليبيا، هم شعاع الأمل الذي سوف يفقأ عيون أولئك المغول الذي سودوا وجه عروس البحر الأبيض المضيء.

15 ــ دخان حريق طرابلس يسد الآفاق، ويطال سواده كل ليبيا؛ شرقا وغربا وجنوبا.

..................................
............................................
................................................. الخ

وبعد، هل سمع أحدكم من عمود نار ودخان طرابلس مثل الذي سمعت؟!

أجزم بأن هذا العمود لم يحدثني ويحدثكم  إلا بمعشار ما يحدث به الآن شاب عشريني من أبناء ليبيا، يجود الآن بروحه من أجل إنقاذ ليبيا!

المجد للشهداء!

ولعن الله كل فاسد مفسد، لا تظهر له ليبيا وناسها وبترولها وعاصمتها إلا كما ترى سباع الغابة فريستها؛ حيث الفريسة مأكولة على أي جنب سقطت، ومن سبق إلى الفريسة، فهو أولى بها ممن سواه.

محمد عبد الله الشيباني

ليست هناك تعليقات: