الاثنين، فبراير 13، 2012

سنة أولى ديمقراطية " 23 "



عجبا، بقعة دم أحمر، أصبحت ثقبا أسود، فالتهم اليابس والأخضر!!!!

مقتل عبد السلام خشيبة القذافي مثالا لا حصرا.



سنة أولى ديمقراطية " 23 "

فيديو مقتل عبد السلام خشيبة القذافي المعروض حديثا، برغم أنه درسٌ عارضٌ، إلا أنه ذو إيقاع أكثر قوة وعمقا من إيقاعات دروس سنة أولى ديمقراطية المعتادة، ولذلك حُقَّ له أن يقطع سلسلة هذه الدروس.

رابط اليوتيوب عاليه الذي أظهرته اللوحة إلى جانب عنوان الدرس يحوي شريطا مرئيا ومسموعا لحادثة قتل استثنائية ومرعبة ومخجلة ومخزية بكل المقاييس!

محتويات الصورة كافية في حد ذاتها لتعريف المشاهد بأنه ذات يوم من الأيام السوداء التي تكررت أكثر من 15300 مرة بعدد أيام حكم القذافي الطويلة، تجمع العشرات من العسكريين الليبيين من كتيبة امحمد المقريف الفوج 219، في مكان ما من معسكر باب العزيزية، مقر الدكتاتور القذافي، وقاموا بقتل زميل لهم من عائلة القذافي نفسه، وذلك بعد اتهامه بمحاولة قتل القذافي، كما يزعمون. وبدل أن تكمل لجنة القتل مهمتها وتواري القتيل التراب، تلقت أمرا مفاجئا، نسخ أمر الدفن، وأحل محله أمر إخراج الجثة من مكان قتلها سحبا على الإسفلت، والتمثيل بها على الصورة التي يبينها الشريط المرعب المذكور.

اللوحة الذكية لفصل سنة أولى ديمقراطية ذهبت إلى أبعد من مجرد تخزين وعرض محتويات الشريط من صوت وصورة، فغاصت أكثر في مدلولات هذا الفيلم الذي قسمته إلى مجموعة من المقاطع،  يحمل كل منها رمزا ودلالة أكبر بكثير مما تحمله الصورة العامة للمشهد، وذلك برغم ما تركز فيها من قبح وبشاعة ظاهرين. وهذه الرموز والدلالات هي:

# 1 ــ القتيل هو عبد السلام اخشيبة الخطري من أحد أفخاذ قبيلة معمر القذافي، ومن الحرس الشخصي له.

# 2 ــ مكان القتل والتمثيل بالجثة، هو مقر قيادة القذافي بباب العزيزية، وهو المكان الذي منه حكمت ليبيا كلها العقود الطوال.

# 3 ــ لم يتم قتل الضحية بوسائل القتل السريعة، وإنما تم بوسائل القتل البطيء، كالضرب بالعصي والحجارة، وغيرها.

# 4 ــ التمثيل بالجثة كان علنيا، وجماعيا، وفي وضح النهار.

# 5 ــ الحرص من جانب القذافي والقائمين بالجريمة على توثيق الحادثة بالصوت والصورة.

# 6 ــ  لم يظهر المشهد عملية القتل، وإنما اقتصر المشهد على عملية التمثيل بالجثة.

# 7 ــ  بدأ المشهد بتصوير العناصر القيادية لفرقة القتل وهم يجرون مسرعين نحو مكان تواجد جثة القتيل، وبما يشير إلى أنهم كانوا في حضرة سيدهم، وبأنهم للتو تلقوا أمرا صارما بالتوجه مسرعين نحو مكان تنفيذ الفصل الثاني من الجريمة، وهو التمثيل بالجثة، وليس الدفن كما هو معهود.

# 8 ــ  بعد إخراج الجثة سحبا من رجليها، لوح "الزغرات" أحد قادة فرقة القتل بيديه، فهب على الفور وبسرعة العشرات من أعضاء الكتيبة الموجودين بالجوار.

# 9 ــ تم ضرب القتيل ودوسه بالأقدام وبعنف بالغ على وجهه، في تعمد واضح لإخراج الدم من جسمه الميت، وتصوير الدم المستخرج، ربما كدليل على إنجاز المهمة بالشروط التي يريدها المقاول الكبير للصفقة.

# 10 ــ تركيز الكاميرا على بقعة الدم فوق الإسفلت، والتي خلفتها ركلات الأقدام على رأس الضحية، مع قيام أحد أفراد الفرقة "حسن المهدي"، أصلع الرأس، بلفت الأنظار إلى بقعة الدم، وذلك  بالإشارة المتكررة إليها بيديه، ثم النظر إلى الكاميرا وقيامه ببعض الحركات والطقوس الغريبة العجيبة.

# 11 ــ تعرية القتيل وتجريده من ملابسه الساترة لعورته بالكامل.

# 12 ــ تم تعليق القتيل في جذع شجرة عالية من رجله اليسرى فقط، مع ترك رجله اليمنى متدلية وبما يتيح انكشاف عورته إلى أقصى حد ممكن.

# 13 ــ تم جعل مؤخرة عورة القتيل في مواجهة الناظرين، بينما تم إلصاق مقدم عورته وبطنه بجذع الشجرة، وفي هذا إشارة ما إلى النكهة الجنسية للجريمة، أو أن مستلم الخدمة، القذافي، يصر على توفر مثل هذه اللمسات في الخدمة المتفق عليها!   

# 14 ــ بعد تعليق الضحية عاريا، وعلى ارتفاع يسمح بالنظر إليه من أي مكان، بدت في الصورة سيارة زرقاء تقترب من مشهد المأساة، ولن تكون هذه السيارة سوى السيارة التي تحمل مقاول الصفقة الكبير، القذافي، الذي حضر إلى المشهد بعد إجراء اللمسات النهائية عليه من قبل مقاولي الباطن.

# 15 ــ تحمل السيارة لوحة خضراء بما يشير إلى أن تاريخ الجريمة كان قبل تغيير ألوان اللوحات إلى اللون الأبيض، ربما في منتصف تسعينيات القرن الماضي. يؤيد القول بهذا التاريخ تصوير الفيديو بكاميرا غير رقمية، حيث أن الكاميرا الرقمية لم تتوفر إلا مؤخرا.

#  16 ــ تعمد مخرج المأساة التاريخية المخزية إلى شق طريق وسط كتلة الذئاب البشرية المسعورة، حيث صنع من ذلك الطريق مجالا يسمح برؤية الضحية المدلاة بوضوح، وبكيفية تشير إلى وجود القذافي نفسه في أول ذلك الطريق، وفي الكرسي الملاصق تماما لخشبة المسرح الشيطاني، وذلك للاستمتاع عن قرب برؤية ضحيته وهو ميتا معلقا من رجل واحدة ومكشوف العورة!

# 17 ــ تم ترك القتيل متدليا بالشجرة لعدة أيام، كما أفادت بعض المصادر. يؤكد ذلك ما رأيناه مؤخرا من جثامين ضحايا القذافي، وقد حفظت في ثلاجات ولعشرات السنين.

# 18 ــ ملاحظة تجمع منفذو الجريمة أمام الكاميرا، وحرص كل واحد منهم على إظهار صورته وصوته دون الخوف من أية تبعات اجتماعية، مما يدل على صرامة أمر القتل والتمثيل بالجثة من ناحية، ومن ناحية أخرى، وهو الأهم، شعور هؤلاء القتلة بأن معمر القذافي لن يزول. كيف لا وهم يرددون منذ نعومة أظفارهم بأن الفاتح باقيا أبد الدهر!

# 19 ــ تم حمل أحد عناصر لجنة القتل فوق الأكتاف، والرقص به على إيقاع الشعارات المؤيدة للقذافي، والمنددة بالقتيل الذي وصف بالخائن، وبما يشير إلى أن هذا المرفوع على الأكتاف هو بطل العملية المشهودة.

# 20 ــ إعداد بيان مكتوب وتلاوته من قبل أبرز أعضاء فرقة القتل، وذلك بعد قيام الفرقة بتنفيذ ما أوكل إليها من عمل.

# 21 ــ أقر القتلة في بيانهم بما فعلوا، وبأنهم فعلوا ذلك من أجل تنفيذ إرادة القذافي وإرضاء له.

# 22 ــ لم يشر البيان إلى تفاصيل الجريمة التي قام بها الضحية، ولكنه اكتفى باتهام الضحية بمحاولة قتل القذافي ودون الإشارة إلى أي إجراء قضائي تم اتخاذه بالخصوص.

# 23 ــ برغم مضي السنوات على هذه الجريمة إلا أنها كمثيلاتها لم تظهر إلى العلن إلا بعد سقوط القذافي، مما يعزز تلك المقولة التي كنا نرددها خائفين: ما خفي كان أعظم! .  

#  24 ــ جميع من ضمتهم ساحة الجريمة، والذين يقاربون المائتين هم رجال بالغون ليبيون مسلمون، وواعون بكل ما يفعلون.

# 25 ــ كل الحاضرين لم يرتكب الضحية بحق أي منهم شخصيا ذنبا يبرر له قتله والتمثيل بجثته على الطريقة التي رأينا، وإنما اجترحوا هذه الجريمة البشعة بالوكالة ولصالح طرف ثالث دفع لهم مقابلا لذلك.

# 26 ــ قام أعضاء الكتيبة بعملهم الشنيع هذا وهم في غاية الجرأة، ولم يبد على أي منهم التردد أو الوجل، كما لو أن القتيل خروفا، وربما أدنى من ذلك، جرذا مثلا!

# 27 ــ لابد أن عناصر الكتيبة، ومنذ ذلك الحين، كان يتم تدريبهم وتأهيلهم على أن يروا كل ليبي من أمثال عبد السلام اخشيبة مجرد جرذ، وهو افتراض يساعدنا في حل لغز كلمة السر" شدوا الجرذان" التي بدأ بها القذافي حربه الأخيرة على الشعب الليبي.  

# 28 ــ جرت الجريمة، كما يبدو في الصورة، في وقت الظهيرة، وقبيل موعد غذاء ذلك اليوم المشئوم، وهو ما يبعث على الافتراض بأن عناصر الكتيبة جميعهم قد تحلقوا بعد تنفيذ مهمتهم القذرة على مائدة غذاء زاخرة بكل أصناف اللحوم الشبيهة، بعض الشيء، بلحم زميلهم عبد السلام، والذي لابد وأن رائحة لحمه ودمه لم تزل عالقة بأصابعهم وثيابهم!!!. ( رأيت ذات مرة ميتا في المشرحة، فلم أذق اللحم شهورا)!!.

# 29 ــ في مساء ذلك اليوم عاد القتلة إلى بيوتهم واحتضنوا زوجاتهم اللاتي لابد أن أكثرهن يعرف زوجة المغدور عبد السلام. كما لابد أنهم قاموا بمداعبة أطفالهم الذين يفترض أنهم هم أيضا يعرفون أبناء الضحية، وربما كانوا يلعبون معهم عندما كان آباؤهم يلعبون لعبة أخرى مع والد أولئك الأطفال، والذي لم يؤخره على الوصول إلى بيته في الموعد المعتاد، واحتضان زوجته وأولاده، سوى غدر أبناء عمومته وزملائه به، وتركه معلقا عاريا في جذع شجرة في ليلة هي الأسود والأطول على الزوجة والأبناء المنتظرين أباهم الذي لن يعود أبدا.
# .........
# ............
# ............

ونظرا لتزاحم الصور وعظيم بشاعتها، ضجَّ بها المعالج الفائق الذكاء للوحة الإلكترونية، وتوقف عن قبولها، مما جعل اللوحة الذكية تصدر أصواتا وأضواء تحذيرية صاخبة، أعقبتها بالاستنتاجات الخطيرة التالية:

> حادثة القتل الشنيعة هذه لم تكن الأولى ولا الأخيرة التي تجري بأوامر وتوجيهات القذافي؛ فمنذ منتصف السبعينيات واستقواء القذافي بضعاف النفوس والحمقى والمرضى كالذين ظهروا بالشريط المذكور، شهدت المعسكرات والجامعات وغيرها جرائم مماثلة لجريمة مقتل عبد السلام اخشيبة.

> نجاح القذافي في الحصول السهل الرخيص على هذه النماذج فائقة العدوانية، هو الذي سهل له اتخاذ قرارات القتل الكبيرة، سواء التي حصلت خارج الحدود في أوغندا وتشاد وغيرها، أو تلك التي جرت بالداخل، مجزرة سجن أبي سليم مثلا.

> هذه الحادثة المأساوية ومثيلاتها الكثيرات، هي التي مهدت إلى ارتكاب المجزرة الأخيرة الأكبر، والتي عمت الوطن بكامله، وتسببت في مقتل عشرات الألوف من الليبيين.

> الذي يشاهد الدمار الذي لحق بباب العزيزية، مسرح الجريمة المذكورة، يستطيع أن يدرك بحسه الفطري أن الدمار الأخير وغير المتوقع الذي لحق بباب العزيزية، ما هو إلا ناتج تلك الجريمة التي بلغ تركز الظلم فيها حدا جعل منها ومن  مكانها ثقبا أسود، قام بابتلاع كل ما حوله من خرسانات ودشم وأنفاق وأسوار وذخيرة وأعتدة وكتائب أمنية عالية التدريب والتجهيز، كما قام هذا الثقب الأسود وبقوة بالغة بسحب ملك الملوك وطاغية العصر من أعماق ملاجئه وحصونه الحصينة، وقذف به إلى ماسورة مياه على بعد مئات الأميال، ثم ليسحب من تلك الماسورة، ويجر عاريا نازفا، تماما كما جُرَّ وعُرِّيَ عبد السلام اخشيبة وغيره.

> ثقب الظلم الأسود الذي صنعه القذافي بيديه، امتد وكبر عبر العقود الطويلة السوداء، وأخذ بخناق الأرض كلها، فغير مسارها إلى حيث لم يحتسب القذافي ولم يتوقع أبدا، فإذا أصحاب القذافي وحلفاؤه من ملوك الأرض وكبرائها ينقلبون بين عشية وضحاها إلى أعداء له، ويرغمونه على التنحي والخضوع لسنن الدنيا ونواميسها.
  
> إن حاكما كالقذافي تصل به القسوة إلى الحد الذي رأيناه، ليعجب الإنسان أشد  العجب من أولئك المؤيدين له،  والذين لابد أنهم يعلمون أن ما فعله بالمواطن عبد السلام وغيره سوف يفعله بهم أيضا وبأولادهم، وذلك عند حلول دورهم!

> العجب كل العجب من الذي لا يزال يستنكر مقتل القذافي على الصورة التي قتل بها، وقد رأى بأم عينيه ما كان يفعله القذافي بضحاياه، عبد السلام مثالا!

> العجب كل العجب أيضا من الذي تعمى عيناه، فلا يرى خطوط القدرة الإلهية الحكيمة، وهي تربط وبوضوح ظاهر بين الشجرة التي علق فيها القذافي ابن عمه عبد السلام عاريا، وبين ماسورة المياه التي سحب من جوفها القميء ملك الملوك معمر القذافي، ثم عُرِّيَ وفُعِل به ما فُعِل بعبد السلام، وربما أكثر!

> أي شخص عاقل سويٍّ ذاك الذي يرضى بأن يرى إنسانا من بني جلدته ودينه، وبعد أن تم تنفيذ حكم الموت فيه ظلما، لا يدفن كبقية الأموات ويوارى التراب، ولكنه يعرى من كل ملابسه، ويعلق برجل واحدة حتى تنكشف عورته بالكامل، ثم، ويا للعجب، يصر هذا الشخص العاقل على تأييد الجاني والتماس العذر له، وذلك بدل التعاطف مع الضحية، ولو معنويا، واستنكار ما فعله الجاني الأثيم!

> من ذاك يسأل نفسه عن سبب قيام القذافي بالحض والتحريض على فعل الجرائم التي يهتز لها عرش الرب، ثم يكتفي، القذافي، بالنظر من بعيد إلى أولئك البشر الذين استطاع أن يغويهم، ويحولهم بفعل ما لديه من مكر إلى ذئاب وكلاب مسعورة؟

> ألا يلاحظ أقل الناس ذكاء التشابه الكامل الواضح بين القذافي وإبليس، فإبليس يوسوس ويحث ويثير ويغري ويغوي الإنسان، ثم ما يلبث أن يتنحى جانبا، ويقول إني أخاف الله رب العالمين. ألم يدأب القذافي على التصريح بأنه لا يحكم، وبأنه ليس مسئولا عن كل ما جرى من فظائع!


> مثل هذا الفيديو وأشباهه، ربما هو هدية السماء الأخيرة التي أهداها العليم الخبير وكاشف الأسرار وفاضح الأشرار لكل من في قلبه أثر من براءة وطيبة وإنابة وإذعان للحق، وذلك رحمة منه سبحانه في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أولئك الذين غرر بهم القذافي ودفعهم إلى ارتكاب جريمة القتل، والتي هي أعظم عند الله من زوال بيته الحرام وكعبته المقدسة.   

> إن هذا الفيديو الفضيحة يحمل من الإشارات والدلائل ما يكفي وحده لإدانة نظام القذافي كله، ويبرر لشعب يحكمه مجرم كالقذافي أن يستعين على القذافي ليس بالناتو فقط، بل بالشيطان.

> يا ليت كل من يبحث الآن عن عذر للقذافي وعصابته، يحاول فقط أن يتصور مجرد التصور أن ابنا أو أبا أو أخا له في مكان عبد السلام اخشيبة أو الوافي امبية أو حفاف أو المدني أو كعبار، أو كثيرين غيرهم، ممن قتلوا بلا ذنب ولا جريرة.

> إن البقاء على تأييد قاتل كالقذافي، وبالبشاعة التي رأيناها في حالة عبد السلام اخشيبة، لهو بحق داء خطير، ويتحتم على المصاب به إنقاذ نفسه وعلاجها منه قبل أن تنعدم فرصة المراجعة الذهبية الأخيرة هذه، والتي يمثل الفيديو المنشور أحد نواقيسها وأجراسها الصادحة.

> إن مجرد ملاقاة القذافي لجزاء من جنس ما عمل، لهو الدليل الصارخ على أن القذافي هو المسئول عن هذه الجريمة التي أبت حكمة السماء إلا أن تتولى ملفها بنفسها، وتصدر حكمها العادل فيها.

حقا إن السماء هذه الأيام بالأدلة تمطر.
وإن الحقيقة عن وجهها الجلي تسفر.
وأن الفضائح المدسوسة بدأت تنكشف وتظهر.
فهل من آئب راجع وربه مستغفر.

محمد الشيباني




هناك تعليق واحد:

mabrouk يقول...

بارك الله فيك جزاك الله كل خير ليث القائمين على البلاد هذه الايام يقدرون حقيقة ما جرى وما يجب ان يحدث فما زال ازلام الطغية يصولون ويجولون ويمنون النفس بالمصالحة ولاكن هيهات لقد استفاق المارد وما هي الا جولة والثورة مسثمرة تحياتي