الأربعاء، سبتمبر 17، 2014

حالات فيسبوكية

حالات   فيسبوكية    (2)
1 ــ  اﻹسرائيليون وأمم كثيرة غيرهم يختلفون ويتنازعون، ولكن ليس على حساب كيانهم القومي والديني والسياسي، فذلك خط أحمر.  قال صديقي.
قلت:
أما نحن فرغم أننا قد قضينا ثلاث سنوات من مرحلة بلوغ رشدنا وامتلاك إرادتنا، غير أن حوارنا الطويل وخلافنا العميق لم يوصلنا إلى مجرد تصور لما سيكون عليه كياننا، فضلا عن بنائه وتعلية صرحه.
حقا يا للأسف!
.......................................................................................
2 ــ  فجر ليبيا الصادق لن يتحقق إلا بعد زوال كل علامات ظلمة ليل " التَّميْلش" القبلي الأيديولوجي البهيم، ذلك أن  1700 ميليشيا قبلية وأيديولوجية، أو قل غيمة سوداء تتربع على خط دائرة الأفق المحيط بليبيا!
...................................................................................
3 ــ   فكرة ساذجة جدا!
بات واضحا اﻵن تميز بعض القبائل واﻷقاليم الليبية في القدرة على تشكيل الميليشيات، وبناء القدرة القتالية البشرية والحديدية، حتى أضحى لتلك القبائل والتجمعات صروحا وبروجا عسكرية باذخة، بل إن بعضها فاقت مقدرتها العسكرية مقدرة الحكومة، وهو ما أدى مؤخرا إلى تغول هذه المناطق واصطدام بعضها بالبعض اﻵخر!
أﻻ يمكن استثمار هذه الطاقات المنفلتة، وذلك بمحاولة التحكم في اتجاهها، والعمل على دفع هذه الكيانات المتنافسة عسكريا إلى التنافس في تنفيذ مشاريع  وخطط التنمية المختلفة، وتحت تخطيط وإشراف الدولة، وذلك بدل إعداد وتنفيذ الخطط والمشاريع المضادة للدولة؟
فمثلا تتخصص في تنفيذ خطة تطوير القطاع التعليمي قبائل ومناطق برقة، وتتخصص قبائل ومناطق الجبل الغربي في صناعة البناء والتشييد، كما تتخصص مصراتة وما جاورها في النشاط الصحي، ويتم توطين الصناعات النفطية في أماكن تواجد هذه الثروة في مناطق الجنوب الغربي والشرقي، وهكذا.
إن التنافس بين القبائل والمناطق في تنفيذ هذه الخطط يؤدي إلى قتل الفراغ لدى شبابها، والتخلي شيئا فشيئا عن النشاط  العسكري الذي انخرطوا فيه منذ الثورة، وحتى حينه.
إن تخصص كل منطقة في نشاط وصناعة معينة يؤدي إلى توطين هذه الصناعة لديها، وبالتالي تفنن هذه المنطقة في هذه الصناعة وإتقانها لها.
لماذا ﻻ نتوقف عن التفكير التخريبي العسكرتاري، ونتجه فورا إلى التفكير اﻻقتصادي اﻻنمائي الحضاري؟
.............................................................................................
4 ــ   فتنة
فتنة؛ هي طريقة علاجية لمقاومة الخطر المحتمل لنواتج التفاعل الإيجابي لوعي المجموعة، وهي عبارة عن حقنة يتم منحها للأشخاص المصابين بعلة نشاط الوعي وإيجابيته، حيث تعمل هذه الحقنة على شل الوعي المتوهج للمجموعة، وإفقادها القدرة على الاختيار، وربما التمييز.
لماذا لا نعلن عن فتحنا الطبي الجديد في علم النفس الاجتماعي، والحامل للاسم التجاري: "فتنة"!
.....................................................................................

5 ــ   حريق، وفجر!
في فجر هذا اليوم الثالث من أغسطس 2014، وفوق سطح بيتي، اقترب  عمود نيران ودخان مدينتي طرابلس مني أكثر، ثم همس لي بما يلي  :
1 ــ   قلوب الليبيين يملؤها سخام أسود كثيف مخيف.
2 ــ بأس الليبيين بينهم شديد ناري  حارق.
3 ــ  عمود النار والدخان، هو نصب شيطاني، أقامه وثنيو ليبيا تقربا لشيطانهم الذي لا زال متعطشا للدم الليبي رغم غزير ما سفك منه.
4 ــ  نعمة النفط التي منحها الله لليبيين، لا زالت تقابل من جانبهم بالجحود والنكران.
5 ــ الليبيون ليسوا في صلح مع الكون وخالقه، وذلك بما يمارسونه من عداء صارخ نحو البيئة المسالمة البريئة.
6 ــ  حقبة حرق الإمكانيات والمقدرات والفساد والإفساد، لا زالت مستمرة، ولا زال لها أنصار وأحبار، بل هي أخيرا تزيل آخر أقنعتها.
7  ــ  إقدام الليبيين على حرق النفط، والذي هو عصب الحضارة الحديثة، يعبر بوضوح عن شذوذهم الحضاري، بل ورفضهم للحضارة ومسيرتها.
8  ـــ طوق النار والدخان الأسود، هو أثر خنجر الغدر المسموم الذي غرسه الغادرون ناكرو الجميل في خاصرة طرابلس .
9 ــ تلك الرائحة واللون القبلي لطوق النار والدخان الذي يطوق رقبة طرابلس المتحررة من القبيلة وأرجاسها منذ زمن بعيد، قد يرد طرابلس إلى رجس القبيلة التي تطهرت منها.
10 ــ  للحاكم الظالم السابق جنود لا زالوا يأتمرون بأمره وينفذون وصيته القاضية بإحراق ليبيا.
11 ــ  الصحراء الليبية القادم منها النفط، والمتخلفة نسبيا، أثبتت أنها أكثر تحضرا من عاصمة ليبيا طرابلس، والتي تم فيها ذبح وحرق رسول الصحراء الكريم النبيل.
12 ــ  البترول هو المنطقة الحساسة جدا في جسم ليبيا.
13 ــ  لم تقم في فبراير 2011  ثورة.  
14 ــ  إطفائيو طرابلس، وجالبو الماء لإطفاء حريقها، والذين هم  من كل أنحاء ليبيا، هم شعاع الأمل الذي سوف يفقأ عيون أولئك المغول الذي سوّدوا وجه عروس البحر الأبيض المضيء.
15 ــ دخان حريق طرابلس يسد الآفاق، ويطال سواده كل ليبيا؛ شرقا وغربا وجنوبا.

..................................
............................................
................................................. الخ

وبعد، هل سمع أحدكم من عمود نار ودخان طرابلس مثل الذي سمعت؟!

أجزم بأن هذا العمود لم يحدثني ويحدثكم  إلا بمعشار ما حدث به شباب في عمر الزهور تم ذبحهم بسكين الصراع على النفوذ والنقود.

المجد للشهداء!
ولعن الله كل فاسد مفسد، لا تظهر له ليبيا وناسها وبترولها وعاصمتها إلا كما ترى سباع الغابة فريستها؛ حيث الفريسة مأكولة على أي جنب سقطت!

محمد عبد الله الشيباني


.


ليست هناك تعليقات: