السبت، يونيو 25، 2011

مَنْ يُفسِّر لي هذا الحلم؟


مَنْ يُفسِّر لي هذا الحلم؟

لا أدّعي أنني من أصحاب الرؤى، ولا من أصحاب الأحلام الواعدة، ذلك أنني أحلم كثيرا، في يقظتي ونومي معا، حتى أنني لا أكاد أتبين الفاصل بين أحلام يقظتي التي لم أحقق أيا منها، وأحلام نومي التي تلون شطر عمري بكآبتها  ومرارتها.
لا أستطيع تصوّر مدى سعادتي، لو كانت أحلام نومي الكثيرة على حال غير الحال التي هي عليه، من إيغال مفرط في الجدية، يرقى إلى مستوى المعاناة، وربما الألم والحزن.
أجل، فبدل أن تعوِّضني أحلام نومي الكثيرة المتكررة عن خسارتي الناشئة عن عدم تحقق أحلام يقظتي، ومساعدتي على تلبية حاجات نفسي على بساطتها وتواضعها، ولو في عالم الأحلام، وجدتُ أحلامي الليلية تفعل العكس تماما، وتوغل بي في سرداب الحرمان والإحباط الطويل الممتد مدى العمر.
ولأن أحلام نومي، أو قل كوابيسه، دائما جادة، فكثيرا ما يكون بطل هذه الكوابيس شخصيات ذات شأن.
وبالطبع فقد كان من بين تلك الشخصيات زعيمي وولي أمري الإجباري، والذي استلمني وأنا أودع سني الصبا الجميلة، وأستقبل سنوات الشباب الحالمة، ووضعني في إغماءة قسرية مستديمة استهلكت سنوات الشباب والكهولة جميعها،  وأسلمتني إلى مرحلة الشيخوخة.
رئيسي المزمن هو قوام كوابيسى النهارية المرعبة، وهو نفسه غول كوابيسي  الليليه الثقيلة السوداء.
لا يوجد شك لدي في أن السبب وراء انخراطي في نوبة الأحلام الليلية والنهارية غير المحققة، هو معمر القذافي، وأتباعه ومؤيدوه السفهاء الأغرار الذين حولوا كل مساحة وعي وإدراك على أرض ليبيا، إلى ساحة رعب وخوف ومعاناة.
ولأن الكابوس النهاري قد يتحول إلى كابوس ليلي، ولأنني لم أكن لأتصور القذافي في يقظتي إلا وأنا خائف منه، فإن القذافي لم يتراءى لي في الحلم إلا  مخيفا كعادته، أو على أقل تقدير غير مرحَّب به من جانبي.
قبل حدوث ما حدث من أحداث جسام في هذا العام 2011، رأيت القذافي في نومي، وهو يطلب مني كتابة عبارة" بسم الله. الله أكبر" على فكه الأيسر السفلي.
وكعادة أضغاث أحلامي، لم يوصلني حلمي هذا إلى نهاية، وذهب شبح القذافي كما جاء، ليتركني بعد يقظتي مشدودا ومتشوقا إلى تفسير هذا الحلم، وذلك رغما عن تعودي عدم الربط بين ما أحلم به، وما سوف أراه في واقع حالي.
كدت أنسى ذلك الحلم، كما نسيت الكثير من سابقيه، لولا الذي حدث من أحداث جسام خلال الفترة اللاحقة لذلك الحلم، والتي كان آخرها هذه الحرب التي أشعلها القذافي في بلادنا.     
أجل القذافي طلب مني أن أكتب على فكه السفلي الأيسر ما نردده الآن من بسملة وتكبير.
القذافي السلطان يطلب من فرد من رعيته نقش البسملة والتكبير على عظام فكه.
ولكن لماذا يطلب، القذافي، كتابة ذلك على فكه السفلي المتحرك المهم، ولماذا الأيسر؟
وهل يهتم القذافي نفسه بهذا الحلم، وهو من عُرف عنه اهتمامه بالميتافيزيقا، ويحاول الاستفادة من هذا الحلم ، ويقرأ فيه نهايته، فيرعوي ويكفَّ عن ذبحنا بدون بسملة ولا تكبير، وقبل أن يُفعل به هو ذلك؟
ثم لماذا يطلب مني فعل ذلك، وأنا لم يسبق لي ذبح دجاجة؟
القذافي قال لي اكتب.
قال لي بسملْ، ثم كبِّر.   
وها أنا ذا أكتب:
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء.
الله أكبر فوق كل كبير.
محمد الشيباني
aa10zz100@yahoo.com
    

ليست هناك تعليقات: