الأحد، مايو 26، 2013

ساعدوني في عنونة هذا المقال


ساعدوني في عنونة هذا المقال؟

1 ــ معلومة بسيطة، تدفع كوارث محيطة!
2 ــ درء جسيم الأخطار ببسيط التذكار!
3 ــ my mistakes!
4 ــ أخطأت، ولكنني أرشدت فأنقذت!
5 ــ المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين!
6 ــ كتمان خطئك الفردي، خرقٌ لمركبنا كلنا وإغراق لنا جميعا!
7 ــ هذا ما ينفع الغافلين من سجل المبتلين!
8 ــ كلنا خطاءون، وخيرنا من بخطئهم يصرحون!
.......................................
............................................... الخ

كلما شاهدت أو سمعت معلومة مثيرة، وخاصة تلك المؤذية الخطيرة، تحدثني نفسي بضرورة تدوينها ونشرها وإعلام الناس بها، وذلك رغبة مني في عدم تكرار الخطأ ودفع الأذى ودرأ الضرر والخطر عن أولئك الغافلين المساكين الذين قد تنقذ حياتهم مجرد حكاية تطرق أسماعهم أو معلومة مقروءة تتضمنها أي من وسائل الإعلام والإرشاد المعروفة؛ بدءا من مطوية بسيطة، وانتهاء بإعلان تلفزي.

وبكل أسف، ولقلة حيلتي، لم افعل أكثر من التحدث بذلك إلى نفسي، أو إلى الدائرة الصغيرة من سامعي، أو على الأكثر تضمين هذه الفكرة من حين إلى آخر فيما أكتبه من مقالات طغت على معظمها الثرثرة السياسية البائسة التي أكلت أعمارنا ونغصت جلساتنا، ولم نجن منها سوى شوك السياسة وحصرمها.

نعم حدثت نفسي أكثر من مرة بضرورة إيجاد طريقة ما توصلني بأرشيف وسجلات أقسام الطوارئ بالمستشفيات وحتى محاضر مراكز الشرطة وغيرها، وذلك من أجل تجميع ما تعرض له الكثير من الناس من حوادث سببها الغفلة، ونتائجها في غاية الضرر والإيذاء.

أستطيع أن أتذكر تلك الحادثة التي قدحت زناد اهتمامي بهذا الموضوع، وهي حادثة لم أشهدها بنفسي وإنما حدثني بها زميلُ عملٍ منذ أكثر من خمسة عشر عاما مضت، وملخصها هو وفاة أحد معارف زميلي هذا بسبب اختناقه بأبي بريص صغير وجد طريقه إلى حلقه عبر خرطوم بلاستيكي اتخذته هذه الحشرة مسكنا لها، واستخدمه صاحبنا الغافل المسكين لنقل الوقود من صفيحة البنزين إلى خزان السيارة بالطريقة التي يقوم الكثيرون منا بها عندما ينفذ وقود سياراتهم بعيدا عن محطات البنزين، حيث يقومون بإحضار البنزين في صفيحة، ويستخدمون الخرطوم لنقل البنزين من الصفيحة إلى خزان السيارة بعد رشف البنزين بواسطة الفم، ثم وبفعل الجاذبية ينتقل السائل إلى خزان الوقود.

لم يتمكن الضحية صاحب صديقي المذكور من إتمام مهمته وصب البنزين في محرك سيارته، وذلك لأنه عند قيامه برشف البنزين دفع البنزين أبا بريص إلى فم صاحبنا ومنه إلى حنجرته، حيث أجريت للمختنق عملية جراحية طارئة انتهت بموته وإخراج أبي بريص حيا.

السبب المادي لوفاة الرجل هو أبوبريص، ولكن السبب المعنوي الذهني هو فراغ ذهن الرجل من معلومة إرشادية بسيطة زاحمتها في وسائل إعلامنا الجماهيرية البائسة السابقة جبال مقولات الكتاب الأخضر، وأخبار فعاليات قائد عصر الجماهير التي تشرب بها الورق واكتظ بها الأثير!

أجسام خطيرة كثيرة غير تلك السحلية تتسلل في غفلة منا إلى حناجرنا ومجاري تنفسنا، من مثل المشابك الحديدية والدبابيس ومغلفات الحلوى والشيكولاته، وغيرها، والتي قد تسبب ما سببته تلك الحشرة.

أما جديد سجل المبتلين الذي يجب أن يعلمه الغافلين، فهو ما حدث لي شخصيا هذا اليوم، والذي كان حافزي المباشر إلى كتابة هذه السطور التي أرجو أن يعلمها غيري فلا يمزق سكين لوحة السيارة بنطلونه، وربما فخذه!

أجل فعند مروري هذا الصباح في أحد شوارع العاصمة ملتمسا طريقي بصعوبة ما بين سيارتين متوقفتين على الرصيف، واضطراري إلى الاحتكاك بإحداهما بسبب ضيق المسافة التي تفصل بينها وبين أختها الواقفة أمامها، مزقت الحافة الحادة الحرة للوحة السيارة بنطلوني أو سروالي، وأحدثت هذه الحافة قطعا في ذلك البنطلون الشتوي الغليظ بطول خمسة عشر سنتيمترا أعلى الركبة. وبفضل الله وحفظه لم تصل حافة السكين تلك إلى ما هو أبعد من القماش؛ أنسجة اللحم وشرايين الدم!

أعلم أن الذي حدث لي قد يحدث لكثير غيري، حيث يمر الألوف في مدن بلادي كل يوم ما بين سيارتين بالوضعية البائسة التي ذكرت، ولكن الذي لا أعلمه هو ما إذا تجاوز الأمر حد تمزيق وقطع السراويل إلى تمزيق الانسجة اللحمية والعروق؛ فشدة القطع التي أحدثتها الحافة الحرة للوحة السيارة المذكورة في سروالي الغليظ جعلني أبالغ في توقع عظيم الضرر الذي يحدثه ذلك في حالة ما مر طفل يجري بخطى أسرع من خطاي الواهنة البطيئة! أو في حالة مرور سيدة ترتدي لباسا أخف نسيجا من نسيج بنطلوني الشتوي الغليظ، أو في حالة ما مر شاب معربد ممن يرتدون تلك السراويل الصيفية القصيرة المنتشرة!

عندما تبينت ما فعل بي سكين لوحة السيارة رجعت لأتفحص الأمر وأعرف السبب؛ فوجدته ذلك الذي ذكرت: الحافة الحرة الحادة للوحة السيارة المتوقفة، ولا شيء غير ذلك!

السبب الذي جعل هذه اللوحات تشهر سكاكينها الحادة، هو عدم توفر مجال يسعها في جسم السيارة حيث أُريد لهذه اللوحات أن توضع. ولحل هذه المشكلة وتلافي أذاها يجب العمل على إيجاد المجال الكافي الذي يسع اللوحة المذكورة، كذلك المجال المتوفر للوحة الخلفية، أو، وهو الأسهل، القيام بتني حواف اللوحة وتقويسها وإخفاء النهاية الحادة لها حتى يأمن المحتك بها شرها.

هكذا إذن، فما بين حكاية أبي بريص القديمة، والحكاية الجديدة لحافة لوحة السيارة، ابتعدت بكم في هذا المقال كثيرا عن حديث السياسة الذي أدمناه، وهو ما جعلني أقرب إلى مشاكلنا المعاشة اليومية الكثيرة، بل ربما جعل حديثي هذا على بساطته أكثر فائدة وأعظم نفعا من أحاديث السياسة المكررة الممجوجة.

ولعموم الفائدة أدعو كل من له القدرة والدراية إلى تجميع ونشر ما أمكن من حكايات تشابه الحكاية التي ذكرت، وهي حكايات كثيرة وخطيرة وثمينة، كيف لا وقد كلف عدم معرفتها بعضنا حياته كصاحب أبي بريص المذكور!

يمكن نشر هذه المعلومات والتنبيهات الخطيرة جدا؛ إما على هيئة كتب أو مطويات إرشادية، أو إعلانات تحذيرية، أو حتى إنشاء مواقع نتية وحسابات تواصل اجتماعية، يمدها ذوو التجارب بما حدث لهم، أو بما سمعوه عن غيرهم، وهو ما يؤمن عدم تكرار الخطأ، وتجنب الخسارة المكررة بعدد أفراد طابور الغافلين.

يزيدني حماسا لفكرة كهذه ما علمته من أن أحد الأطباء الغربيين عنون كتاب سيرته الذاتية بالعنوان"   .‘’my mistakesأجل فأخطاء ذلك الطبيب الأمين تبرع بها لمن هم حوله، تبرأة لساحته، وإفادة لغيره.

نحن أخطاؤنا أكثر، وهي بالرصد والنشر أجدر، ولعل تبرعنا بها يكسبنا إضافة إلى حسنات إرشاد الغير، تكفير ما كان منا من غفلة وتقصير.


 محمد عبد الله الشيباني
Aa10zz100@yahoo.com




ليست هناك تعليقات: