الخميس، يونيو 12، 2014

النشيج الوطني


النشيجُ الوطني الليبي 2014


يا بلادي

يا بلادي

بجحودي وعنادي

وضلالي وفسادِي

بسفاهاتِ الصِّغارِ

وحماقاتِ الكبارِ

ستكوني

دون شكٍ

يا بلادي

بين أضراسِ

الأعادي

والعوادي

يا بلادي يا بلادي

**************

يا بلادي

أنت ميراثُ الجدودِ

أنت فضلٌ

من مليكِ الملكِ

قيومِ الوجودِ

أنت نهرٌ

في عميقِ الأرضِ

من ذهبٍ يسيلُ

أنت بحرٌ

فوق سطحِ الأرضِ

ممتدٌ طويلٌ

أنت سهلٌ

أنت طودٌ

أنت واحاتٌ

بها سمقَ النخيلُ

أنت رحبةُ الأرجاءِ

ذاتُ جوٍّ

رائعُ الطقسِ

عليلٌ

غير أنّا يا بلادي

ما حفظنا للجدودِ

التضحياتِ

أو شكرنا أنعماً للهِ

دهراً سابغاتِ

وتمادينا كثيرا

في ارتكابِ المنكراتِ

وعظيمِ الموبقاتِ

واعتدادٍ

بالفعالِ السيئاتِ

من سبابٍ

واحترابٍ

واقتتالٍ

واغتيالٍ

وانقلابٍ

بل وصرنا يا بلادي

مضربَ الأمثالِ

ما بين العبادِ

في الركودٍ والفسادِ

والتباري

أينا الأقوى

قبيلة

أينا الأعتى

كتيبة

أينا الأدهى

على جعل البلادِ

رهنَ سلطانِ القبيلة

رهنَ بارودِ الكتيبة

وبذا صار الزمانُ

مثلما كان الزمانُ

مثلما كان العقيدُ الشيخُ

جبّارَ البلادِ

ورزاقَ

وقيومَ العبادِ

ويظلُّ ذلك الليبيُ في أسوأ حالِ

حيث لا أملَ ولا حسنَ مآلِ

حيث يبقى في انحطاطٍ

وارتدادٍ

وتظلينَ بلادي

مثلما كنتِ سنينا

في جمودٍ ورقادِ

يا لبؤسي يا بلادي

يا بلادي  يا بلادي

*************************

يا بلادي

قد لبثنا

أدهراً

نندبُ حظـّا

ونعاني

بأسَ طاغٍ

كان جباراً وفظا

ثم شاءتِ الأقدارُ

أنْ نصنعَ ثورة

وانتصرنا

وحسِبنا

أنَّ ما رُمناهُ

نلنا

غير أنا

قد خُدِعنا

وانخدَعنا

فالذي نحن صنعنا

محضَ فورة

ليس ثورة

إنّما الثورةُ تحسينٌ

وتطويرٌ لحالِ

وحسابٌ للبداياتِ

وجردٌ للمآلِ

بئستُ الثورةُ

بارودٌ ونارُ

وحواراتٌ يناديها

وينهيها انفجارُ

بئستُ الثورةُ

أثقالُ اضطرارِ

وامتطاءُ البؤسِ

أكتافَ الطواري

واجترارٌ للخساراتِ

وتبريرُ البوارِ

ليستِ الثورةُ

قتلاً للنفوسِ

بل حياةً للنفوسِ

أيُّ نصرٍٍٍ ٍٍٍٍٍٍٍٍ

نصرُ داحسَ والبسوسِ

أي فوزٍ

قد حصدنا

بامتدادِ العنفِ

والحربِ الضروسِ

يا لغباءِ الرؤوسِ

رغم تكرارِ الدروسِ

يا لهذا الحالِ كم يسخرُ منّا

كيف أعطانا ربيعاً

فائضاً ورداً وفـُلّا

أنعشَ الآمالَ فينا

أذهبَ الأحزانَ عنّا

ثم تصدمنا الحقيقة

بالمعيقاتِ العميقة

صار ذاك الوردُ شوكا

أضحى ذاك الودُّ فتكا

وتكررت الدروسُ

وأفاقتْ من جديدٍ

داعسٌ ثم البسوسُ

وتأبّطنا جميعا

كلَّ أنواعِ السيوفِ

واصطففنا في طوابيرَ الحتوفِ

وتحولتِ بلادي

دار حربٍ

دار خوفٍ

دار حزنٍ

يا لبؤسي  في  بلادي

يا  بلادي  يا  بلادي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 محمد عبد الله الشيباني
https://www.facebook.com/moh.a.shebani

ليست هناك تعليقات: