النبي قال باكيا: نفسٌ أفلتت مني إلى النار !
لا يقذف الإنسان بنفسه إلى النار إلا جاهلا أو غافلا أو مجنونا مسلوب العقل والإرادة. وهذا اليهودي الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم جنازته، وقال بشأنه عبارته البليغة عاليه، لا يخرج عن أحد الثلاثة المذكورين عاليه أيضا.
في زاوية أخرى من الصورة، هناك مسلم مؤمن يرى في النبي قدوته، قام يوم أمس في سرت ليبيا بإطلاق رصاصات فجرت رأس إنسان، الله أعلم بسره مع خالقه، وتسبب في موته، وهو يمارس عملا إنسانيا لصالح جماعة مسلمة من أهل وأقارب ومواطني مطلق الرصاص نفسه!
لو ان ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا السويسري الجنسية "مايكل غرو" مات موتة طبيعية، ورأى النبي جنازته، لبكى النبي عليه، أسوة بما فعل مع اليهودي، ولردَّد عبارته المشهورة: نفسٌ أفلتت مني إلى النار!
أما أن يُقتل هذا الإنسان بدون مبرر، وبيد من يوقع باسم النبي ويختم بخاتمه، فإن موقف النبي إزاءه يصعب حقا تصوره!
إن هذا الشخص الذي ضاق بهذا السويسري ذرعا، يمكن أن يوجه إليه طلبا بمغادرة ليبيا، وقطعا سيمتثل السويسري لذلك، ولكن مخرج هذا المشهد التراجيدي يريد بالضبط ما تم تنفيذه بالفعل؛ من دم يسيل، وموظف أجنبي مغترب في مؤسسة خيرية يتم قتله ظلما وبدون محاكمة أمام أعين الناس الذين يقدم لهم خدمته، ثم يلصق كل ذلك بالإسلام ورسول الإسلام الذي ابكاه مشهد الموتة الطبيعية ليهودي مات على يهوديته!
وبقدر صعوبة تصور موقف النبي من شخص يقترف القتل الحرام باسمه، يصعب كذلك تكييف حالتنا نحن الليبيين الذين استأمننا الرجل المقتول فأمّناه، ومنحناه تأشيرة الدخول والإقامة بيننا، واستفدنا من خدماته الإنسانية.
أخشى ما أخشاه أن يدّعي القاتل أنه مارس عملية القتل باسمنا ومن أجلنا، ومن تم سيطالنا جميعا إثم ما اقترف!
اللهم إني بريء مما اقترف!
محمد عبد الله الشيباني
Aa10zz100@yahoo.com
http://libyanspring.blogspot.com
https://www.facebook.com/moh.a.shebani
لا يقذف الإنسان بنفسه إلى النار إلا جاهلا أو غافلا أو مجنونا مسلوب العقل والإرادة. وهذا اليهودي الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم جنازته، وقال بشأنه عبارته البليغة عاليه، لا يخرج عن أحد الثلاثة المذكورين عاليه أيضا.
في زاوية أخرى من الصورة، هناك مسلم مؤمن يرى في النبي قدوته، قام يوم أمس في سرت ليبيا بإطلاق رصاصات فجرت رأس إنسان، الله أعلم بسره مع خالقه، وتسبب في موته، وهو يمارس عملا إنسانيا لصالح جماعة مسلمة من أهل وأقارب ومواطني مطلق الرصاص نفسه!
لو ان ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا السويسري الجنسية "مايكل غرو" مات موتة طبيعية، ورأى النبي جنازته، لبكى النبي عليه، أسوة بما فعل مع اليهودي، ولردَّد عبارته المشهورة: نفسٌ أفلتت مني إلى النار!
أما أن يُقتل هذا الإنسان بدون مبرر، وبيد من يوقع باسم النبي ويختم بخاتمه، فإن موقف النبي إزاءه يصعب حقا تصوره!
إن هذا الشخص الذي ضاق بهذا السويسري ذرعا، يمكن أن يوجه إليه طلبا بمغادرة ليبيا، وقطعا سيمتثل السويسري لذلك، ولكن مخرج هذا المشهد التراجيدي يريد بالضبط ما تم تنفيذه بالفعل؛ من دم يسيل، وموظف أجنبي مغترب في مؤسسة خيرية يتم قتله ظلما وبدون محاكمة أمام أعين الناس الذين يقدم لهم خدمته، ثم يلصق كل ذلك بالإسلام ورسول الإسلام الذي ابكاه مشهد الموتة الطبيعية ليهودي مات على يهوديته!
وبقدر صعوبة تصور موقف النبي من شخص يقترف القتل الحرام باسمه، يصعب كذلك تكييف حالتنا نحن الليبيين الذين استأمننا الرجل المقتول فأمّناه، ومنحناه تأشيرة الدخول والإقامة بيننا، واستفدنا من خدماته الإنسانية.
أخشى ما أخشاه أن يدّعي القاتل أنه مارس عملية القتل باسمنا ومن أجلنا، ومن تم سيطالنا جميعا إثم ما اقترف!
اللهم إني بريء مما اقترف!
محمد عبد الله الشيباني
Aa10zz100@yahoo.com
http://libyanspring.blogspot.com
https://www.facebook.com/moh.a.shebani
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق