الاثنين، أغسطس 25، 2014

حفل أسطوري

حفل أسطوري لتوديع الشريك الفني الأسطوري !!


منذ ثلاث سنوات حظي مطار طرابلس باهتمام شريك فني متميز، وقد وقع هذا الشريك في حب هذا المطار حتى إنه وصفه بأنه أفضل من ألف وزارة. وبالفعل فإن هذا الشريك كان يتصرف في المطار بسلطة ألف وزير!


كانت الثلاث سنوات التي قضاها هذا الشريك الموهوب أكثر من كافية لتفريغ خبرته الأسطورية في الفراغ الجسيم الذي كان يعاني منه هذا المطار، والذي تحول فجأة إلى مطار متعدد المواهب هو الآخر؛ ذلك أنه لا شيء مهما كبر حجمه وعظمت خطورته يجد صعوبة في الدخول والخروج من أبواب هذا المطار المشرعة في كل الأوقات ونحو كل الجهات!


خلاصة القول أن هذا المطار دخل التاريخ، وشهرته أصبحت عالمية، وهو ما يلمسه الزائر بمجرد اقترابه من أبواب المطار ورؤيته تلك الكائنات الفولكلورية بلباسها المميز، والذي يتساوى فيه الغفير مع المدير.


وعرفانا بفضل هذا الشريك الموهوب تقرر أن لا يكون يوم مغادرته كسائر الأيام، حيث تم تجنيد الكتائب المدججة بالسلاح، وصفها على طول الطرق المؤدية للمطار، مطلقة لبارودها العنان، وكذلك تم إيقاد الشموع العملاقة التي بلغ لهيب شعلتها السحاب، وغير ذلك من الاحتفالات الأسطورية التي تليق بهذه المناسبة.


آخر مواهب هذا الشريك فجرها يوم المغادرة المشهود، وذلك بإقدامه على حرق كل المطار ومحتوياته!


خلِّصْ حقه   !!!!!!!!!!!!!!!!   


كانت تلك آخر عبارة تبرع بها الشريك الموهوب، وهو يشد رحاله نحو الجنوب!!!!

محمد عبد الله الشيباني

الخميس، أغسطس 21، 2014

الإدراك

الإدراك سيد الحواس!
سألت نفسي: لماذا جعل الله لنا خمسة حواس، وربما ست، وهو القادر على أن يجمعهم في واحدة؟!

يستطيع ماكرو الليل والنهار أن يعتِّموا على عيوننا ، فلا يروننا أو يسمعوننا إلا ما يريدون أن يعرضوه علينا في وسائل الإعلام التي سيطروا عليها ظلما وعدوانا، تماما كما فعل الدكتاتور السابق طوال فترة إمهال الله له؛ فلا أحد يجهل ما سرق القذافي من أموال الليبيين من مليارات، سخرها فقط في تعطيل عيون وآذان الليبيين، وذلك من أجل تمرير زوره وبهتانه.

ولئن كانتا حاستي السمع والبصر، بطبيعتهما، تجلبان لنا المسموع والمنظور على الحالة الخام التي هو عليها، ولا تجبراننا كثيرا على الاستكناه والاستنباط والاستقراء؛ إلا أن حواس الشم والتذوق واللمس وكذا سادسة الحواس، ورغم ما يبدو عليهم من قصور نسبي مقارنة بحاستي البصر والسمع، تراهم يأتوننا بالكثير الكثير من مكنونات ما نشمه ونتذوقه ونلمسه ونستلهمه، وذلك دون التقيد بمادته الخام التي هو عليها!

ترك الليبيون أعينهم وآذانهم لمن أجبرهم على تركها، فعزفوا عن مشاهدة قنواته التلفزيونية، وصموا ما تبقى من سمعهم عن سماع إفكه وترهاته، ولجأوا إلى ما منحهم الله من حواس أخرى، تعتمد تقنيتها الربانية على الاستقراء والاستنباط، فكان قرارهم الحكيم بضرورة إسقاط رأس الإفك والتزوير، وأسقطوه.

القذافي اعتمد على الشريحة الكبرى من كسالى الليبيين الذين اكتفوا بما أراهم هذا المحتال من صور مزيفة، وبما أسمعهم من أخبار مزورة في تحديد موقفهم منه، وهو ما أدى إلى طول مكوثه على أعناقهم العقود الطوال. ورثة القذافي يستعملون الآن نفس التقنية التي استعملها القذافي ووصاهم باستعمالها؛ سرقة المال واستخدامه في طمس الأعين والآذان!

ها هم بقايا فلول المغرر بهم من جنود القذافي وعُباده، يراهنون على البسطاء من كسالى الليبيين، والذين بات يكفيهم لتحديد موقفهم من أكبر أزمة تمر بالوطن الآن، مجرد سماع إشاعة واهية، أو رؤية مقطع سمعي أو بصري مزيف في وسائل إعلام هؤلاء الفلول.

أسأل أحد البسطاء والمفتون باستهلاك الجاهز: أعلم أنك لم تمر من المناطق التي يتواجد فيها قاطعو الطرق الذين باتوا أشهر من نار على علم، وأعلم أن سيارتك لم تُسرق إكراها منك، كما أعلم أنهم لم يخطفوا ابنك ويطالبونك بفدية، ولم تفقد أحدا من أقاربك بعذر أنه من منطقة معينة؛ كل هذا أعلمه، ولكن، ووفقا لحواس الشم والتذوق والتحسس والاستنباط والاستقراء التي زودك بها خالقك، قل لي من ترجح أنه يفعل كل ذلك؟!!!!!!!!!!!!

يتلخبط، ولكنه يصر على عادته السيئة في استهلاك الجاهز، ويقول لي كلاما يدل على حاجته لمزيل الصدأ !

حمدا لك ربي على تعدد حواسنا وما أودعت فيها من خاصية تمييز الغث من السمين والحقيقي من الفالصو!!!!

الفتنة

***** والفتنة مرة ثانية ! *****

عندما نصافح مؤيدين ومبايعين لمن هم في مقدمة عمل اجتماعي أو سياسي ما، فإننا بهذا نقوم بمنح من صافحناهم مؤيدين لهم ومبايعين مجرد لمسة واحدة من يدنا، وليس كل يدنا، وذلك حتى نعبر عن تأييدنا لهم في موقف محدد واحد، ثم نسارع، على الفور، بسحب يدنا من يد من بايعناهم، وذلك من أجل استخدام هذه اليد التي لا نملك غيرها مرات ومرات أخرى في تأييدات ومبايعات قادمة تتعدد بتعدد المواقف وتغير الظروف وتغير القادة.

إن مصافحتنا لقيادة ما تأييدا لها في موقف ما، إنما هي شحنة طاقة إيجابية يتحتم على جميع أفراد المجتمع منحها لمن يتصدون لقيادة المجتمع، وذلك حتى تستخدم هذه القيادة مجموع الشحنات الإيجابية للمجتمع في الدفع بقاطرة المجتمع إلى الأمام.

إن أيدي المبايعين المقطوعة والمكدسة أمام قادتهم، يراكم مع الوقت أعداد هذه الأيدي المشلولة، ويزيد في الثقل الملقى على القيادة، وهو ما يؤدي حتما إلى ضعف القيادة، ومن تم انهيارها وانهيار المجتمع معها.

كما أن شعور المبايعين بانتهازية القادة وقيام هؤلاء القادة باختزال المواطن وصوته  وموقفه ورأيه في مجرد رقم في كتلة من الأرقام، من شأنه أن يبعث على التخاذل وإحجام الناس عن تأييد القيادة، ومن تم انفصال هذه القيادة عن المجتمع وانهيارها وانهيار المجتمع معها.


هل أستطيع أن أتجرأ، وأسمي هذه الحالة والسائدة بيننا حاليا باسم الفتنة؛ فتنة القادة الكبار طالبي البيعة والتأييد ، وفتنة مانحي هذه البيعة؟!

الاثنين، أغسطس 11، 2014

من فعل

س 1 ـــــــ   من فعل كل هذا بنا؟!

ج 1:ــــــــــ

1 ــ ذيول وتداعيات نظام حكم فاسد سابق.

2 ــ سقوط نظام تعود عليه البعض واستمرءوه.

3 ــ نسخة ديمقراطية غير متوافقة معنا.

4 ــ بقايا مادية ومعنوية ضارة تكتظ بها ساحة حرب محلية قريبة العهد.

5 ــ حزبية وأيديولوجية مراهقة.

6 ــ بقايا موروث ومورثات بدوية.

7 ــ أطلس ودستور قبلي فطري ولكنه مقدس.

8 ــ مجال محيطي موبوء وعدواني.

9 ــ مخزون شحيح جدا من الانسجام الفكري والمجتمعي.

10 ــ مجسات تحسس الخطر تحت مستوى التحسس الغريزي.

11 ــ أدوات صناعة النخبة متعطلة، وما تشكل من هذه النخب معيب

12 ــ تشخيص سائد خاطئ لحالتنا، وخاصة فيما يتعلق بالتاريخ المرضي لهذه الحالة.

13 ــ تراكم الفوبيات المتنوعة وتكدسها على خط العلاج الواهي الضعيف.

14 ــ تطفل المداوين غير المؤهلين وجرأتهم على حقن جسمنا بأدوية ضارة أو غير ذات مفعول.

15 ــ معالم إرشادية وإعلامية متداخلة ومتناقضة اللون والاتجاه.

16 ــ العلل السابقة تسببت مجتمعة في إحداث زلزال واضطراب جسيم في بنية الجسم الليبي المعتل، مما أدى إلى تشوه بنيوي أدى إلى عكس اتجاهات وآثار الأجهزة الحيوية الأساسية في الجسم.

هذا تشخيص بسيط يستطيع أي مشخص مبتدئ القيام به. وبنفس البساطة يمكن وصف الدواء لهذه العلل، وذلك بمجرد وضع كلمة تفيد إزالة وإعدام وجود وآثار العلل المذكورة عاليه.

س 2 ......... ما هو العلاج؟!

ج 2: ـــ
 
إن المشكلة تكمن في توفير ذلك المداوي الفذ وأدواته وكوادره الجادة الصادقة الذكية.

حقا نحن بحاجة إلى قيادة راشدة قوية، حتى وإن كانت دكتاتورية!

محمد عبد الله الشيباني

الأربعاء، أغسطس 06، 2014

لا نتعلم الوقاية



لا نتعلم الوقاية من المرض، حتى نتأكد من قدرته على إماتتنا!

لو فعل ذلك جحا، لغدا فعله الأحمق هذا طرفة تتناقلها الأجيال! بيد أن هذه الطرفة، أو قل المأساة، ها هي نراها تمشي بيننا، وربما وضعت بعضنا في رأس قائمة سجل حمقى جينز الذين يدعون الطب ويموتون بالعلة!

قد ينصرف تفكير الكثير إلى أن العلل التي أعنيها هي تلك التي تصيب الأجسام، وما نرتكبه ونجنيه من أخطاء حيالها، رغم معرفتنا الكاملة بمخاطرها، وكثرة تحذير ذوي الاختصاص منها.

العلة التي أعنيها ها هنا، هي أكبر بكثير من ذلك، إنها علة قصور عقولنا وحواسنا عن تحسس الخطأ الفادح، والظلم الجسيم، بل واستمراء ذلك، وعدم الخوف والحذر من عواقبه الوخيمة التي رأيناها رأي العين تطيح بأنظمة، وتفتك بمن يظنون أنفسهم أكبر من مسطرة العدالة، وأقوى من سنن الحياة ونواميس الكون.

الذين غضوا الطرف عن هذه المسطرة وتلك النواميس، رأيناهم أمامنا يسقطون، ويسقطون معهم ليبيا كلها في أتون حرب كلفتنا عشرات آلاف الضحايا، والكثير الكثير من الإمكانيات والمقدرات.


ولعل من أهم أعراض هذه العلة، هو قيام المصاب بها بغلق عينيه وأذنيه، والتوغل دون بوصلة في بحر الظلم مدلهم الأمواج سحيق القاع!

أجزم بأن الكثير من ظالمي اليوم كانوا بالأمس القريب يعددون مظالم ظالمي عتاولة النظام السابق؛ من قتل، وسرقة، وغير ذلك من بوائق، بل ربما اتخذوا ذلك سببا ومبررا للثورة على ذلك النظام.

شاب في مقتبل العمر، انخرط كغيره في فوضى ما بعد الثورة، ثم حدث الخطأ المحتوم، وألقت به الفوضى في أحد حفرها التي يصعب فيها تمييز الظالم من المظلوم، واضطر ذلك الشاب إلى مواجهة المصيبة منفردا. وفي لحظة من لحظات  شفافيته عبَّر لي هذا الشاب عن كامل إيمانه بأنه ما من أحد ارتكب سيئة في هذه الثورة إلا وعاجله الله بالقصاص!

عند اندلاع شرارة الحرب التي تعيشها العاصمة هذه الأيام، ثارت في نفسي التساؤلات الكثيرة عن حكمة اشتعال هذه الحرب، وفيما إذا كان اشتعالها قد هيأت له وأدارته نفس معادلات القصاص الإلهي ومسطرته ونواميسه التي أدارت كل نواتج أعمال الظلم السابقة، بدءا من القصاص بعتاولة الظلم الكبار، وانتهاء بذلك الشاب المسكين.

أطلس وتضاريس الحرب الدائرة الآن، تظهر بجلاء خطوط الظلم وسراديبه، وكيف تشكلت خلال سنوات ما بعد الثورة بخطايا ومخالفات الكثير منا الذين لكثرة ما ارتكبوا من ظلم وما تواتر عنهم من أخبار قطع طرق وسرقة بالإكراه، وربما إزهاق أنفس، غدوا مثلا وخبرا يتداوله التاريخ وقراؤه. ذات الأطلس أظهر لنا وبسرعة مهاوي وحفر القصاص، وهي تبتلع أولئك الظالمين الأغبياء، وفي مكان وزمان وشكل لم يحسبوا له أي حساب!

هذه الإشارة العابرة لحكايات الظلم والظالمين،  أراها أكثر من كافية لتمييز أشخاص الحالة وأبطال المشهد الذي أعني. ومهما كان من أمر هؤلاء، فإن الذي يهمنا من قصتهم هو تشخيص الحالة، ومعرفة أسبابها ونواتجها وطرق الوقاية منها، وهو ما يجب التفصيل فيه أكثر وأكثر، حتى لا نموت قبل أن نتعلم الوقاية.

محمد عبد الله الشيباني

شريك فني

الشريك الفني، والشريك الأمني!

وأنا أتابع بحزن وألم شديد سمفونية الرعب الجارية أحداثها الأليمة هذه الأيام على خشبة مسرح مدينة طرابلس، تتوالى في خيالي المسكون بيأسي الممتد على امتداد لوحة عمري الخالية بتاتا ولو من مربع صغير جدا من مربعات الفرح التي تكتظ بها أخيلة الناس وذاكرتهم هناك في بلاد كثيرة لا يفصل بيننا وبينها سوى ملح المتوسط الذي يبدو أنه تيبس وتكدس على الشواطئ الجنوبية لهذا المتوسط، صانعا جبلا من هم وبؤس، فصل بيننا وبين كل عذوبة لحياة، أو رغد وفرح لعيش !!!

لا بأس فما عاد أمام أمثالي سكان الجنوب المحرومين من طويل عمر حتى يجهدون خيالاتهم في اختيار وجلب أصناف الفرح التي يضج بها الشمال، وهي خيالات بات البعض من أشقيائها يتسلل إلى جنوبنا ليراودنا شماتة، لا تبرجا وإثارة!

أقول، وأنا أتابع إيقاع سمفونية الرعب الصيفي الطرابلسي، طرقت ذهني خاطرة، تعودت عليها، وتعودت هي علي ، وهي قيامي بقلب الصورة القائمة الماثلة أمامي رأسا على عقب، وذلك لاستنكاه بعضا من معانيها التي ربما كانت قد توارت خلف دخانها الكثيف وضجيجها المخيف.

الذي أوحى به إلي خيالي في وضعه المعكوس المقلوب هذا، هو تصور أن إدارة مطار طرابلس، وبدل أن توقع عقد شراكة أمنية مع مختار الأخضر، قامت هذه الإدارة بتوقيع عقد شراكة فنية مع شريك سويسري من أجل تطوير المطار وتحسين أدائه!

ولأن الشريك الفني السويسري سليل صناع فاترينات الزمن وخبراء فن قياسه واستثماره؛ قام هذا الشريك خلال الثلاث سنوات الطويلة لديه القصيرة لدينا بأعمال تطوير لم تحققها إدارة مطار طرابلس الجماهيرية خلال عشرات أضعاف تلك المدة.

خيالي الجامح المتهور تمادى أكثر في قلب الصورة القاتمة القائمة، ولم يقف عند مجرد استبدال إدارة الأخضر الترفساني بإدارة الأشقر السويسراني، بل إنه اشتط وذهب بعيدا، ليفترض أن هذا السويسري قام بتوقيع عقد استثمار مواز لعقد الإدارة، بحيث يقوم الشريك السويسري ببناء مطار عكارة الدولي، ليكون توأما لمطار زيوريخ، وذلك فقط مقابل الاستفادة من إيرادات المطار لمدة ثلاث سنوات، ثم تعود بعد ذلك ملكية أصول المطار لكل الليبيين، وليس فقط للعكاريين أو الترفاسيين أو الطرابلسيين أو البرقاويين، وذلك لأن توأمه مطار زيوريخ هو أيضا ملك مشاع ليس فقط للزيوريخيين أو السويسريين أو الإيطاليين أو الفرنسيين، ولكن ملكيته تعود لكل الأوروبيين الذين يجوسون خلاله ليل نهار بدون ما قيود، تماما كما يجوسون الأفنية الخلفية لبيوتهم!

ازدادت وتيرة الانفجارات، واشتد صوتها، وتخيلت أن البارود يطرق باب غرفتي التي ارتدت ثوب ليل طرابلس المعهود المتكون من غلالة ظلام الليل المعروف، ومن القميص الكهربائي منزوع خيوط الضوء!

وعند حلول الظلام الذي أكرهه، ازداد استسلاما لخيالاتي التي تبتزني أكثر عند ضعفي، وتستغل حالتي أسوأ استغلال. لقد صورت لي هذه الخيالات المبتزة بأن تلك الانفجارات الليلية التي أسمعها هي بمناسبة انتهاء عقد الشريك الأمني الأخضر الترفاسي مع بلدية عكارة، وكذا الاحتفال بتسليم المطار المتفحم محليا ودوليا.

ولكن كيف يجري احتفال بهذه الأهمية والكهرباء مقطوعة؟! هكذا تساءلت، وبسرعة الخيال جاء الجواب المفحم: أنسيت أن من ضمن عقد الشراكة الأمنية، هو قيام الشريك الأمني بإجراء طقوس الاحتفال على أضواء أكبر شمعة سوداء عرفها التاريخ، وحيث تمتد جذور هذه الشمعة في موقد أسطوري يتربع على ملايين اللترات من المحروقات شديدة الاشتعال.        

العجيب الطريف، وربما الرهيب المخيف، هو ذلك الاتصال التلباتي بين  الشريك الأمني في مطار الغرب الليبي، ونظيره الشريك الأمني في مطار الشرق الليبي، وقيامهما مشتركين بإجراء طقوس التسليم والاستلام للمطارين في وقت واحد، وبمأتم ليبي واحد!


أليس هذا كله من جديد ليبيا التي دائما تعطي جديدا، وإن لم يكن سعيدا مجيدا!

بيد أن السؤال المرعب حقا، هو إمكانية تخيل ردة فعل أحفادنا، وهم يقرؤون ما صنع بنا وبهم سفهاؤنا! 


محمد عبد الله الشيباني


زفرة

 زفرة حريق، وتنفس فجر !

في فجر هذا اليوم؛ الثالث من أغسطس 2014، وفوق سطح بيتي، اقترب  عمود نيران ودخان مدينتي طرابلس مني أكثر، ثم همس لي بالكثير الكثير، هذا بعض منه  :

1 ــ   قلوب الليبيين يملؤها سخام أسود كثيف مخيف.

2 ــ بأس الليبيين بينهم شديد ناري  حارق.

3 ــ  عمود النار والدخان، إن هو إلا نصب شيطاني، أقامه وثنيو ليبيا تقربا لشيطانهم الذي لا زال متعطشا للدم الليبي رغم غزير ما سفك منه.
  
4 ــ  نعمة النفط التي منحها الله لليبيين، لا زالت تقابل من جانبهم بالجحود والنكران.

5 ــ الليبيون ليسوا في صلح مع الكون وخالقه، وذلك بما يمارسونه من عداء صارخ نحو البيئة المسالمة البريئة.

6 ــ  حقبة حرق الإمكانيات والمقدرات والفساد والإفساد، لا زالت مستمرة، ولا زال لها أنصار وأحبار.

7  ــ  إقدام الليبيين على حرق النفط، والذي هو عصب الحضارة الحديثة، يعبر بوضوح عن شذوذهم الحضاري، بل ورفضهم للحضارة ومسيرتها.

8  ـــ طوق النار والدخان الأسود، هو وسم أسر وعبودية، أتوا به الغادرون ، وغرسوه في رقبتها، وذلك بعد أن  آوتهم واحتضنتهم.

9 ــ الرائحة واللون القبلي لسلسلة النار والدخان التي تطوق رقبة طرابلس المتحررة من القبيلة وأرجاسها، هي الآن تشدها بشدة نحو  هذه الأرجاس، وتدفعها إليها دفعا.

10 ــ  للحاكم الظالم السابق جنود لا زالوا يأتمرون بأمره وينفذون وصيته بإحراق ليبيا.

11 ــ  الصحراء الليبية القادم منها النفط، والتي لا زالت قطعة من حقبة عالم ما قبل الحضارة، هي أكثر تحضرا من عاصمة ليبيا التي عبرت بوضوح عن تخلفها عن الصحراء بما أبدته من سوء معاملة للبترول، مبعوث ورسول صحرائنا النبيل.

12 ــ  البترول هو المنطقة الحساسة جدا في جسم ليبيا، ولهذا تراه محل أصابع وقبضات أعداء الكيان الليبي في شرقها وغربها وجنوبها.

13 ــ  لم تقم في فبراير 2011 ثورة.  

14 ــ  إطفائيو طرابلس، وجالبو الماء لإطفاء حريقها، والذين هم  من كل أنحاء ليبيا، هم شعاع الأمل الذي سوف يفقأ عيون أولئك المغول الذي سودوا وجه عروس البحر الأبيض المضيء.

15 ــ دخان حريق طرابلس يسد الآفاق، ويطال سواده كل ليبيا؛ شرقا وغربا وجنوبا.

..................................
............................................
................................................. الخ

وبعد، هل سمع أحدكم من عمود نار ودخان طرابلس مثل الذي سمعت؟!

أجزم بأن هذا العمود لم يحدثني ويحدثكم  إلا بمعشار ما يحدث به الآن شاب عشريني من أبناء ليبيا، يجود الآن بروحه من أجل إنقاذ ليبيا!

المجد للشهداء!

ولعن الله كل فاسد مفسد، لا تظهر له ليبيا وناسها وبترولها وعاصمتها إلا كما ترى سباع الغابة فريستها؛ حيث الفريسة مأكولة على أي جنب سقطت، ومن سبق إلى الفريسة، فهو أولى بها ممن سواه.

محمد عبد الله الشيباني