الاثنين، مارس 11، 2013

د. المهدي الجيباني


المهدي الجيباني؛ في بريطانيا "sir "، ولكنه في بلده  ليبيا شيء غير ذلك!

مرتبة " سير" ، أو "فارس"، هي ثاني أعلى مرتبة شرفية لدى دولة بريطانيا، وهي مرتبة تمنح لأشخاص إنجليز وغيرهم ممن يقدمون أعمالا وخدمات متميزة. "تيم بيرنرز"، مخترع الانترنت، مستودع نظام تخزين وتداول معلومات الكون في العصر الحديث أحد هؤلاء "الفرسان".

إن تشريف المواطن الليبي الدرناوي الدكتور المهدي الجيباني بمنحه لقب " سير"، لهو بحق تشريف لكل الليبيين ومصدر فخر لهم، كما أنه فوق كل ذلك شحنة عزم وينبوع إرادة ومدد نصرة لأولئك الليبيين المقيدين المحبطين، والذين رغم كفاءتهم وجدهم ومثابرتهم لم يبلغوا ما بلغ الجيباني من شأو ومجد، وذلك بسبب ما عانوه من صنوف التجهيل والتثبيط والخذلان إبان الزمن الممتد للجماهيرية العظمى.

ولكننا هل سنظل نعلق على كل عصر باد وانتهى قصورنا وتأخرنا، ونظل نوجه تهمة انحطاطنا وانحدارنا إلى طغاتنا من ثوريين منقرضين، وبعض أدعياء الثورة الحاليين.



لقد جعلنا من لقب "ثوري" خلال العصر الجماهيري المجتث أفضل الألقاب وأعظمها، بل كان هذا اللقب هو المفتاح السحري لكل ما استغلق من أبواب السلطة والثروة والوجاهة!

ولكننا، ويا للأسف، ورغم التضحيات الجمة والخسائر الباهظة من أجل تصحيح المسار الذي طال وتعمق اعوجاجه، نجد أنفسنا قد وقعنا في نفس الفخ مرة ثانية، وأضحى لقب "ثائر"، أو "آمر كتيبة"، وهما من بقايا القاموس الثوري الجماهيري الأسود، هو اللقب الذي تصغر أمامه كل الألقاب والدرجة التي تتضاءل أمامها كل الدرجات، وهو المفتاح الذي يفتح مغاليق خزائن السلطة ومخازن الدينارات والدولارات!

إن من حمل روحه على كفه معارضا لحكم القذافي المتخلف، لم يفعل ما فعل من أجل استبدال تخلف بتخلف ولا تسلط بتسلط، ولكنه فعل ذلك من أجل أن يغير اسم "ليبي" الذي حقره القذافي واستهان به، إلى اسم"sir" الذي توج به الدكتور المهدي الجيباني هامة كل ليبي مغبون.

في حال رجع الدكتور الجيباني إلى ليبيا، وهو يحمل على صدره وسامsir""، وبيده خطام ذلك العملاق الطبي العلمي العظيم، طالبا هذا الدكتور تسكينه على إحدى درجات الكادر الوظيفي الليبي المعمول به حاليا، فإنه بكل تأكيد سوف يصنف على درجة ثائر أو أحد مرادفاتها، وذلك بحسبانها أرفع الدرجات السائدة وأكثرها لياقة بهذا المخترع العظيم!

تُرى هل يقبل الدكتور المخترع بوضع كهذا، ويحوِّر نشاطه العلمي الذي أوصله إلى درجة"sir"، إلى نشاط آخر يتناسب مع لقبه الوطني الليبي الجديد، ويفتتح له بدل المستشفى كتيبة!  

ولكن مهلا، فقبل أن يجيب الدكتور الجيباني عن هذا السؤال سوف يتحتم عليه التعبير عن هويته ومرجعيته، وفيما إذا كان ملتزما دينيا ووطنيا، وكذا نوع هذا الالتزام ولونه وفئته وصنفه!

وبعد هذا التصنيف والفرز الأولي، على الدكتور ال"سير" الانضمام إلى أحد الأحزاب التي تقع في نطاق طيفه الأيديولوجي، وما سوف ينجم عن ذلك من تغير في مفردات لغته والشعار الذي يحمله على صدره ويزين به سيارته، بل وقد يضطر إلى إعفاء لحيته، ولو في حدود مستوى اللحية السياسية المعروفة!  

سوف تغرق الكاميرات الدكتور في أضوائها المغيرة للسحنة المبدلة للملامح، وستمسخ لاقطات الأصوات ومكبراتها وصانعة صداها نبرة صوته الطبيعية، بل وربما أنسته ما كان يجيد من لغة اكتشاف واختراع وأبجدية بحث وابداع!

أما الضربة القاضية لهذا المخترع العملاق فتتحقق عندما" يصعّده" أنصاره وأبناء قبيلته الدرناوية، وربما أصدقاؤه وخلانه في ساحة الغربة البريطانية، ويخلعون عليه بعد لقب"sir" لقب " وزير"!

وبمجرد بلوغ الـمخترع الـ "سير" مرتبة الوزير، بالمعيار الليبي الحقير، فعندئذ " يصير ما يصير"، وليعذرني الدكتور عن مزيد الاستطراد والشرح والتفسير!    

الأجواء المتفتحة المشبعة بالنفس الحضاري هي التي صنعت من مواطن ليبي بسيط اسمه المهدي الجيباني "sir" ، والأجواء الخانقة الغارقة في أدران التخلف إن هي إلا ثقبا أسود يمسخ المعالم والملامح ويطمس القدرات والمواهب ويتخلل إلى أعماق العقل والفؤاد فيصنع منه كومة من حطام ورماد.

سيدي الدكتور المهدي الجيباني:

بعملك الجليل هذا أطلقت أذكى رصاصة فأصبت رمز تخلفنا وجهلنا في مقتل، وبإنجازك الحضاري الإنساني الباذخ حزت الوسام الأرفع الذي به تستحق التقدم على كل صفوف الثوار الحقيقيين أحياء وشهداء، ذلك لأنك جاهدت بعلمك واختراعك الذي حفظ النفس وفرج الكرب ونشر العافية، وذلك ملتقى كل طرق الثورة والجهاد.  

محمد عبد الله الشيباني
Aa10zz100@yahoo.com

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم اسمي عبدالله من مدينة زليتن انا افتخر بسعادة الدكتور المهدي حفظه الله ورعاه وبارك الله في علمه

غير معرف يقول...

ayham_abdullah@yahoo.com هذا اميلي عبدالله من زليتن