الثلاثاء، يناير 21، 2014

إلى قبائل وكتائب ليبيا

إلى قبائل وكتائب ليبيا الباذخة القوة: هَبوها معوزة تستحق الزكاة!

وأنا أتابع تطورات الموقف الأخير الذي مرت به بلادنا، وتعرض جنوبها إلى اعتداء خطير من قبل فئة داخلية مارقة، وأخرى خارجية طامعة، وهو بحق اعتداء خطير، بلغ من القوة حد إعلان النفير العام، كما أسفر عن العديد من الخسائر البشرية.

ما عادت دولتنا ليبيا تُخفي عوزها وضعفها وهوانها، بل إنها جاهرت بطلب العون كي تحمي جنوبها. هذه المرة لم تطرق ليبيا باب غريب، بل طرقت أبواب قبائلها وكتائبها؛ حيث وبمجرد وقوع الاعتداء خف وزير دفاع  ليبيا مسرعا، وطرق أبواب بعض كتائب وقبائل ليبيا، ملتمسا منهم العون لرد العدوان على ليبيا! هكذا.

حمدا لله أن ليبيا لم تحتج هذه المرة إلى غريب، وذلك لأن لدى أبنائها وقبائلها من القوة ما حال دون تسولها صون عرضها من الغرباء، وبذلك سجلت قبائل ليبيا وكتائبها على ليبيا جميلا لن تنساه. التاريخ أيضا سجل هذه الحادثة، وستقرأ اجيالنا القادمة ذلك! شخصيا، وأنا لست شيخ قبيلة ولا قائد كتيبة، أحار كيف أشرح تفاصيل هذه القصة المخزية للأبناء والأحفاد. كان الله في عون من هو قائد كتيبة أو شيخ قبيلة!

المعقول، والمألوف، والذي يعرفه كل الناس، أن وزير الدفاع الدولة هو من يصدر الأوامر للقوات المنتشرة على ربوع الوطن، ويوجهها إلى المكان الذي تقتضي الأوضاع تواجدهم فيه؛ أما أن يتحول وزير الدفاع إلى جامع تبرعات، فهو لعمري عار ما بعده عار في وجه كل ليبي مهما بلغت قبيلته وكتيبته من شأو!

هَبوها معوزة تستحق الزكاة! قلت هذه العبارة لصديق لي يدافع عن الرأي القائل بضرورة احتفاظ المسلحين بما في حوزتهم من سلاح، وأردفت قائلا: قوات القبائل والكتائب تعد بمئات الألوف، وهي قوات بلغت "نصاب زكاة القوة"، بل ربما تجاوزته بمرات، فلِمَ لم يخرج أصحاب هذه القوة الزكاة عنها؟

أدرك أن الأمر به بعض الطرافة، ولكننا يجب ألا ننسى أننا في ليبيا، وأن من ليبيا دائما يأتي الجديد!

أجل. إنني كمواطن ليبي أقترح على الكتائب والقبائل أن يسارعوا بإخراج زكاة قوتهم، وأن يضعوها بين يدي وزارة الدفاع، على أن تكون هذه الزكاة في حدود ثلث مجموع ما لديهم من قوة، والثلث ليس بكثير. هذه الأثلاث سيبلغ مجموعها ما لا يقل عن مائة ألف فرد مسلح من كل جهات البلاد، وهو ما يكفي مبدئيا لتكوين نواة الجيش الليبي الذي سيستمد أوامره من وزير دفاع ليبيا، وليس من أحد سواه.


أظهر صديقي المتحمس إلى فكرة احتفاظ المسلحين بأسلحتهم بعض التفهم لما قلت، ولكنه ما زال مصرا على موقفه، متذرعا بما يتذرع به بعض المسلحين، وهم يدفعون بحجة عدم وجود دولة يمكن أن يطمئنوا إليها، ويسلموا أسلحتهم لها!

" الدولة لا تقوم إلا بوجود الجيش ـ ـ ـ الجيش لا يتوفر إلا بتوفر المسلحين ـ ـ ـ المسلحون لن ينضموا إلى الدولة ـ ـ ـ إذا لا دولة " !

معادلة مغلقة، بل معضلة مستحيلة الحل. أليس كذلك؟!

بلى. أجاب صاحبي، وتساءل: ما الحل؟

لا حل إلا باجتماع قادة المسلحين، وذوي النفوذ في كل قبيلة، واتخاذ قرار المساهمة في بناء جيش الدولة، ولو بثلث قوتهم، والاحتفاظ بالثلثين الآخرين لديهم حتى اكتمال تكون الدولة.

أليس هذا حلا وسطا ومقبولا؟!

إنه ليس الحل المثالي، ولكنه خير من بلاش، وإلا ستضيع ليبيا ببلاش!

محمد عبد الله الشيباني
 Libyanspring.blogspot.com

aa10zz100@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: