الأربعاء، نوفمبر 07، 2012


بيان مجلس شهداء ليبيا

عقد عشرات الألوف من شهداء ليبيا اجتماعهم الأول غداة تشكيل أول حكومة ديمقراطية ليبية، وقبل قيام أعضاء هذه الحكومة بحلف اليمين القانونية، وأصدروا البيان التالي:

في كل بقعة من أديم وطننا الواسع الممتد سال فيه دم كل واحد منا، وفي كل مكان ضم رفاتنا، اجتمعنا نحن أرواح شهداء ليبيا، وذلك للتذكير والتأكيد على ما يلي:

1 ــ لم يترك أي منا وصية لأحد بتمثيله أو التكلم نيابة عنه، وبأن وصيتنا الوحيدة هي: لا ثمن لدمائنا غير تحضر بلادنا.

2 ــ  تحضر بلادنا يعني انعتاقها نهائيا من قيد أي طاغوت كبير بحجم رئيس جمهورية، أو صغير بحجم موظف خدمة محلية.

3 ــ  تحضر بلادنا يعني تحقيقها لمؤشر رضا اجتماعي متميز تعويضا لأهلها عن كل ما كابدوه من مشقة الدهور.

4 ــ نشهد ونؤكد ونجزم بأن شرف الثورة على الطاغوت شارك فيه كل الليبيين بحصص متساوية، ودليل ذلك انتشار دمنا ورفاتنا على امتداد تراب الوطن وفي كل ناحية منه.
     
5 ــ نعبر عن تبرؤنا واستنكارنا الشديد لكل من اتخذ من أسمائنا شعارا خص به نفسه أو قبيلته أو سوغ به أي عمل من أعمال العنف والسطو والتعذيب والتكبر والاستعلاء على أي مواطن ليبي.

6 ــ نعلمكم يا أبناء وطننا بأن ربنا جل وعلا نزع من قلوبنا كل غل نحو ظالمينا من أبناء وطننا وديننا، ولولا ما يفصل بيننا وبينكم من مدى برزخي لرأيتم أيدينا وهي تصافح مواطنينا.

7 ــ ولأننا نحن أولياء دمنا نعلمكم بأننا متنازلون عن حقنا مقابل تصالحكم ومسامحة بعضكم بعضا.

8 ــ يا ليتكم تعلمون يا من تمزقون سكون الليل بأصوات بنادقكم ومتفجراتكم فترعبون بذلك طفلا غفا أو مريضا عن دائه سها بأننا نحن الشهداء سكان البرزخ أكثر توجع وتألم بما ترتكبون، وأننا جميعا لذلك غائظون.

9 ــ يا ليت كل من لا يزال يرتدي ثوب الحرب المشئومة بعدما وضعت أوزارها، ويعيد إلى الذاكرة أحداثها المروعة أن يقلع عن ذلك فورا؛ فيقوم على الفور بتثبيت لوحة سيارته في مكانها، ويهذب ويشذب لحيته، ويطرح جنبا شعارات الحرب والمواجهة، ويستعيظ عنها بأناشيد السلم والبناء، وتراتيل الحب والود والصفاء.

10 ــ يا ليت كل من لا يزال يحن إلى أصوات الرصاص، ويصر على تسمية نفسه ثائرا أن يعلم أن الثورة بلسم وعلقم، وأن الإسراف في تعاطيها والإدمان على هذا العلقم ينهك الجسم ويفنيه عوضا عن أن يبنيه ويقويه.

11 ــ المجالس العسكرية ومجالس الثوار ومن هم على شاكلتهم هي كائنات وأجسام متطورة، وأن الإصرار على بقاء هذه المجالس متخندقة هو موت سريري لها، وأن عليها أن تبحث عن نفس حياتها تحت قبة البرلمان وفي إحدى ضفتي الصرح الديمقراطي، إما حاكمة أو معارضة.

12 ــ يا أعضاء أول حكومة ديمقراطية عبر تاريخ ليبيا كله، حري بكم أن تعلموا أن أسماءكم المبتلاة قد حواها سجل جينز الإلهي، ولله المثل الأعلى، وأن تاجا بثقل أرواح أزهقت وأمهات أثكلت وزوجات رملت وأطفال يتموا ومقدرات بلد أهدرت سوف يرفعكم إلى أعلى عليين أو يهبط بكم إلى أسفل سافلين.

وفي الختام اسمحوا لنا يا أعضاء الحكومة أن نقترح القسم التالي لأول حكومة ديمقراطية نحن من دفع أبهظ تكاليفها:

" نقسم بالله ذي الملك والملكوت الذي قهر الطاغوت أن لا نطغى ولا نساعد في بناء طاغوت ".

انتهى.

مع اعتذاري إلى كل شهيد وترحمي عليه.

محمد عبد الله الشيباني

ليست هناك تعليقات: