باقة الورد، ولمسة الوغد!
سوف لن تجد الكاتبة الفرنسية، أنيك
كوجان، صاحبة كتاب " فرائس في حرم القذافي" صعوبة كبيرة في إفهام الناس،
والليبيون منهم على وجه الخصوص، مدلول ما تضمنه العنوان عاليه، والمتعلق بحكاية
الفتاة الصغيرة، "ثريا"، حاملة باقة الورد، وما حل بها جراء لمسة الحاكم
الوغد.
فحادثة طعم باقة الورد القاتل الذي تلتقطه
فتاة صغيرة بتغرير من مدير مدرستها، وكذا ما يقترن بهذه الحادثة من قيام ملك
الملوك، القذافي، بلمس رأس الضحية، ليتولى الحراس الأذكياء إتمام المهمة القذرة،
لهما حدثان تواتر وقوعهما وتوثيقهما من قبل التلفزيون الليبي نفسه، وذلك عندما كان
يعرض هذا التلفزيون وبشكل مقزز فعاليات القائد الأممي وهو يقنص فرائسه المحليات.
قرأت ترجمة كتاب "فرائس القذافي"
والذي ركز معظمه على سرد قصة الفتاة المنكوبة "ثريا". ولقد قدمت بالسطور
عاليه احترازا من مغبة خطيئة التقول على ولاة الأمور، وخاصة المعمرين منهم
كالقذافي، ورميهم بما ليس فيهم. وعلى كل حال فناقل الكفر ليس بكافر!
أهم ما لفت نظري في هذه القصة المأساوية هو
قيام بطلها القذافي بفعل هذه الجريمة الشنعاء وهو في سن الشيخوخة، ومع فتاة تصغره
بنصف قرن!
ليت الأمر مجرد شبق الزعيم وإسرافه في حب
النساء، إذن لهان الأمر، ولكن المصيبة تكمن في تغلغل مرض الشذوذ والهوس الجنسي في
نفس شخص يحكم بلدا بكامله حكما فرديا خالصا، ويتصرف في ثروة ومقدرات هذه البلد
الهائلة بلا حسيب أو رقيب!
الطفلة ثريا الصغيرة ابنة الخمسة عشر عاما،
يقول لها مغتصبها الحاكم السبعيني صاحب الكتاب الأخضر بأطروحاته الانسانية
الباذخة، وقد حشرها في زاوية ضيقة من وكره المرعب، وصعقها بعريه من كل ثياب،
وتجرده من كل دين وخلق، وبعدما أرهبها الموقف، وشلت حركتها الدهشة المرعبة، يقول
لها ملك ملوك أفريقيا: أنا أملككِ وأملك كل الليبيين!
نستطيع وبذكاء قليل، أن نفهم ما كان يرمي إليه
القذافي بهذه العبارة، وهو أن كل الليبيين؛ إناثا وذكورا، كبارا وصغارا، هم غنيمة
جنسية لقائدهم الفذ صانع عصر الجماهير وصاحب أول جماهيرية في التاريخ، وأنهم،
الليبيين، وما يلدون هم وجبات موزعة على ليال شهرايرهم الأوحد.
بيد أن تقدير ثقل وقع المصيبة على فتاة
صغيرة اجتثت للتو وبعنف بالغ من حضن أمها، لتجد نفسها وجها لوجه أمام أعظم مخلوق تعرفه،
وقد تحول فجأة من درجة الزعيم الأب إلى درجة المغتصب الذئب، لهو بحق ما تعجز عن
فعله أكبر كمبيوترات الدنيا!
أجل سوف يعجز دماغ أي أب أو أم عن استيعاب
حجم مصيبة تحل ببناتهم الصغيرات، واللواتي تقدمتهن ثريا المنكوبة، وذلك عندما قذف
بها الظالمون وهي مقيدة اللسان ومكبلة اليدين والرجلين في قعر وكر ذئب شرس جائع!
حلت المصيبة بالفتاة المسكينة، وتجاوزتها
بلطف الله ورحمته، ومات القذافي أسوأ ميتة وأشنعها، وهو الآن بين يدي أحكم
الحاكمين؛ ولكن حادثة كهذه يجب علينا، نحن الليبيين، عدم تجاوزها دون وضعها
من وعينا الوضع اللائق بها.
حتى الآن قسم لا بأس به من الليبيين لا
يضعون قصة كقصة ثريا الوضع اللائق بها من وعيهم، وذلك عندما يرون في تدخل الناتو
ضد القذافي القائد الأممي وأمين القومية العربية وصانع عصر الجماهير وملك ملوك
افريقيا، وأخيرا المتغدي بدم بكارة العذراوات الليبيات الصغيرات، عملا شائنا وغير
شرعي.
لو لم تحدث هذه المعجزة وتركنا المجتمع
الدولي كما ترك السوريين لبشار، لبقي القذافي يمارس شذوذه وهوسه الجنسي، ولتحتم
على كل ليبي تقديم حصته من قربان هذا الهوس للقائد، والذي يتكون في حده الأدنى كما
حكت ثريا من بضع عذراوات يوميا، يقوم القائد بسفك دم عذريتهن على فراشه النجس!
ولأن القذافي لن يغادر كرسي الحكم إلا بعد
عمر طويل، فإن احتمال تجرع كل الأمهات والآباء الليبيين الكأس التي تجرعها والدا
ثريا، لهو احتمال كبير جدا. ويزيد هذا الاحتمال قوة بتوارث أبناء هذه العائلة كرسي
الحكم، وكذا توارث عادة أبيهم، وهو ما يضمن سفك دم كل عذراء ليبية على فراش ذكور
العائلة القذافية!
لم تذكر الكاتبة من الشهود بأسمائهم الكاملة
سوى اثنين؛ أكد أحدهما وهو طبيب نساء وجود مبنى به دار نوم مشبوهة، ويقع هذا
المبنى تحت المدرج الأخضر بجامعة طرابلس، وملحق به عيادة عمليات صغرى يعتقد طبيب
النساء أنها استخدمت لإجراء عمليات طبية تتعلق بما شهده هذا المبنى المشبوه من
جرائم جنسية قد تكون طالبات الجامعة من ضحاياها المحتملات. كما شهد هذا الدكتور
بوجود ستة أقراص مدمجة تتضمن مشاهد لاعتداءات جنسية قام بها القذافي في هذا المكان
الذي يعلوه المدرج الأخضر المبشر بانعتاق الجماهير من كل شيء عدا شذوذ الدكتاتور.
وثاني هؤلاء الشهود الذين ذكرتهم الكاتبة بأسمائهم
نسب إلى وزير خارجية القذافي قوله إنه رأى القذافي
وسمعه يعطي أوامره لقادة الكتائب قائلا لهم: اغتصبوا أولاً ثم اقتلوا. كما أكد
هذا الشاهد العثور على مئات علب الفياغرا التي وجدت في بنغازي ومصراتة وزوارة، وفي
كل مكان مرت منه كتائب القذافي.
مات القذافي وهو بين جنوده ويحمل سلاحه، وهو
بموته هذا لم يمت قصاصا وجزاء على ما فعل، مما يشير بوضوح إلى سوء خاتمته.
وإذا لم نتمكن، نحن الليبيين، من محاكمة
القذافي جسدا حيا، ومواجهته بجرائمه الشنيعة المريعة، فإنه لمن العدل محاكمة روح
القذافي التي لا تزال رائحتها الخبيثة تعم كل شبر تنفس فيه هذا الحاكم الظالم.
وعندما يقوم القاضي بتلاوة قائمة الجرائم
الشنيعة المثبتة على القذافي، والتي من بينها جريمة إدمان اغتصاب الحاكم العجوز
لصبيات شعبه، فإن أي وسيلة يتخذها هذا الشعب من أجل قطع دابر هذا الحاكم تكون
مباحة، بل وواجبة العمل.
محمد عبد الله الشيباني
Aa10zz100@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق