الاثنين، يوليو 09، 2012




المولود الديمقراطي الليبي البكر؛ حدثٌ دهريٌ كوني!

سكت الكون والدهر طويلا، ولم يبح ضميرهما بأي خبر مهم مفرح يتعلق بالشأن الليبي، ولكنهما يقومان الآن بإعداد اللمسات النهائية على البيان الدهري الكوني الرسمي الأول، والذي تسربت بعض بروفاته، وفيما يلي نصها:


" في اليوم ........، من الأسبوع الثاني من شهر يوليو من العام الثاني عشر بعد الألفين بالتقويم الميلادي، وعلى بقعة من الأرض تعرف بليبيا، يسكنها حوالي الستة ملايين من الناس المعروفين  بالليبيين، وُلــد  الابن  الديمقراطيالشرعي الأول: المؤتمر الوطني! ".

ونظرا لأهمية هذا البيان وخطورته، تتزاحم الأقلام وتتصارع، ويتحامل مدادها ويتدافع، من أجل نيل شرف المساهمة في صوغ حروف وكلمات هذا البيان.

ولئن أظهرت الصورة في مقدمتها القلم والمداد، إلا أن في خلفية هذا المشهد الكوني الصاخب الكثير من المحتفين المتزاحمين، والذين يمثلون في مجموعهم جوهر الحياة التي نعيش، والذين يتلهف كل واحد منهم على أن يكون في المكان اللائق به من هذا الحدث التاريخي العظيم.

ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر:

الحرية: تنتصب الحرية في قلب المشهد، ولأول مرة في حياتها تخلع الحرية عن وجهها المشرق الجميل ثوب الحداد، وتبتسم ابتسامتها الحقيقية غير المزيفة، باعثة في نفوس قوافل الناخبين الثقة، ونازعة من صدورهم كل خوف من حاكم متسلط أجبر الحرية خلال العقود على أن تتسمى بالاسم الذي يريد، وأن تظهر بالمظهر الذي يحب، وأن تبتسم ابتسامة مزيفة كابتسامته الخبيثة الماكرة الغادرة.

الكرامة: وبين يدي الحرية وفي حضنها الرحب، تتربع الكرامة، مشيرة بذلك إلى الارتباط العضوي الشرطي بينهما، ومشيرة أيضا إلى أن الكرامة لا تتحقق وصوت الناخب مجرد رقم بارد على رف يدفنه الغبار في مخزن قمئ في أحد مقرات المؤتمرات الشعبية سيئة الصيت.

العدل: يقف العدل في قلب المشهد المهرجاني شامخا مرفوع الرأس، بعد أن ظل الدهر كله مطأطأ الرأس معقود اللسان، يحركه الدكتاتور بخيوط المكر والخديعة، فيقول زورا، ويفعل ظلما، حتى بدا مسخا لا قالب له ولا قوام.

الحضارة: في مكان المصباح من المكان، أخذت الحضارة مكانها في صورة المشهد الاحتفالي الليبي الرائع، مشيرة بفعلها هذا إلى تحفزها من أجل أن تهدي إلى ليبيا الجديدة أعز ما لديها من منتجات، كمثل الأمن، والعلم، والغنى، والعافية، والنظام، وغيرها من منتجات حضارية تعطل قدومها طويلا،  بسبب تعسر المولود الديمقراطي البكر.

هل يا تُـرى يعي جموع الليبيين معنى هذا الحدث الدهري الكوني الذي اجتمع لأجله هذا الحفل الكريم؟!

آمل ذلك!

محمد عبد الله الشيباني

ليست هناك تعليقات: