الاثنين، سبتمبر 23، 2013

غثيان!

غثيان!

الغثيان الذي تسببه متابعة الإعلام المصري هذه الأيام لا يسلم منه أحد، ولو أنه بالغ في لجم ردات فعله، وثبط محفزات القابلية للتقزز والغثيان لديه. ومهما حاولت افتراض حسن النية لدى الكثير من إعلامي القنوات، وخاصة منهم مديرو اللقاءات والبرامج الموجهة لتبرير انقلاب السيسي، تجدهم يصرون على اقتراف القرف، وحقن المشاهد بجرعات مركزة مفرطة من مركب الغثيان الذي تم تطويره مؤخرا في مراكز بحوث صناعة القرف الإعلامي المصري الموسوم بلوغو ماركته التجارية الشهيرة: الحرب على الإرهاب!   

مذيعة السي بي سي رشا نبيل، وهي تحاور جراح القلب العالمي المصري مجدي يعقوب، آثرت بمكرها الإعلامي الرخيص أن تأتي بسؤالها الأخير المحتوي على أكبر جرعة غثيان إعلامي في ختام المقابلة الطويلة المرهقة مع هذا الرجل الذي جاوز الثمانين من عمره أو شارف.

رشا تسأل: ماذا تتصور أن يكون عليه رئيس مصر القادم؟

مجدي يجيب: رئيس مصر القادم يجب أن يكون قريبا من الشعب متحسسا لأوجاعه قادرا على نظمه في عقد واحد.

رشا تسأل: هل تتصوره شابا أم كهلا أم ماذا؟

مجدي يجيب: المهم هو قدرته على إلهام الناس وإقناعهم بالمكان الذي يقودهم إليه.

رشا بلغة حواس مشبوهة مفضوحة تكرر السؤال: من تتصور أن يكون ذلك الرجل؟

مجدي وهو يهرب من مراودة رشا المركزة يجيب: لا يهم الاسم ولا الشكل ولا السن؛ الذي يهم هو صلاحية وقدرة هذا الرئيس على امتلاك قلوب مواطنيه دون استثناء، واعتبار المواطن، أي مواطن، هو اللبنة التي لا يقوم صرح الوطن إلا بها.

رشا، وهي تعلي جرعة مراودة الرجل العجوز تصر وتسأل: لدينا رجل تنطبق عليه هذه الصفات!

مجدي يضع عينيه في الأرض خجلا وربما غثيانا ويجيب: أنا رجل أقضي كل وقتي في قراءة علوم الطب، وأعتبر نفسي جاهلا سياسيا، ربما غيري من يحسن الإجابة عن هذا السؤال.

رشا تغلق الأبواب وتنزع كل ما عليها من أنيق الخطاب  وتسأل: إيه رأيك في الفريق السيسي بقــــى؟!!!

مجدي يقطع كل حبال أمل رشا في تخدير جراح القلوب، ويصر على عدم مشاركة رشا عهرها الإعلامي بالترويج المجاني لجنرال نهم متهور.

وتنتهي الحلقة بانتصار العقل الديمقراطي الحر المفتوح على عقل رشا الذي صنعته جيناتها ومورثاتها الاستبدادية الفرعونية المخجلة!    

ولأنني نلت من ذلك الغثيان ما نلت، ففي ترجمتي للحوار قد تصرفت، إلا أنني رشا ما ظلمت!

محمد عبد الله الشيباني
Aa10zz100@yahoo.com

http://libyanspring.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: