الاثنين، مارس 23، 2015

يا دكتور بعيرة

يا دكتور بعيرة : من أجل ليبيا يتحتم التيمم إذا لم نجد ماء الشرعية !!!!

الدكتور بعيرة من الخبراء الإداريين الدوليين الذين تفخر بهم ليبيا ، وكان وسيظل من أصول ليبيا العلمية العتيدة ومصدر اعتزاز في نفس كل ليبي !!!!

غمرني البشر والسرور عندما علمت بفوز الدكتور بعيرة بمقعد في مجلس البرلمان الليبي ، وكنت تمنيت فوزه بمنصب الرئيس ، ولكنها الديمقراطية ومعادلاتها !!

لا بأس ها هي الأقدار تختار الدكتور بعيرة ليقف في أخطر وأدق منعطف في طريق ليبيا الطويل الوعر، وهو منعطف قبله تضطرم النيران في كل ليبيا ، أما بعده فتنقسم الطريق إلى طريقين أحدهما يقود إلى فردوس ليبيا ، والثاني يؤدي إلى جحيمها الذي لن يبقي في ليبيا بشر ولن يذر بها حجر !!!

نعم الدكتور بعيرة يتواجد الآن في الصخيرات حيث يمر من تلك المدينة الشريان الأخير والوحيد الموصول بقلب ليبيا ودماغها ، وفي تلك المدينة سيتوسع شريان حياة وبقاء ليبيا أو سينقطع الشريان وتموت ليبيا !!!

الدكتور بعيرة وزملاؤه من أعضاء البرلمان يقفون على جبل من الضرورات الليبية التي تبيح لهم اقتراف كل المحظورات ، بما فيها التيمم السياسي عند فقد الشرعية السياسية  !!!

 بيد أن ما سمعته هذه الليلة من الدكتور بعيرة في حوار بقناة ليبيا الأحرار  لا يتفق البتة مع الأرقام الحمراء المتوهجة الظاهرة على شاشة ترمومتر ليبيا المشتعلة ؛ إذ بدا لي وكأن الدكتور بعيرة متكئا على أريكة في منتجع الصخيرات المخملي ، وقد لعبت برأسه كؤوس خمر الشرعية المترعة المترفة وراقه إيقاعها الساحر الهدهاد ، وهي بحق كذلك !!!

ولكن الدكتور بعيرة شيخ كبير وخبير قدير وليبي قح وبرقاوي أصيل ، ولهذا لا يمكن لمثله أن تلعب برأسه خمرة الشرعية المسممة ، لا لأنها متجاوزة وقت صلاحيتها ، ولكن لأن حال ليبيا السيء جدا تخطاها بأليم ما سالت من دماء وما تدمرت من مدن وما نزحت من عائلات وما تخرب من اقتصاد وما تمدد من يأس وما عم من بؤس !!!

إن محاوريك يا دكتور بعيرة الذين ضاق صدرك بهم وقطعت الحديث معهم ، وأنا وكل الليبيين، يرجونك عدم جعل الشرعية في كفة ، وفناء ليبيا في كفة أخرى !!!

إن الإدارة التي أنت خبيرها وكذا السياسة التي أنت من رجالاتها ، هما بحق فن إدارة الممكن لا فن الاستماتة في طلب غير الموجود وبناء الخطط والسياسات على الأماني الوردية التي لا توجد إلا في الخيال !!!

أي شرعية تفاوضية ترجح شرعية استنقاذ ليبيا من مخالب الحرب التي تفتك بعديد بنيها مع مشرق كل نهار وظلمة كل ليل ؟

كل الليبيين الآن مدعوون إلى الجلوس وجها لوجه وركبة في ركبة ويد في يد ووضع أعينهم وألسنتهم على كلمة واحدة هي : ليبيا !!!!!

نعم ؛ نتيمم من أجل ليبيا ، وتبا لشرعية ترسمها خطوط دخان اشتعال ليبيا  !!!

محمد عبد الله الشيباني

https://www.facebook.com/moh.a.shebani

ليست هناك تعليقات: