إرهابي معيتيقة الهارب يتخفى تحت برجها الشاهق الباذخ المضيء المتلألئ!
فارس الجو الليبي الهمام، أنهى ملحمته التاريخية عشية أمس، وهو يمتطي عفراء
الجو الروسية سيخوي xxx ، مطاردا الإرهابيين من بيت إلى بيت ومن زنقة إلى
زنقة؛ من بيت عائلة برق الليل، إلى بيت عائلة الرتيمي، وحيث أفلحت السيخوي في
بعثرت كل ما في تلك البيوت وتفريغها من أشيائها وسكانها !
أجل، انتهت الملحمة الجوية الأسطورية، ونام فارس الجو ليلة البارحة ملء جفنيه،
وذلك بعد قيامه بحفلة عشاء مترفة على شرف سكان طرابلس المليونين مكافأة لهم على
متابعتهم له وهو يقوم بجولاته وصولاته الجوية المشهودة !
تخلل ذلك العشاء الأسطوري قيام فارس الجو بعرض فيديو فتوحاته الجوية، والذي
قامت بالتقاطه السيخوي، حيث نال هذا الفيديو اهتمام وإعجاب الملايين داخل ليبيا
وخارجها؛ كيف لا وهو أحدث إنجاز في محاربة غول الإرهاب الذي يحير العالم كله!
ولئن نام فارس الجو ليلة البارحة ملء جفونه، إلا أنه ظل مستيقظا في كوابيس
المليونين من سكان طرابلس أطفالا ونساء وشيوخا، الأمر الذي حفزه عند شروق
الشمس إلى إعادة الكرة مستأنفا تشييد صرح مجده الذي دشنه في غروب شمس
الأمس!
عند الشروق تكون الرغبة لتحقيق الأحلام أكبر، وشهية صناعة المجد أعنف؛
فقام الفارس المغوار باعتلاء فرسه الأسطورية، وحوم حول مدارس الأطفال المنهمكين
في إخبار بعضهم البعض عن ذلك الفارس الكابوس الذي ملأ عليهم كل ليلتهم!
الجميع كتم أنفاسه، وأرسل بصره نحو الفارس العائد من جديد في يوم مجده الجديد!
هذه المرة تعلقت همة الفارس بشيء أكبر وأعلى وأثمن وأخطر؛ إنه برج مراقبة مطار
معيتيقة الشاهق الباذخ المتلألأ !
نعم لابد أن ذلك الإرهابي الخطير الفار من العدالة الديمقراطية الشرعية غير
استراتجيته خلال ساعات الليل، وغير مكان تحصنه من مبنى قديم ناء إلى برج شامخ
باذخ !
سقطت قذيفة السيخوي بجوار البرج، وكانت ستكون بحق أكبر لبنة يضعها فارس الجو
في صرح مجده، إنها ضربة بعشرات الملايين من قوت الليبيين!
ولكن إلى متى يظل فارس الجو يطارد الإرهابيين من علو آلاف الأمتار ويصنع
الكوابيس ويحرق الملايين؟
لماذا لا يترجل الفارس الهمام عن العفراء السيخوي، ويستخدم ذكاءه الأسطوري،
ويمسك بالإرهابي من لحيته، ويذهب به على الفور إلى أقرب محكمة جنايات، ومن
بعد إلى ساحة ميدان الشهداء ليشهد عذابه كل الليبيين المعذبين جراء الحرب على
الإرهاب والإرهابيين؟
نعم لماذا؟!
أم أنا لا زلت تحت وطأة الكابوس؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق