الثلاثاء، مارس 24، 2015

خصمي الذي

خصمي الذي مات دون أن أصافحه !!!

لا يمكن أن يكون موضوع الخصومة الليبية  الرمادية الضحلة ، والذي يؤدي إلى موت أحد الخصمين ، هو من صنيعة خصم واحد !!!

إذ لا يعقل أن أحد خصمي الشجار ، مهما بلغ تهوره، أن يصنع منفردا سيناريو هلاكه إلا نادرا وشاذا !!!

إن عتامة المشهد الليبي ، وازدحامه بالمشبوهين المتهمين ، وخلوه تقريبا من المدانين القاطعي الإدانة ، يجعل من الرصاص الرمادي المنطلق صوب الكثير ، ثم موتهم بفعل هذا الرصاص الرمادي ، مما يُحمِّل القاتل والمقتول مشتركين جريرة هذا الموت الرمادي !!!

  أما ما يجعل هذه الرصاص يتخذ لونا رماديا ملغزا محيرا وربما مؤسفا مخزيا ، هو أن كل الخصوم القتلى هم أحباب الأمس وشركاء الثورة على الجيل الأول من  الرصاص الرمادي الخبيث الذي تم تبادله في عام الثورة بين الليبيين ، كما أن  جلهم غادر للتو مراتع الصبا ، وأقبل فرحا منتشيا على عشرينيات شبابه المغدور !!!

ها هو الرصاص الرمادي يقتل من هنا ومن هناك ، وما أن يسجل هذا هدفا في مرمى خصمه حتى يرج شبكة مرماه هدف معاكس ، وإذا الرماد يملأ الطرق ويسد الأفق !!

مهما عظمت شرعية مدعي الشرعية ، ومهما تضاءلت حجية من يرمون باللاشرعية ، فإن ذلك لا يبر انطلاق رصاصة رمادية عبثية واحدة ؛ ذلك أن كل الرصاص المنطلق لم يكن مصدره السجال والخصام حول الشرعي ونقيضه والذي لا يثبته إلا القضاء ، وإنما كان مصدره أمكنة سوداء مشبوهة يوجد الكثير منها في أقبية وعينا المختطف .

هذا اليوم دفعني سوء تصرف بعضهم إلى قيامي  بإطلاق رصاص خلب لكلمات غاضبة ، ثم غادر صاحبي ، فلم أبرح حتى ألحقت تلك الكلمات السوداء بأخرى بيضاء عبر موبايلي، ولكن للأسف فالكلمة الرصاصة انطلقت وأصابت الهدف ، وظل قلبي مما اقترفت يئن ويرتجف !!!  

مع كل  صباح يشرق وليل يغشى ، يغشى سواد الموت محيا شباب في عمر الورد من شباب ليبيا ، والتي لا يوجد على وجهها الشفاف البريء بما يشي بأي علامة من علامات مسببات الموت ومبررات القتل !!!

نعم نحن نقتل بعضنا رماديا ، ونمارس قتلنا جماعيا ، وربما يحدث كل ذلك هستيريا !!!  !!!!

الاثنين، مارس 23، 2015

يا دكتور بعيرة

يا دكتور بعيرة : من أجل ليبيا يتحتم التيمم إذا لم نجد ماء الشرعية !!!!

الدكتور بعيرة من الخبراء الإداريين الدوليين الذين تفخر بهم ليبيا ، وكان وسيظل من أصول ليبيا العلمية العتيدة ومصدر اعتزاز في نفس كل ليبي !!!!

غمرني البشر والسرور عندما علمت بفوز الدكتور بعيرة بمقعد في مجلس البرلمان الليبي ، وكنت تمنيت فوزه بمنصب الرئيس ، ولكنها الديمقراطية ومعادلاتها !!

لا بأس ها هي الأقدار تختار الدكتور بعيرة ليقف في أخطر وأدق منعطف في طريق ليبيا الطويل الوعر، وهو منعطف قبله تضطرم النيران في كل ليبيا ، أما بعده فتنقسم الطريق إلى طريقين أحدهما يقود إلى فردوس ليبيا ، والثاني يؤدي إلى جحيمها الذي لن يبقي في ليبيا بشر ولن يذر بها حجر !!!

نعم الدكتور بعيرة يتواجد الآن في الصخيرات حيث يمر من تلك المدينة الشريان الأخير والوحيد الموصول بقلب ليبيا ودماغها ، وفي تلك المدينة سيتوسع شريان حياة وبقاء ليبيا أو سينقطع الشريان وتموت ليبيا !!!

الدكتور بعيرة وزملاؤه من أعضاء البرلمان يقفون على جبل من الضرورات الليبية التي تبيح لهم اقتراف كل المحظورات ، بما فيها التيمم السياسي عند فقد الشرعية السياسية  !!!

 بيد أن ما سمعته هذه الليلة من الدكتور بعيرة في حوار بقناة ليبيا الأحرار  لا يتفق البتة مع الأرقام الحمراء المتوهجة الظاهرة على شاشة ترمومتر ليبيا المشتعلة ؛ إذ بدا لي وكأن الدكتور بعيرة متكئا على أريكة في منتجع الصخيرات المخملي ، وقد لعبت برأسه كؤوس خمر الشرعية المترعة المترفة وراقه إيقاعها الساحر الهدهاد ، وهي بحق كذلك !!!

ولكن الدكتور بعيرة شيخ كبير وخبير قدير وليبي قح وبرقاوي أصيل ، ولهذا لا يمكن لمثله أن تلعب برأسه خمرة الشرعية المسممة ، لا لأنها متجاوزة وقت صلاحيتها ، ولكن لأن حال ليبيا السيء جدا تخطاها بأليم ما سالت من دماء وما تدمرت من مدن وما نزحت من عائلات وما تخرب من اقتصاد وما تمدد من يأس وما عم من بؤس !!!

إن محاوريك يا دكتور بعيرة الذين ضاق صدرك بهم وقطعت الحديث معهم ، وأنا وكل الليبيين، يرجونك عدم جعل الشرعية في كفة ، وفناء ليبيا في كفة أخرى !!!

إن الإدارة التي أنت خبيرها وكذا السياسة التي أنت من رجالاتها ، هما بحق فن إدارة الممكن لا فن الاستماتة في طلب غير الموجود وبناء الخطط والسياسات على الأماني الوردية التي لا توجد إلا في الخيال !!!

أي شرعية تفاوضية ترجح شرعية استنقاذ ليبيا من مخالب الحرب التي تفتك بعديد بنيها مع مشرق كل نهار وظلمة كل ليل ؟

كل الليبيين الآن مدعوون إلى الجلوس وجها لوجه وركبة في ركبة ويد في يد ووضع أعينهم وألسنتهم على كلمة واحدة هي : ليبيا !!!!!

نعم ؛ نتيمم من أجل ليبيا ، وتبا لشرعية ترسمها خطوط دخان اشتعال ليبيا  !!!

محمد عبد الله الشيباني

https://www.facebook.com/moh.a.shebani

لن تقوم الدولة

لن تقوم الدولة حتى نخلع ملابس معاركنا !!!

النظام الدكتاتوري السابق كان ماكينة من ماكينات صناعة ملابس الكره والعنف وحتى الحرب !!!

عقود الحكم الدكتاتوري لم تتقن شيئا إتقانها صناعة مركبات الكره والحقد ، وموديلات ملابس العنف والتباغض والتحارب ، سواء كان ذلك في أدبياتها ، أو في معاركها اﻷمنية المتنوعة الطويلة مع الليبيين ، وهو ما أدى إلى وﻻدة جيوش من الناقمين والمطاردين والمسجونين والمنفيين وأيضا المقتولين !!

وحتى في لحظات عمر النظام الدكتاتوري  اﻷخيرة أصر رأس النظام على أن تكون آخر خطواته وكلماته مشحونة كرها وبغضا ودما وبارودا !!!

ولئن اتحد الليبيون في لون ما يرتدون من ملابس حرب وهم يحاربون الدكتاتور ، إﻻ إنهم سرعان ما تلونت ملابسهم ووجوههم وكلماتهم وحتى عيونهم وقلوبهم بألوان متناقضة متنافرة متحاربة ، بل وأصبح البعض منهم مرتبطا ارتباطا غريزيا وعاطفيا بما حمل من هذه اﻷلوان العتيقة البائسة !!!

القصور في استيعاب الدرس اﻷول من دروس الديمقراطية زاد من تثبيت هذه اﻷلوان وترسيخها حتى أصبحت هذه اﻷلوان وكأنها حدود سياسية بين دولة ودولة ويؤدي مجرد لمسها إلى اشتعال الحروب وسيلان الدماء !!!

وبدل أن تصنع فسيفساء اﻷفكار واﻷراء روح الفريق والتنافس المثمر البناء ، نجدها قد حفرت أخاديد عميقة بعثرت الوطن وجعلته جزرا يفصل بينها بحر من جحيم !!!

وحتى بعد أن ظهرت النتائج الكارثية للتشبث بألوان وملابس المعارك القديمة ، وجلس البعض من أصحاب هذه اﻷلوان للنظر في إمكانية إطفاء حرائق هذه المعارك ، لم يتمكن هؤﻻء المأسورون في قيودهم  الغريزية من تناول الكبسولة اﻷولى من كبسوﻻت نسيان الماضي وتغليب لون ليبيا على ألوانهم المتناوشة المتناشزة !!!

هم يتغزلون في الحوار والصلح المجتمعي ولكنهم يصرون على أن يكون لونه لون ما  يرتدون من أزياء أيديولوجية وفكرية وحتى شللية وقبلية !!! ﻻ بل إن البعض يعتبر لون معاركه السابقة ونكهتها من غنائمه الحلال المقدسة والتي هي محل فخره واعتزازه ، وإن مجرد قيام اﻵخر بتمثيل نفس الدور ومد يده إلى الكعكة الديمقراطية يعتبر شكلا من أشكال إعلان الحرب !!!

لن ينفع أمثال هؤﻻء للمشاركة في قيام دولة ليبيا الديمقراطية حتى ينسلخوا انسلاخا مما يرتدون من ملابس ازدراء وبارود!!!!!!!

ملابس معارك تشرشل التي يتشرف بها كل بريطاني لم تشفع له وهو يحاول ممارسة لعبة سياسية جديدة ﻻ تنسجم ألوانها مع ألوان بدلة حرب تشرشل العتيقة ، فخسر تشرشل المعركة الديمقراطية رغم إنه كان فارس المعركة الحربية الرابحة !!!!

محمد عبد الله الشيباني
https://www.facebook.com/moh.a.shebani


الاثنين، مارس 09، 2015

حالات فيسبوكية

 حالات فيسبوكية !!!

حفلة شواء متجددة !!!

تشوينا المصيبة على جمرها اﻷحمر اامسموم، ثم تتدثر بخرق من وقت رديء ، واضعة بعض المساحيق المغشوشة على وجهها البشع ، ومبدية ضحكتها الصفراء المفضوحة ، وذلك كله من أجل إعداد خشبة المسرح لحفلة شواء جديدة !!

لن أهادن المصيبة وأسكر بخمر نسيانها ، ما لم تقلع هذه المصيبة الخبيثة عن إدمان الخيانة !!
............................................


  !!!" يتعاركو الرياح ؛ يجي الكيد على الصاري

هذا مثل ﻻ أظنه ليبي المنشأ ، ولكن (الرياس) الليبيين في ذروة موسم صراعهم التستيتيروني الحالي ، يريدون إعادة كتابة هذا المثل بالليبي ، ربما لتحريكه وهزه جينيا من أجل أستخراج ما في أعماق أعماقه من عبقرية
مسكين الصاري الليبي ؛ كم تصارعت حوله من رياح تيستيتيرونية عاتية !!!
..........................................

فليسقط اﻷلف من أجل الهدف !!!!
هذه الصواريخ والقذائف التي تم إسقاطها اليوم عمدا في منطقة آهلة وعلى أرضية مطار مدني وحيد لمدينة مليونية ، ليس لها من هدف سوى إضافة سطر واحد في اتفاق مفاوضات ما بعد الحرب لصالح صاحب هذه الصواريخ !!!!!
أكثر الخبراء المتفائلين في تقييم مخاطر هذه الضربة الجوية في المكان والمطار المذكور ﻻ يمكن أن يستثني من تقييمه احتمال سقوط هذه القذائف على طائرة محملة بالركاب أو صالة مكتظة بالمسافرين أو على اﻷقل حرق موظفين في مكاتبهم أو فنيين في ورشهم
كل ذلك في عقلية المغامرين والمقامرين ﻻ يساوي سطرا واحدا يفقأ به المغامر والمقامر عين خصمه !!!!!
الذي يؤكد هذ التهمة ، أول قل الخيانة العظمى ، هو أن طاولة المفاوضات بين اﻷطراف المتخاصمة هي منصوبة اﻵن ، وربما مسودة التفاهم مكتوبة ، ولكن المغامر والمقامر يسابق الزمن ، وهو على استعداد لأن يشتري الحرف الواحد لصالحة بألف نفس غافلة بريئة !!!
هذه الحالة أو قل الجريمة الفريدة تحتاج ﻹضافة فصل كامل في قانون الجنايات الليبي ، وربما الدولي !!
......................................
الذين يعلمون أن ليبيا لن يحكمها دكتاتور ، ثم تراهم يصرون على الذهاب بالصراع المسلح إلى ما لا نهاية ، وكأنهم لا يريدون الحكم ، ولكنهم يريدون شيئا آخر !!ا
إنتقام !!
إشفاء غليل !!
أخذ ثأر !!
رهان بالوكالة !!
هرمون شيخوخة منفلت !!
وربما ؛ أنا خير منه !!
كل ما سبق !!
.........................................
مهما تبرج الصباح وتزين ، فما هو إﻻ بقايا فريسة وحش ليل مضى ، وطعم نهار غر ﻻ خبرة له !!
...............................................................
" أنا خير منه  " !!
هي عبارة قالها الشبطان في معرض إعﻻنه بإصابته بالعلة اﻷم ؛ الكبر  !!!
وبهذا يمكن تسمية الكبر بمفتاح باب الشر الكوني كله  !!!!
وهذه العلة هي أيضا أول علة يثبت انتقال عدواها من شيطان إلى إنسان  !!!
ومنذ حدوث هذه العدوى حتى حينه تطور فيروس الكبر الفتاك وتنوع إلى ما ﻻ يحصى من علل تزدحم بها اﻷرض اﻵن  !!!
مهما تنوعت علل اﻹنسان فوق هذه اﻷرض وتباينت إﻻ أن اتصالها بالعلة اﻷم في منتهى ااوضوح !!!
يمكن اعتبار هذه العلة هي العلة المفتاحية لكل العلل اﻷخرى  !!!
ﻻ يمكن البرء من العلل الكثيرة اﻷخرى إﻻ بعد اكتمال تطهرنا من العلة اﻷم المذكورة  !!!
كل الحروب المشتعلة قديما وحديثا ﻻ يمكن تصور حدوثها بدون وجود شرارة العلة اﻷم  !!!
ﻻ تقف الحروب إﻻ بالتفاوض والذي ﻻ يتم إﻻ بثبوت برء طرفي الحرب من العلة اﻷم  !!!
الدول اﻷكثر تقدما يﻻحظ بوضوح خلوها النسبي من العلة اﻷم وسﻻﻻتها ، والعكس صحيح لدى الدول المتخلفة  !!!
ترى كم إشارة استفهام وتعجب تليق بهذا السؤال :
هل في ليبيا من أحد يقول : أنا خير منه ؟!!!!!
أخشى أن معظمنا كذلك ، ولذلك نحن كذلك  !!!!!!
...............................................................
ننظر إلى الناس حولنا ونستسهل الهين السريع في التفريق بينهم عمرا وجنسا ومﻻمح ، ثم وبسرعة فائقة نكون اﻷفكار ونتخذ القرارات     !!
بيد أننا نستصعب وربما ﻻ نفكر البتة في رصد وتقييم حالة الوعي واﻹدراك لهؤﻻء الناس !!!
اﻷمر اﻷخطر هو أننا نكون أفكارنا ونتخذ قراراتنا المتعلقة بوعي الناس بذات السرعة التي تحركنا بها ونحن نصنف أعمارهم ومﻻمحهم الظاهرة !!!!
النتيجة حقا كارثية !!
...............................................................
على شاطئ البحر نبني بيوتا من الرمل !! بيد أن المد لا يعبأ بهذه البيوت ، أما التسونامي فلا يعبأ بالمد ولا ببيوت رمل البحر  !!!
........................................................................................................................

المباهج واللذائذ دائما في تصاغر أمام عنفوان أنفسنا وأحاسيسنا التائقة أبدا إلى المزيد والجديد منها !!!!

بيد أن المصائب دائما في تعاظم أمام أنفسنا وأحاسيسنا الفزعة والخائفة منها أبدا !!!!!

والصبر على كلا الأمرين مر  !!!
................................................................
الشمس تضيء كل شيء ، ولكنها تلصق بكل شيء تضيئه ظلا  ، وربما ظلالا  !!!!!
........................................................................................................................
محمد عبد الله الشيباني

https://www.facebook.com/moh.a.shebani