السبت، يونيو 01، 2013

شاركونا فرحنا

شاركونا فرحنا، أو يقتلكم حمقنا!

البارود قوام كل سلاح ناري، وأثره الفتاك متعدد الوجوه؛ فوجهٌ حارق للجسم، ووجه ممزق له، ووجه يقذف بموجة صوتية مرعبة تتزلزل وتنخلع لها القلوب، وذلك قبل تزلزل المباني وانخلاع أساساتها وأعمدتها ونوافذها وأبوابها.

سفهاؤنا، بسبب وبدون سبب، وخلال ساعات الليل وأوقات النهار، حولوا أماكن سكننا الوادعة الآمنة إلى ساحة حرب،  يعربد فيها بارودهم المرعب المزلزل للقلوب الناشر للخوف والفزع.

يجبرنا هؤلاء السفهاء الحمقى المبذرين المسرفين على الانسلاخ من فراش نومنا مرعوبين، وذلك لنشاركهم نوبة فرحتهم وضحكهم المخزية، وهم يطلقون تلك القنابل الصوتية المرعبة الممزقة لسكون الليل، العابثة بمشاعر الناس، المهددة لحياتهم.

لا يعلم هؤلاء الحمقى بما يحدثه صوت قنابلهم من ضرر صحي نفسي وبدني فادح في الكثير من الناس، وخاصة أولئك ذوي القلوب المعتلة والأمراض الخطيرة. ولو تأتّى لنا الاطلاع على سجلات أقسام الطوارئ بالمستشفيات لوجدنا هناك الكثير من الحالات الحرجة وربما المميتة التي سببها الرئيسي حاجة سفيه أحمق إلى الضحك والفرفشة في جوف ليل، ولو كان ثمن ذلك حياة إنسان وادع بريء!

بعد منتصف الليل، بل وقبيل الفجر بساعة، ودون أي واعز من دين أو قانون أو ضمير، وفي انتهاز فاضح لما عليه حالة الدولة، تنفجر بالقرب منا دون أي مقدمات قنابل صوتية مرعبة، وأتصل برقم البلاغات 1515، وبعد طول انتظار يجيبك صوت لا يملك إلا عبارة فارغة مكررة: سنبلغ الجهة المختصة. القنابل تستمر، والرعب والفزع ينتشر، وكأن البلاغ عن الحالة، تأجيج لها وإطالة!

لابد من إنشاء لجان حي مهمتها تلقي شكاوي سكان الحي من أية مخالفة أو مضايقة يتعرض لها الحي؛ بدءا من الأفعال السمجة للصبيان، وانتهاء بما يقوم به بعض الكبار الصبيان من أفعال، كتلك التي يغلفها هؤلاء السفهاء بثوب الفرح وباطنها مشحون بالضرر والأذى لأولئك المساكين الذين لا يروق لهم، بل يقتلهم ذلك الضحك الإجباري المستلِّهم من هجعة أحرزوها بمشقة بعد طول أنين، وأكثر من قرص من البروفين!

كل انفجار من مثل الانفجارات التي ذكرت إنما هو صفعة ساخنة على وجه مدعيِّ الثورة الملوحين بمظاهر القوة على هيئة شعارات يرفعونها، أو أسلحة يحملونها. ذلك أن المجاهرة بارتكاب الآثام والإمعان في مضايقة الناس لهو قبل ذلك استهتار صارخ بالسلطة القائمة التي يدعي أصحاب الكتائب أنهم رجالها وحماتها.

شاركونا حمقنا ونوبات سفاهتنا، أو فلتموتوا؛ بنوبة قلبية، أو بارتفاع ضغط، أو باضطراب سكر، أو حتى بانتكاس حالة سرطان! كل هذه الحالات قد تسببها قنبلة ضحك لسفيه أحمق أخرق!

هذه الجريمة، نشر الرعب والخوف والفزع، تتم كل فصولها على مرأى ومسمع الجميع؛ فالقنابل الصوتية تباع للجميع، حتى الصبيان، وإطلاق هذه القنابل يتم في النهار والليل مصحوبة ببركان من النار وجبل من الصوت وأكداس من العربدة والوقاحة والمجاهرة بالأذى و(بَزْ) العيون!
                                                        
ولكن (هل هذا حد السو)؟! كلا. قمت ببث شكواي إلى من حولي. لم يبد بعضهم كثير مبالاة!! هذه هي المأساة!

حسبنا الله ونعم الوكيل!

محمد عبد الله الشيباني
Aa10zz100@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: