الخميس، أغسطس 21، 2014

الفتنة

***** والفتنة مرة ثانية ! *****

عندما نصافح مؤيدين ومبايعين لمن هم في مقدمة عمل اجتماعي أو سياسي ما، فإننا بهذا نقوم بمنح من صافحناهم مؤيدين لهم ومبايعين مجرد لمسة واحدة من يدنا، وليس كل يدنا، وذلك حتى نعبر عن تأييدنا لهم في موقف محدد واحد، ثم نسارع، على الفور، بسحب يدنا من يد من بايعناهم، وذلك من أجل استخدام هذه اليد التي لا نملك غيرها مرات ومرات أخرى في تأييدات ومبايعات قادمة تتعدد بتعدد المواقف وتغير الظروف وتغير القادة.

إن مصافحتنا لقيادة ما تأييدا لها في موقف ما، إنما هي شحنة طاقة إيجابية يتحتم على جميع أفراد المجتمع منحها لمن يتصدون لقيادة المجتمع، وذلك حتى تستخدم هذه القيادة مجموع الشحنات الإيجابية للمجتمع في الدفع بقاطرة المجتمع إلى الأمام.

إن أيدي المبايعين المقطوعة والمكدسة أمام قادتهم، يراكم مع الوقت أعداد هذه الأيدي المشلولة، ويزيد في الثقل الملقى على القيادة، وهو ما يؤدي حتما إلى ضعف القيادة، ومن تم انهيارها وانهيار المجتمع معها.

كما أن شعور المبايعين بانتهازية القادة وقيام هؤلاء القادة باختزال المواطن وصوته  وموقفه ورأيه في مجرد رقم في كتلة من الأرقام، من شأنه أن يبعث على التخاذل وإحجام الناس عن تأييد القيادة، ومن تم انفصال هذه القيادة عن المجتمع وانهيارها وانهيار المجتمع معها.


هل أستطيع أن أتجرأ، وأسمي هذه الحالة والسائدة بيننا حاليا باسم الفتنة؛ فتنة القادة الكبار طالبي البيعة والتأييد ، وفتنة مانحي هذه البيعة؟!

ليست هناك تعليقات: