كائنات جهنمية!
الضواري في الغابة
لا يقترفون القتل وهم في حالة شبع واستقرار نفس!
معدو الأفلام
الوثائقية، جزاهم الله خيرا، فضحوا الضواري البشرية، وأنصفوا الحيوانات الضارية المجبولة
على أكل اللحم، والتي لا تستطيع العيش بدونه.
من المشاهد
المألوفة في الغابة، هو رؤيتنا الأسد وهو في حالة الشبع، وقد استلقى على الأرض،
ومد أرجله مستمتعا بحمام شمس، وليس بينه وبين قطيع البقر، وهو غذاؤه الضروري والمفضل،
سوى أمتار قليلة! لا تفسير لذلك سوى أن الأسد شبعان.
مشهدٌ آخر، نزع
آخر ورقة توت من على عورة القتلة البشريين، إنه المشهد الذي يظهر فيه صغير البقر متبرجا
بلحمه الطري اللذيذ، وهو في بؤرة عيني الأسد، وفي نطاق فكيه!
هذا الأسد الضاري لم
يُحدِّث نفسه بما هو ديدنه، وما جُبلت عليه نفسه: الافتراس! والسبب هو مجرد نفحة
من نفحات رحمة ذوات الأكباد الرطبة، وملمح من لمحات استقرار نفس الضاري وصفائها، وهي
نعمة وزعها الخالق جل وعلا على ذوات الأكباد الرطبة بجرعات متفاوتة ومحسوبة! الإنسان
في قائمة ذوات الأكباد.
ذلك الأسد الذي ربما
شاهده الكثيرون، رأيناه يضم صغير البقر
إليه،ويدافع عنه، ويحنو عليه، تماما كما لو أنه صغيره. هذا الصغير تمكن من ركوب الجناح
الرفيع الواهي لنفحة رحمة وصفاء نفس الضاري، فتخطى بذلك جبل الغريزة وبركانها الذي
يضطرم بعنف في عيني الأسد وبين فكيه.
حيوان لم يقرأ
شعرا، ولم يرتل كتابا سماويا، ولم يستمع لوصايا أنبياء ورسل، تنصفه أخيرا الأفلام
الوثائقية، وتضعه في المكان الذي يجب أن يكون فيه؛ أعلى بكثير من كثير من الناس!
وعلى الجانب الآخر نرى طوابير المفضوحين المتعرين من قارئي الكتب السماوية، وربما
حفاظها، يمارسون حرفة قطع الرؤوس الآدمية على إيقاع الشعر البليغ وتراتيل آيات
الله ووصايا رسله!
"الكبر
والعناد" مخلوط شيطاني قدر الله أن يطهر ذلك الحيوان الضاري منه؛ فحنا على
صغير فريسته وطريدته، ولم يمسسه بسوء!
ذات المخلوط
الشيطاني هو المسؤول الأول هذه الأيام عن أعراس وكرنفالات القتل والتحريض عليه؛
بدءا من فتاوي المضلين، وانتهاء بالتشجؤ والفساء الإعلامي المقزز البشع الكريه!
مزيج الكبر
والعناد، هو مركب يستمد عناصره الشيطانية من ثقافة وبيئة منحرفة، حيث يتعقد هذا
المعنى الشرير، ويتحول في نفس صاحبه إلى مركب مادي كيماوي، يحدث أثرا فسيولوجيا
كبير الشبه بما تحدثه المنشطات البدنية والمؤثرات العقلية الضارة لدى متعاطيها.
الذي اقتحم أول
أمس بيت سلوى بوقعيقيص العائدة لتوها من ممارسة فعل اجتماعي نبيل، وهو التصويت
لمجلس البرلمان، وفجر رأسها، ومزق جسدها، لا يمكن إلا أن يكون مجرد آلة قتل صماء، جردها
مزيج الكبر والعناد من أي علاقة لها بذوات الأكباد الرطبة. هذا المزيج هو ذات
المزيج الذي يتعاطاه الآن كل ممارسي القتل، سواء منهم من تدثر بنبيل ما يدعيه من أيديولوجيا،
أو ذلك المسكون بأي نوع من أنواع الفوبيا.
إن من يحرض على
القتل، أو يقوم باقتراف قتل مخلوق وضعته الأقدار بين يديه كما وضعت صغير البقر بين
فكي الأسد، هو ليس إنسانا، بل ليس حيوانا، هو مخلوق آخر.
كثيرا ما أتصور أن
التصنيف والفرز الختامي لساكني الجنة والنار، يبدأ من هنا، حيث نحن!
هل أستطيع أن أسمي
صنف القتلة من البشر كائنات جهنمية يتم فرزها حيث هي الآن؟!
محمد عبد الله الشيباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق