السبت، أغسطس 25، 2012


الميتون سكان الأضرحة والقبور، والمعربدون ناشرو المخدرات والخمور!

لا خلاف في أن أي مظهر ينكره الشرع والعرف والقانون يجب محاربته وإزالته، ولكن بشرط استخدام الآلة الذكية والمشرط الدقيق، وتغطية كل ذلك بغطاء قانوني محكم.

المشرط الدقيق والآلة الذكية يزيلان الورم بدون ألم يذكر أو أضرار جانبية، والغطاء القانوني يؤمن تقليل الأضرار الجانبية لأية عملية مهما بلغ خطرها إلى المستوى الأدنى!

البلدوزر في مسجد الشعاب أمام الملأ وفي وضح النهار هو بالتأكيد آلة غبية وعمل مستفز، وذلك مهما بلغ ذكاء من يقود البلدوزر وتدينه، ومهما بلغت شرعية العمل الذي يقوم به.

كان بالإمكان إزالة قبر الشعاب بمطرقة وإزميل صغيرين رشيقين، وبدون خسارة ما للمكان الذي يضم الضريح، ومن غير ضجيج يذكر.

هذا من جانب، أما من الجانب الآخر فأيهما ألح إجراء وأشد خطرا وأجدر بالهدم والاقتلاع قبر ميت شبع موتا، أم معارض بيع الخمور والمخدرات المتبرجة أمام الملأ في وضح النهار، وفي مكان بارز يقع غربي مسجد الشعاب، ولا يبعد عنه سوى بضعة كيلومترات!

أرجوكم إذا قررتم أن تزيلوا المنكر المعربد من مخدرات وخمور وغيرها، فلا تكرروا الخطأ، وتستخدموا البلدوزرات، ولكن استخدموا من فضلكم الآلة الذكية والمشرط الدقيق، ولا تنسوا الغطاء القانوني المسربل.

عابد الضريح، وتاجر المخدرات هما عرضان لأمراض خطيرة تنخر نخاع المجتمع، كما أن ركوب بلدوزر وهدم واجهة مسجد في وضح النهار وبدون إذن أحد، ودون الأخذ في الاعتبار مشاعر أحد، هو أيضا عرض لمرض خطير يعبث بنخاعنا.

ماذا لو كان حول ضريح الشعاب من يخالف وجهة نظر سائق البلدوزر، وأحس باستفزاز ما من قبل هذا السائق ومرافقيه.

إنه من السهل في أوضاع كهذه أن تكلف إزالة الضريح ثمنا باهظا جدا!

الأمر نفسه سوف يحدث لو توجه البلدوزر وسائقه لأوكار بيع الخمور والمخدرات.

انتظرنا طويلا من أجل تغيير أوضاعنا السيئة، وما أكثرها. أفلا ننتظر قليلا من أجل حسن إزالة هذه الأوضاع بآلة ذكية ومشرط دقيق.

الجميع يعرف ذلك، ولكن يبدو أن الطبع يغلب التطبع!

محمد عبد الله الشيباني









ليست هناك تعليقات: