الخميس، فبراير 27، 2014

لواء حقنة الكفتة الأسطورية

لواء حقنة الكفتة الأسطورية، ومشير تقنية الأفدنة البشرية!

حقا نحن مبتلون! ومعظم بلائنا من صنع كبرائنا؛ ففي بلادنا ليبيا، وما إن استقر أمر الحكم لكبيرنا السابق العقيد الراحل حتى انخرط هذا الكبير المهووس بكل جديد في إمطارنا بسيل اختراعاته المتنوعة؛ من سياسية، واجتماعية، واقتصادية جسيمة خطيرة، هزت المجتمع وزلزلت كيانه، ثم توج هذه الاختراعات باختراعه الشهير المتمثل في السيارة المسماة "الصاروخ"، وهو الاختراع الذي ختم بها الدكتاتور القذافي ابتكاراته وحصاد مواهبه المتميزة المتعددة.

اختراعات كبراؤنا الذين لم يعرفوا بالتميز قط، ليست نتاج نشاط ذهني متراكم يحرز به المجتمع قيمة مضافة،  وذلك ككل اختراعات المخترعين الأفذاذ؛ وإنما هو طوقا إضافيا من أطواق الاستخفاف بعقلية المجتمع، وخسارة أخرى تضاف إلى جبال الخسارات التي يصنعها هؤلاء الكبراء.



ليس مصادفة أن يكون مخترع السيارة الصاروخ عسكريا، ومخترع حقنة الكفتة الأسطورية عسكريا، وصاحب تقنية الاقتراع بالأفدنة البشرية هو أيضا عسكريا، وهو ما يشي بوضوح إلى وجود علاقة ما بين سيل هوس الاختراعات المتكلفة المزورة تلك، وبين بيئة المخترع وثقافته وطريقة ونمط تعامله مع المحيطين به.

حقا، فعندما يمد العقيد أو اللواء أو المشير رقعة معسكره المحكوم بنظام الاتصال والانضباط العسكري الصارم والمبني على تنفيذ الأوامر دون مناقشة، وذلك حتى يغطي سقف هذا المعسكر كل الأمكنة حوله؛ فإن شهية هؤلاء العسكريين في اختراع الأفكار والتكلف في تنفيذها تتسع وتمتد هي الأخرى وتصل إلى ما وصل إليه عندنا في جماهيرية الإبداع والاختراعات القذافية البائدة، وكذا عند جيراننا المصريين الذي سجلوا في الشهور القليلة الأخيرة اختراعين عملاقين هما: اختراع التصويت بالأفدنة البشرية الذي نال عليه مخترعه أسمى رتبة في دولة الأهرامات، وهي رتبة مشير، واختراع عملاق آخر ادعى صاحبه اللواء أنه يقضي بحقنة كفتة على أعتى أمراض البشرية؛ الأيدز، والالتهاب الكبدي، والسكري!


الفضيحة الأخيرة لحقنة الكفتة الأسطورية، وإصرارها على الخروج إلى الضوء في حضرة المشير السيسي، لا أراها إلا تنفيسة ريح اضطرارية عجزت عن ردها بطن المشير التي أتخمها خلال الشهور الماضية بسيل جرائمه وموبقاته وترهاته، حتى غمرت رائحة هذه التنفيسة الاضطرارية الكريهة كل مكان، خالعة عن المشير المعجزة جميع ما ارتداه من وقار، وما ادعاه من حكمة ورزانة وصواب رأي وقرار، نازعة عنه كل ما خلعه عليه السفهاء من صفات وأسماء التمجيد والتعظيم والافتخار.

ولكن هل تفلح هزة بحجم فضيحة الكفتة الأسطورية هذه، وقبلها فضيحة ديمقراطية الأفدنة البشرية في إحداث الصدمة المطلوبة في عقول الكثيرين منا، والتي، وبكل أسف، لم يفلح في انتشالها مما هي فيه من غيبوبة حتى ذلك الزلزال الديمقراطي القوي الذي  زلزل وأيقظ عقولا وافكارا كثيرة، والتي ليس من بينها  العقول التي استمرأت التفكير بالوكالة؟!


محمد عبد الله الشيباني

Aa10zz100@yahoo.com



ليست هناك تعليقات: