أمَّن يجيب المضطر
إذا دعاه !!!!!
حالة اﻻضطرار التي
يمر بها كل منا ، هي حالة نضعف فيها الى درجة اﻻنسحاق !!!
هذا الصباح أغراني
تصابي الكهول إلى تسلق مكان مرتفع ، وعند هبوطي منه زلت قدمي وفقدت السيطرة على قنطار
الشحم المتورم الذي أحمله ، ودخلت مضطرا حالة الاضطرار ، أو قل نفق الانسحاق !!!!!
الزمن في نفق الاضطرار
أو الانسحاق يتمدد إلى مئات أضعافه ؛ حيث تصير الثانية سنة وأكثر ، كما يتمدد المكان
وينحدر كأشد ما يكون التمدد واﻻنحدار !!!!
مسافة رحلة اضطراري
هذا الصباح ﻻ تزيد واقعا عن متر ، ووقتها ﻻ يزيد عن ثانية ، إﻻ أن زمن ومدى اضطراري
وانسحاقي فكان طويلا و أليما جدا !!!!
ﻻ أذكر شيئا مما
مر بي في رحلة انسحاقي الطويلة تلك سوى رعب التهاوي في حفرة الموت ، وأنا بكامل الوعي
واﻹدراك أعد سيناريوات ما ينتظرني في القاع السحيق من كسور متعددة الدرجات ، وإغماءات
متكررة النوبات ، وربما موت شديد السكرات !!!!
الذي أذكره كذلك هو انطلاق لساني ﻻ إراديا
بالكلمة الوحيدة اليتيمة " يا ساتر " ، والتي ﻻ يجيد لساني غيرها كلما
عبرت أي نفق من أنفاق اضطراري التي سبقت نفق اليوم ، وذلك رغم معرفة هذا اللسان بعديد أسماء ربي الحسنى وصفاته العلى !!!!!
لو مر أي صاحب مليارات بلحظة ومتر اﻻنسحاق الذي عبرت هذا
اليوم ، لسلم كل ما يملك مقابل ضمان عبوره
نفق الرعب هذا سالما !!!!
كم أتمنى أن يتمكن اﻷطباء ذات يوم من استخلاص المادة الفعالة لرحلات الاضطرار
والانسحاق تلك ، وذلك حتى يتم حقنها في طواغيت البشر الذين سيصبحون بعدها حتما في
منتهى الوداعة والرحمة واللطافة !!!!!
لهج لساني كما قلت
ﻻ إراديا بكلمة يا ساتر ، فحملتني هذه الكلمة اللطيفة الخفيفة فوق جناحيها اﻷسطوريين ، وعبرت بي حفرة اﻻنسحاق
المرعبة ، ﻷجد نفسي في شاطئ السلامة أعد مليارات الفرحة والعافية والنجاة ، ولأكتشف وللمرة الأولى أنني أغنى الناس !!!
آمنت بالله مجيب المضطر إذا دعاه وكاشف
السوء !!!!
محمد عبد الله الشيباني
https://www.facebook.com/moh.a.shebani
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق