محمد المقريف؛ حقاً مرِّ من هنا رجلٌ نبيل!
حتى الذين يحملون في أنفسهم ما يحملون نحو السيد
محمد المقريف، أول رئيس برلمان ديمقراطي ليبي، ليس بوسعهم الآن، وقد تميز الخيط الأبيض
من الخيط الأسود من النبل، وأجبرت حرارة النيران معادن كثيرة غير نبيلة على الخروج
من المضمار، وترك الحلبة للمعدن النبيل كي يتربع فيها ويتألق، ليس بوسع أولئك وغيرهم إلا يعترفوا بالفضل لأهله.
عندما علا صوت العزل السياسي النشاز، وسقط سيفه
الغبي مطيحا برأس قامة مشهورة ومعروفة من قامات النضال ضد الدكتاتورية، لم ينبس النبيل
محمد المقريف ببنت شفة، وأقدم على عمل عظيم لم يقدره الكثير من الليبيين حق قدره ساعة
حدوثه.
كظل خفيف شفاف تحرك الرجل الجبل، وهو يكتب بطيفه
النوراني النبيل ملحمة نبل لم نستطع قراءة حروفها حتى أظلم الأفق، وظهر لنا الفارق
بين معدن ومعدن، وبين رجل ورجل.
وإذا ما أفلحت هذه الكلمات البسيطة في رد الاعتبار
لرجل خذله قومه، ولم ينصفه قانونهم، إلا أنني
أرجو من هذه الكلمات أن تتحول إلى قناديل يكون زيتها من معين ذلك النبل الذي رأيناه،
والذي يجب أن نتلمسه الآن، ونضيء به أركان وزوايا حلبتنا السياسية المظلمة المرعبة.
الحرب مشتعلة، والحكومة منقسمة، والشارع محتقن،
وليس هناك من دواء يداوي علل الليبيين أنجع من دواء يستقطعونه من نسيج ذواتهم، وذلك
بتواضعهم لبعضهم البعض، وليس هناك بلسم أنجع
من الذي يستخرجه الليبيون من دماء أكبادهم بممارسة شيء من المعاناة والمكابدة، بل وحتى
التضحية.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم .. وتأتي على
قدر الكرام المكارم
تُرى من سيفوز بكأس نبل المقريف؛ الثني، أم امعيتيق؟!
محمد عبد الله الشيباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق