الثلاثاء، نوفمبر 25، 2014

لا يمكن أن يكون ليبيا

الذي قنبل مطار معيتيقة لا يمكن أن يكون ليبيا، ولن يكون وإن حاول!

قدر الله أن أكون شاهدا هذا اليوم على ضرب المنفذ الجوي الوحيد للعاصمة طرابلس؛ حيث سمعت الأزيز المميز للطائرة الحربية، ثم تبع ذلك صوت انفجار ارتعد له قلبي، وذلك لا لقوته ولكن لما اكتنفني من شعور غريب مرعب؛ إذ حتى وقوع هذا الحادث الشنيع لم أكن أتوقع أن يجرؤ ليبي تدرب في هذه القاعدة أن يعود ويضربها تحت أي مبرر كان!

نعم فقد سمعت بأذني الانفجار، ورأيت بعيني الطائرة وهي تتسكع عائدة بعد رمي حممها على أهاليها وأصحابها الذين دفعوا ثمنها من قوتهم، رأيتها تعود تتبختر في عنان السماء وكأنها تقول لكل من شاهدها: لكم وطن ولنا وطن!

أجل إنها ضربة عدو موجعة قامت بها يد شقيق وصديق وقريب وابن وطن ودين !

حقا ما أمر ذلك !

لا أدري أي شعور كان لدى ذلك الطيار وهو يرى دخان صواريخه يغطي مدينته وأهلها ومطارها؟

لا أدري بأي وجه قابل عائلته وأطفاله وزوجته؟

لا أدري كيف يبيت ليلته، وهو يسمع ويرى ما خلفت قذائفه بالأبرياء من عائلة ارتيمة وجيرانها؟

أجزم بأن هذا الطيار ليس ليبيا، ولن يكون وإن حاول !

أعلم أن هذا الطيار سيتحجج بهذه الحجة المبتذلة السائدة الآن، والتي عنوانها الكبير الحرب على الإرهاب!

نعم، ونحن معك نحارب الإرهاب ونمقته، ولكن هل عجزك عن الظفر بالإرهابي الواحد أو العشرة أو حتى المائة والألف يبرر لك قنبلة مدينة مليونية ومنع مريضها وطالبها وتاجرها من السفر؟!

بالقطع لا، ولكنه الحمق والحقد والانتقام !

محمد عبد الله الشيباني

https://www.facebook.com/moh.a.shebani

ليست هناك تعليقات: