الثلاثاء، أكتوبر 28، 2014

موسى ابراهيم والنفخ في الرميم

موسى ابراهيم، والنفخ في الرميم !

إن الخطوط الحمراء التي تجاوزها، بل حطمها القذافي خلال عقود دكتاتوريته واستبداده، جعلتني حقا أكره القذافي حتى النخاع؛ بيد أن هذا لم يجعلني أكره من هم حول القذافي ممن لم يدفعهم تأييدهم له إلى درك ارتكاب الموبقات، وفي مقدمة هذه الموبقات بالطبع؛ قتل النفس الذي أدمنه القذافي !

موسى ابراهيم ذلك الشاب الذي يحمل الدكتوراه من أوربا، حيت درس، وعاش بين الأوروبيين المتفتحين المتنورين، وتعلم لغتهم، وامتزج بهم نسبا، هو أحد هؤلاء الذين ظهروا حول القذافي مؤخرا.

يعجبني حقا موسى ابراهيم؛ حضورا، وحسن بيان، وجودة لغة؛ عربية، وأجنبية. كما يعجبني غيره من مثقفين وحقوقيين كبار ظهروا أيام الحرب بين الحاكم وشعبه، وكنت حقا مشدودا ومعجبا ببعضهم.

ولكن العجيب حقا أن الرجل منهم يتكلم ساعة إلا خمس دقائق، ولا أرى في كلامه ما يعيب، وأحسب أن الخمس دقائق الأخيرة من ساعته ستكون تأكيدا وتلخيصا لجميل وبليغ ما تحدث به؛ إلا أنه فجأة ينسى كل ما قاله، وربما ما يقوله خارج الأثير مع نفسه وعائلته وخواصه، ثم ينخرط في نوبة تمجيد ومدح وتبرير لما يفعله القائد المنافح عن جماهيريته وكتابه الأخضر ونظريته العالمية الثالثة، وسابع ابريله، وكذا تقتيله لشعبه في حربه الناعمة والساخنة كلتيهما !

وعند ذلك ليس لي إلا أن انخرط أنا أيضا في سؤال نفسي السؤال المكرر: لماذا هؤلاء المثقفين المتنورين يدافعون عن كتلة الظلام؛ القذافي؟! بل لماذا هذا التحول المفاجئ في مسار حديثهم، وأحيانا بدرجة 180.

كلهم يعلمون تمام العلم أن القذافي مستبد ودكتاتور، وأنه أناني حتى النخاع، وقد يقتل من أجل كل ذلك، وهو بالفعل أقدم أكثر من مرة على قتل أقاربه وأبناء عمومته بسبب أنه شم بعض دخان الخروج عنه ومعارضته. حقا إن الخوف من القذافي والطمع فيه أعمى هؤلاء المتنورين والمتفتحين ، وزينوا للقذافي سيئ فعله، فأسقطوه، وسقطوا معه.

الخوف والطمع قد يكون له ما يبرره وأنت تفعله مع حي، ولكن امتداد التقديس والتبجيل لطاغية قتله ظلمه، واجتمع أهل الأرض والسماء عليه، فإنه حقا غير مبرر !


صاحبنا موسى إبراهيم هذا، وفي المؤتمر الأول لما يعرف بالحركة الوطنية الشعبية الليبية، ظهر كما لو أنه في حضرة القذافي، ولم تسقط من قاموسه  الخشبي الجماهيري القديم أي كلمة !

ذات مرة ، وخلال زمن الثورة على القذافي، سمعت موسى ابراهيم يتكلم عن تقنية سيكولوجية التأثير الإعلامي  في نفوس الناس، وكان آنذاك يستخدم هذه التقنية من أجل الفوهرر  القذافي، وبررت له ذلك !

سقط الفوهرر وتلاشى ماديا ومعنويا، ولكن موسى ابراهيم، ظل يجتر القديم، وينفخ في الرميم !

لا أدري من يستهدف موسى ابراهيم بدعاية فجة لكائن ذوى وانتهى وتلاشى !

هل هذا الخطاب السياسي المتحجر،  سيلقى من يستمع إليه من الليبيين الذبن سمم القذافي أسماعهم بنفس هذا الكلام، حتى كان ذلك سببا في سقوطه!

هذا الخطاب سينسف كل أمل في جمع الليبيين على طاولة حوار واحدة، وقطعا لن يعيد القذافي ولا الجماهيرية التي يمارس موسى ابراهيم ومن حوله النفخ في رمادها، وذلك في محاولة يائسة منهم من أجل إعادتها لليبيين المساكين حتى تأكل ما تبقى من أعمارهم !

ليست هناك تعليقات: