لن تقوم الدولة حتى نخلع ملابس معاركنا !!!
النظام الدكتاتوري السابق كان ماكينة من ماكينات صناعة ملابس الكره والعنف وحتى
الحرب !!!
عقود الحكم الدكتاتوري لم تتقن شيئا إتقانها صناعة مركبات الكره والحقد ، وموديلات
ملابس العنف والتباغض والتحارب ، سواء كان ذلك في أدبياتها ، أو في معاركها اﻷمنية
المتنوعة الطويلة مع الليبيين ، وهو ما أدى إلى وﻻدة جيوش من الناقمين والمطاردين والمسجونين
والمنفيين وأيضا المقتولين !!
وحتى في لحظات عمر النظام الدكتاتوري
اﻷخيرة أصر رأس النظام على أن تكون آخر خطواته وكلماته مشحونة كرها وبغضا ودما
وبارودا !!!
ولئن اتحد الليبيون في لون ما يرتدون من ملابس حرب وهم يحاربون الدكتاتور ،
إﻻ إنهم سرعان ما تلونت ملابسهم ووجوههم وكلماتهم وحتى عيونهم وقلوبهم بألوان متناقضة
متنافرة متحاربة ، بل وأصبح البعض منهم مرتبطا ارتباطا غريزيا وعاطفيا بما حمل من هذه
اﻷلوان العتيقة البائسة !!!
القصور في استيعاب الدرس اﻷول من دروس الديمقراطية زاد من تثبيت هذه اﻷلوان
وترسيخها حتى أصبحت هذه اﻷلوان وكأنها حدود سياسية بين دولة ودولة ويؤدي مجرد لمسها
إلى اشتعال الحروب وسيلان الدماء !!!
وبدل أن تصنع فسيفساء اﻷفكار واﻷراء روح الفريق والتنافس المثمر البناء ، نجدها
قد حفرت أخاديد عميقة بعثرت الوطن وجعلته جزرا يفصل بينها بحر من جحيم !!!
وحتى بعد أن ظهرت النتائج الكارثية للتشبث بألوان وملابس المعارك القديمة ،
وجلس البعض من أصحاب هذه اﻷلوان للنظر في إمكانية إطفاء حرائق هذه المعارك ، لم يتمكن
هؤﻻء المأسورون في قيودهم الغريزية من تناول
الكبسولة اﻷولى من كبسوﻻت نسيان الماضي وتغليب لون ليبيا على ألوانهم المتناوشة المتناشزة
!!!
هم يتغزلون في الحوار والصلح المجتمعي ولكنهم يصرون على أن يكون لونه لون ما يرتدون من أزياء أيديولوجية وفكرية وحتى شللية وقبلية
!!! ﻻ بل إن البعض يعتبر لون معاركه السابقة ونكهتها من غنائمه الحلال المقدسة والتي
هي محل فخره واعتزازه ، وإن مجرد قيام اﻵخر بتمثيل نفس الدور ومد يده إلى الكعكة الديمقراطية
يعتبر شكلا من أشكال إعلان الحرب !!!
لن ينفع أمثال هؤﻻء للمشاركة في قيام دولة ليبيا الديمقراطية حتى ينسلخوا
انسلاخا مما يرتدون من ملابس ازدراء وبارود!!!!!!!
ملابس معارك تشرشل التي يتشرف بها كل بريطاني لم تشفع له وهو يحاول ممارسة لعبة
سياسية جديدة ﻻ تنسجم ألوانها مع ألوان بدلة حرب تشرشل العتيقة ، فخسر تشرشل المعركة
الديمقراطية رغم إنه كان فارس المعركة الحربية الرابحة !!!!
محمد عبد الله الشيباني
https://www.facebook.com/moh.a.shebani
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق