الخميس، يوليو 21، 2011

دوار صعلوك جهنم


دوار صعلوك جهنم

حِلمُ الله، ووساوس إبليس وتلبيساته، وخمر الشباب، وضربات الحظ، ونفاق الأقارب والأصحاب، ودهاء ومكر الأغراب، وفتنة المال والولد، وهرمون الكبر منفلت الصمام، وبساطة وبراءة وسذاجة الليبيين، وربما أشياء أخرى لا أعرفها، شكلت جميعها خيوطا نسجت للقذافي أرجوحة احتضنته وهو في مقتبل العمر، عندما كان قادما للتو من بادية سرت، وغبار رمال قريته"جهنم" لم يزل عالقا ببزته وحذائه العسكري الخشن.

مَن ذا يتوقع ممن قضى ثلاثة أرباع عمره متأرجحا في أرجوحة كهذه أن لا يصاب بدوار يقلب الدنيا أمامه رأسا على عقب، فيرى الأبيض أسود، والخير شر، والظلم عدل، والاستبداد تحررا وانعتاقا، بل ربما يطال هذا الدوار جينة صاحبه، فيحدث فيها تغييرات جوهرية، تجعل من كيانه الإنساني كيانا آخر غريبا.


وإذا كان أهم الأعراض الفسيولوجية للمصاب بالدوار، أي دوار، هو ظهوره على حالة غير سوية في مظهره وحركته، ونظرته، وكلامه؛ فإن صعلوك جهنم، القذافي، ومنذ أن ابتلعه هذا الدوار، لم يره الناس على حال سوية أبدا.  


أدمن صعلوك جهنم التقيؤ، أحد أهم أعراض مريض الدوار، وإن كان هذا التقيؤ في صورته اللفظية الكلامية، إلا أنه أشد وطأة على المستمع، وأدعى لتقززه من سماع سعال وجشاء المتقيء المصاب بالدوار العادي، ورؤية ما يقذفه من فيه.

 كان صعلوكنا القرصان يتأرجح أمامنا في كل اتجاه، عابثا بدفة السفينة التي نركبها جميعا، ولم يستطع أي منا الاقتراب منه وإيقافه عن عبثه، وذلك لما استحوذ عليه هذا القرصان من أسلحتنا المعنوية والمادية.

وبلغ هذا الدوار صورته الكاملة وعنفوانه الأقصى عندما عمد إلى المعنى المعجمي لاسم صعلوك جهنم، معمر، فنسخ معناه القديم المعروف، وقلبه إلى معنى آخر معاكسا تماما لمعناه الأول، فصار المعمر مدمرا، واكتملت بهذه الخطوة كل ملامح هذا الدوار ومعالمه المرعبة.


وضعت ليبيا حسب التصنيف الإلهي الرحيم ضمن منطقة الكوارث، وذلك بسبب خضوعها لسيطرة صعلوك جهنم، ولعبت بركة الله وعنايته دورا كبيرا في إنقاذنا من مخططات مهلكة كثيرة خطرت على بال هذا الصعلوك الذي حاول مرات عديدة الزج بنا، وتعريضنا لكوارث خطيرة جدا، كان للطف الله وسلبية الليبيين الإيجابية أثرا واضحا في تلافي هذه الكوارث والنجاة من هولها.
         

مللنا هذه السلبية، ونحن نرى العالم من حولنا يتغير ويتطور سريعا، وحسبنا أن القرصان قد أوهنته شيخوخته، وطالبنا بأن نكون كجيراننا شرقا وغربا، ننعم بالحد الأدنى من وجبة الديمقراطية التي يشترطها خبراء الصحة الحضارية، ويعتبرونها الخطوة الأولى على طريق بناء أنفسنا حضاريا، غير أن القرصان وإن أوهنته شيخوخته، إلا أن مفعول دوار صعلوك جهنم الذي أصابه منذ عقود طويلة لا زال مسيطرا عليه، قالبا في عقله وعينيه كل شيء، ولدرجة جعلته يرى ستة ملايين ليبي يقولون له سئمناك ارحل، كعددهم جرذانا.

 حاضن فيروس دوار صعلوك جهنم يعيش الآن أخطر مراحل حياته، وذلك بتمكنه من تنشيط هذا الفيروس وتطويعه حتى أصبح معديا لأعداد كثيرة من الناس الداعمين للقرصان الذي يدفع السفينة الليبية ومن فيها نحو منطقة أعاصير سوف تجعل من السفينة أثرا بعد عين. لا قدر الله.

أوقفوا القرصان، صعلوك جهنم.

قوا أنفسكم وأهليكم فيروس دوار صعلوك جهنم.

محمد الشيباني
  aa10zz100@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: