السبت، مايو 31، 2014

إذا جاز لي

**** إذا جاز لي في الدين أن أتكلم ****


الدينُ مقصدهُ
حمايةُ أنفسٍ
وأمانُ حالٍ
وانتشارُ رخاءِ

أين المقاصدُ
للشريعةِ حولنا
وبلادنا  ضجت
من الأرزاءِ

صارت شريعتنا
طقوسَ   تديُّنٍ
قد   بالغوا 
فيها     ذوو   الأهواءِ

عبثا  نحاول
أن نقيم   
شريعةً
دون  التقاء  بيانها
برضاءِ

أين  البيان
بمشرعاتِ   صوارمٍ
بل  أين
بعضُ  حصافةٍ 
وذكاءِ

أين  ائتلاق   الدينِ
في   كلماتناِ
وحروفُها
قطعٌ من الظلماءِ

لا شيءَ
ينفعها  الشريعةُ
مطلقاً
في بحرِ
هذا اللغوِ
والضوضاءِ

وإذا الكلامُ
تكدست طبقاتهُ
أضحى النصوحُ
كناعقٍ  بخلاءِ

ما   عاد  
في  بنك    الحلولِ
طريقةً
والحلُّ     صادرهُ
أخو     الهيجاءِ

ما   قيمةُ   
القولِ    السديدِ
وجلـُّنا
يأتي    الحوارَ
بأذنهِ     الصَّماءِ

آلافُ     ألسنةٍ
يُصادمُ    بعضُها
بعضاً
بكلِّ       تعنُّتٍ
وجفاءِ

نُصِبت     شِباكٌ
عند     كلِّ      مساحةٍ
لتبادلِ    الأفكارِ
والآراءِ

وغدتْ
نتائجُ      رأينا
وحوارنا
أمجاد  رامٍ
لا       بروجَ        بناءِ

محمد عبد الله الشيباني

الاثنين، مايو 26، 2014

كرامة




*** * حقاً نريدُ كرامة ! ****




حقاً!  نريدُ  كرامةً  


مَنْ قال لا؟


إنا نريد كرامةً 


ومهابةً 


ووقارا


ونريدُ  أن  نحيا  حياةَ  تحرِّرٍ


لا جورَ 


لا استعبادَ 


لا استحمارا



من  حقَّ  هاماتٍ  لنا  أنْ  تشرأبَّ


وترتدي  التيجانا


من حقنا  أن  نستعيدَ  مآثراً   ومفاخراً


من بعد  ما  


فاضَ  الإناءُ  صَغارا



ولأننا   بتنا   كبارا


بات حتماً 


أنْ   نُجيدَ  الاختيارا 



فالكراماتُ  التي   قُذفِتْ  لنا 


ذات  يومٍ 


لم  تكن  


أبداً   كرامة 


بل  مهانة



الدَّهرُ  


طولُ   الدَّهرِ


كان   شرابُنا


مِن    كفِّ    طاغٍ


ينضحُ    استحقارا



لا  زال   في  حلقي   


مُلغَّمُ   سُكِّرٍ


تَخِذَ   الحلاوةَ  


مظهراً  


وشعارا 


حتى   إذا   انكشف   الغطاءُ 


تفجَّرتْ


منه   المرارةُ 


أنهراً 


وبحارا



لا   زلتُ 


أذكرها  


كرامةَ   مانحٍ


محشوةً  


أركانُها    استحقارا



ألقى   علينا 


بيانهُ 


مُتمسكناً


قد    فاضَ     وُداً


واستطالَ    وقارا



حتى  إذا   بلغ   اللئيمُ   مرادَهُ


صارت  كرامتُنا  


  لديهِ    قرارا



الجُحرُ    ذاتُ    الجحرِ 


هذا   ملغزٌ


والقولُ    نفسُ     القولِ


هذا   مربكٌ


بل    مضحكٌ  


كيف    الحوادثُ    تدمنُ    التكرارا؟!


محمد عبد الله الشيباني

https://www.facebook.com/moh.a.shebani

فيروس

               *** فيروس النفوس ***


حقاً !

عُضالُ الد ا ءِ

ليس تسرطنٌ

أو " إيد زٌ "

أ و عجزُ  

بنكرياسِ





إ نَّ عُضا لَ ا لداءِ

سَفـْهُ عقو لِـنا

وتبلـُّدُّ ا لإدرا كِ

و ا لإحسا سِ






و إذا المريـضُ

سُقا مُهُ في جِسمهِ

أجِرَ الجميعُ؛

مُـطـبّـبٌ

و مُـو ا سي





أما إذا سقم النفوس


أصابه

فَتَطـالُ علتُّهُ

جميعَ الناسِ




محمد عبد الله الشيباني

الخميس، مايو 22، 2014

إعلامنا

                             إعلام! كلا إنه أسقام!
أنيابُ  ذئبٍ
أمْ 
سُمومُ  أفاعي
في  شاشةِ  التلفازِ  
والمذياعِ؟!

قَنواتُ  إعلامٍ
بظاهرِ  بُرقعٍ
لكنها  الحياتُ
خلفَ  قناعِ

هذا  الأثيرُ
تفجَّرتْ  ذراتُهُ
بلهيبِ
ألسنةٍ  لها
وَيَراعِ



خلفَ  الكواليسِ
نُباعُ
ونُشترى
كقطيعِ  أغنامِ
وبعضِ  متاعِ

هذي  المحطاتُ
تبيعنا  مُنتجاً
دسَّ   الزؤامَ
بُعلبةِ  الإقناعِ

عجباً  لذي  عقلٍ
تقودهُ
أذنهُ
ويسيرُ خلفَ  مُروجٍ  
خدّاعِ

أضحى   مَسارُ  الوعي
رهنَ    إشارةٍ
من  مُفترٍ
بل   تاجرٍ
طمّاعِ

الرأيُ  
زيَّفهُ  الحواةُ
بِسحرهِمْ
والحقُّ
زوَّرهُ
خبيرُ   خِداعِ

جُلُّ  الحرائقِ  
من  وراءِ  
شرارةٍ
مشحونةٍ
بالدَّسِّ  والإيقاعِ


مدُّ   اللسانِ
على  الأثيرِ
شهادةٌ
بعد   السكوتِ
تدومُ
في  الأسماعِ     

ستظلُّ  ناطقةً
برغمِ  سكوتنا
وفناءِ  جسمٍ
وانكسارِ يَراعِ

يا  أيها الساعون
نحو  شهادةٍ
لا   تجنحوا
للظنِّ
عند  نزاعِ

فالظنُّ
بعضُ   الزورِ
عند   سواده
وزواجه بالقصد
والأطماعِ

لا تمنحوا  
صَكَّ  الشهادةِ
هكذا
دون الدليلِ
الصارخِ
اللمّاعِ


مثلُ   الديوكِ 
على الأثير
حوارنا
بل ربما
صرنا
جياعَ  ضِباعِ

الصمتُ  بلسمُنا
إذا  ما  أمطرتْ
قنواتُ  فتنتِنا
بِسُمِّ  أفاعي

والخرسُ  أطهرُنا
لطهرِ  لسانِهم
من  فتنةِ الألبابِ
والأسماعِ

هِيَ   علةٌ
تلك  التي
أعراضها
ذاك  اللسانِ
"الملتوي  اللعلاعِ"  


محمد عبد الله الشيباني

الخميس، مايو 15، 2014

لم يلوذوا .........

يا للعار؛ إنهم لم يلوذوا بالفرار!

ولاذوا بالفرار! عبارة ظلت طوال موسم القتل البنغزاوي هي ورقة التوت الوحيدة والأخيرة التي اتخذها كل من المسئولين الرسميين، وأجهزة الإعلام الحكومي، وغيرهم، سترا لعورتهم، وذلك في محاولة منهم لتغطية السنتيمترات القليلة الباقية من مساحة عورة الوطن الذي يتعرض الآن لأشنع حملة هتك، وتعرية، وحتى شماتة!

وانسجاما مع إيقاع سمفونية "ولاذوا بالفرار" تلك، قمت أنا أيضا بكتابة مقال منذ أيام مضت، جعلت من هذه العبارة المغلوطة عنوانا له، وحاولت من خلال هذه العبارة التماس العذر للـ "العساس"؛ باعتبار أن الـ "خانب"، كما يقولون، يغلب العساس!

بيد أنني سأقوم بفضح نفسي، وكشف ما تبقى من عورتي، لو ظللت ألوِّح بهذه العبارة الخطأ؛ ولاذوا بالفرار! ذلك أن فيديو افتراس، وليس اغتيال مدير فرع مخابرات بنغازي منذ بضعة أيام، والذي ربما شاهده الكثيرون، سيقوم بلطمي على وجهي، وبركلي على قفاي، وبالبصق على ما تبقى من حطامي البارد، لو تجرأت وأعدت عبارة: ولاذوا بالفرار الخاطئة تلك!

المكان: بلاد الألف فارس "بينْ غازي"، والتي تعني وفق اللغة التركية مدينة الألف فارس الذين هناك من يزعم أنهم حرروا طرابلس ذات يوم، وتسمَّت مدينتهم منذ تلك الحادثة باسمهم، ثم أصبح ذلك الألف فارس آلافا من الفرسان، وقاموا كما يعرف الكثيرون، باستعادة مجد الأجداد، ودشنوا عملية تحرير ليبيا من الدكتاتورية!

لكنه، ويا للأسف: دار الزمان، وتغيرت الأحوال، وها هي كاميرا التاريخ تلتقط المشهد المأساوي التالي:

الزمان: ألق وعنفوان وكبد نهار يوم قائظ الحرارة من أيام بنغازي ذات المليون فارس!

الحدث: افتراس بشري محلي وطني، بل وعلى الطريقة الإسلامية!

الخلفية: طابور من المفترَسين الذين لم يحن دورهم بعد، وهم ينظرون إلى طابور الضحايا يتحرك بإيقاع منتظم، ووفق قدرة المفترِسين على الإنجاز، وذلك بفتح راء المفترسين وكسرها على التوالي!

النتيجة: تم ذبح الفريسة رقم xxx ، وتم تسديد المبلغ المتفق عليه، وتحولت آلة الذبح أوتوماتيكيا إلى الفريسة xxx+1 ، وجاري تهيئة ساحة المذبح!

عندما أشاهد قطيعا كبيرا مكونا من الآلاف من الأبقار البرية، وهو ينظر إلى أحد أفراد هذا القطيع، وقد أحاطت به مجموعة أسود أو نمور أو ضباع، وربما كلاب وحشية، وشرعوا في إسقاطه أرضا بمنتهى الوحشية، ثم بدأوا في تمزيق جسمه، والتهامه على مرأى ومسمع بني جنسه، وأفراد قطيعه وعائلته؛ إنني عندما أنظر إلى ذلك المشهد، تأخذني الدهشة والاستغراب، وأقول في نفسي: لماذا لا تقوم عناصر جبل القطيع تلك، وهي القادرة على ذلك، باستنقاذ ذلك المستضعف المسكين من حفرة المناشير التي وقع فيها، والتي هي تمزق جسده دون رحمة!

وكما تسقط تلك البقرة في غابات أفريقيا على مرأى ومسمع أمها وأبيها وإخوتها وعماتها وخالاتها وكل بني قطيعها، سقط ابراهيم السنوسي ابن بنغازي، وسقط قبله الكثير، وأيضا على مرأى ومسمع بني مدينته، وبني جنسه، وبني دينه!

الفيديو المذكور يبين بوضوح عدم عجلة أعضاء فريق الافتراس، وإصرارهم على قطع كل أوردة وشرايين الضحية، بل ربما قاموا بتصوير المنتج النهائي لأبشع جريمة يمكن أن يرتكبها إنسان؛ إنها جريمة القتل دون محاكمة، وبدم بارد، وعلى مرأى ومسمع الشمس والأذن والعين، وحتى كاميرا هاوي جمع الصور!

ولاذوا بالفرار! كلا إنهم لم يلوذوا بالفرار. نحن من يلوذ بالفرار، ويا للأسف نفر إلى الأمام؛ نحو المنشار !!!!!!

محمد عبد الله الشيباني











الأحد، مايو 11، 2014

معيتيق

مُعيتيق، والظرف الدقيق!

لو تمكن السيد معيتيق من رفع كفه الممتلئة الغضة البيضاء، ملوحا بها للجميع، وقد كتب عليها بخط واضح كلمة واحدة لا غير؛ مجرد اسمه: مُعيتيق! لو فعل ذلك، لحقق السيد معيتيق الخبطة الأولى المهمة، ولخطا الخطوة الأساس لكل خطواته الكثيرة الخطيرة!  فاسم معيتيق بضم الميم لا يمكن إلا أن يكون تصغيرا لاسم معتوق، والذي هو اسم المفعول لفعل العتق والانعتاق! وهل هناك من حقنة لقاح يجب على أي مسؤول ليبي أن يأخذها قبل ركوبه قطار السلطة الأفعواني المرهق أهم من حقنة اللقاح ضد الوقوع فريسة التجاذبات والتشاحنات والمناكفات التي عبثت بالمشهد الليبي طيلة سنوات ما بعد الثورة؟! 

أجل لو تمكن رئيس الوزراء مُعيتيق، وهو الشاب المتعلم القوي الغني من الانعتاق من الحاجات المذلة؛ الشعور بالضعف، والشعور بالفقر، والشعور بالجهل، وكذا الشعور بالارتباط المرضي بالقبيلة، كما يجب ألا ينسى أيضا ولو حقنة تنشيطية للِّقاح المانع من دوار الجنس الآخر! لو فعل كل ذلك وانعتق من كل هذه السلاسل والأثقال لحقق نمرة السؤال الإجباري الكبيرة المهمة. 

وبعقلية وذكاء حامل شهادة دكتوراه الإدارة، وربما الإرادة، وبقناعة واكتفاء الرجل وارث الثراء، يقوم السيد مُعيتيق بتحويل هذه السلاسل والحبال إلى قنوات تواصل شفافة وشرايين دم نقي بينه وبين كل مراكز القوة العاملة على الأرض. لو عمل مُعيتيق ذلك لتمكن من خطو الخطوة الأولى الجبارة ذات الأثر الدوميني  الدائم المتصل والعابر لكل الخطوات.

وبمجرد أن يفعل معيتيق ما سبق وينجح فيه، سيشعر على الفور بتحرره من رهاب ودوار الوقوف في المناطق العالية، ويقترب بسهولة واطمئنان من قاعدة الهرم، حيث يجد نفسه وجها لوجه أمام ما يكتظ به جذر الشجرة الليبية وجذعها من علل وأمراض قاتلة.

ليس له والحال كذلك إلا أن يشكل ويستدعي الوزراء! 
خطأ!
ما ذا يفعل إذن؟! يستدعي رجال الإطفاء!

أجل نحن لسنا بحاجة إلى وزراء، نحن بحاجة إلى رجال إطفاء!

ليبيا كلها تحترق، وعامة الناس يغلب عليهم الشعور بالإحباط والانهزام وخيبة الأمل، وهو شعور لا يلاشيه ويتغلب عليه إلا مشهد قدوم رجل الإطفاء ببزته المميزة، وبخبرته المشهودة، وبأدواته المتطورة الموثوق فيها، وقبل وبعد كل هذا بروحه الفدائية المشحونة إيثارا، والمملوءة حماسا وإصرارا! رجل الإطفاء فقط هو من يلتف حوله الليبيون الحائرون.

الحرائق الأمنية تحتاج إلى خطة إطفاء رشيقة سريعة تحول شلالات الدم إلى سائل إطفاء حديث وغير مغشوش، حيث يصنع هذا السائل مربعات أمنية تُحاصرُ فيها مواقد الجريمة الجبانة وتُبيدها. أما الحرائق الأمنية الكبيرة التي تعمل فيها العوامل الأيديولوجية، والقبلية، والمناطقية عملها، فإنها لا تداوى إلا بالتي كانت الداء، وداؤنا كما هو معروف هو قلة تصارحنا وشح ثقتنا المتبادلة، وهي علل لا تداوى إلا ببلسم الحوار الفعال. وبلاسم الحوار هذه هي أيضا يجب أن يحملها رجال برشاقة وشجاعة وجرأة وخبرة رجال الإطفاء!

أما حرائق الفساد الإداري والمالي التي غطى دخانها الآفاق، فإن دكتور الإدارة السيد مُعيتيق، لا أظنه يحتاج إلى من يقول له بأن خرطوم الرقابة والضبط المالي والإداري الذي يحمله الإطفائي الأمين الحصيف الرشيد هو الحل الوحيد لكوارثنا المالية والإدارية! 

إن أشد خراطيم إطفاء حرائق الفساد المالي والإداري وأكثرها نجاعة، توفرها الآن التقنية الحديثة، ونظمها المالية والإدارية الذكية، وليس ببعيد عنا ما أحدثته تقنية استخدام الرقم الوطني الإلكترونية من هزة في صرح الفساد والمفسدين. 

إن بيوت الخبرة المحلية والدولية المتخصصة في الرقابة المالية والإدارية متوفرة، وبالتأكيد لديها جميع بدائل الحل للغزنا المالي والإداري الليبي المحرج، وربما المخزي. 

لا أظن السيد معيتيق في غفلة عن الحريق الهائل ذي الأدخنة السوداء الذي يطوقنا جميعا، حتى أننا لا يسمع بعضنا البعض ولا يراه، أو نكاد!

سوف يتحتم على السيد معيتيق، وقد قذفت به الأقدار في وسط زوبعة الضجيج الليبي، أن يلعب دور المايسترو، وذلك بظهوره الذكي والفعال في وسائل الإعلام ومنابر الاتصال المختلفة، واستخدام عصا المايسترو الذهبية في توجيه الرأي العام المنفلت حتى التشظي، والملوث إلى درجة التسمم.

وفقك الله سيد معيتيق، وعتقك مما ابتلى به الكثير من كبرائنا. 

محمد عبد الله الشيباني
Aa10zz100@yahoo.com
http://libyanspring.blogspot.com
https://www.facebook.com/moh.a.shebani