حالات فيسبوكية 3
الإرهاب، والخيانة!
أﻻ يوجد مكان بين الحدين المتطرفين؛ اﻹرهاب، والخيانة، يمكنني الوقوف فيه؟!
اﻹرهابي من وجهة نظر الخائن، والخائن من وجهة نظر اﻹرهابي؛ كﻻهما الآن يخوض
حربا مفتوحة ضد اﻵخر، وكلما طال أمد الحرب، طال أصبع اﻻتهام، وتوسعت رقعته من كلا
الجانبين تجاه الكتلة المحايدة الكبيرة، والتي فضلت أن تقف موقف الحياد في حرب
إخوة الوطن والدين والمصير !
اﻹرهاب، والخيانة، هما سقفان عاليان، يتحمل مسؤولية وضعهما وإعﻻئهما ذاك
الذي بادر بإطﻻق هاتين التهمتين من هذا الجانب أو الذي يقابله، وإن أي تكريس
لهاتين التهمتين من شأنه أن يكرس هذه الحرب ويوسعها إلى مدى غير محدود أو محسوب
العواقب.
صمام أمان هذه الحرب هم أولئك الباقون على الحياد، وقد آلمهم ما آل إليه
حال الوطن الذي مزقته حرب مدمرة كان يمكن تﻻفيها بجلسة حوار صادق بين إخوة الوطن.
هؤﻻء المحايدون هم من يعول عليهم اﻵن ﻹنهاء هذه المأساة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
أما من يحاول الدفع بالحرب نحو أقصى مدى، ويحاول جاهدا تقليل سمك الطبقة
المحايدة، فهو يغامر من حيث ﻻ يدري بمصير الوطن كله !
الحياديون اﻹيجابيون، هم رجال إطفاء حريق الوطن، فلا تنكروا عليهم حيادهم!
..........................................................................................
هل تراهم يعلمون؟!
ﻻبد أن الفريقين الوحيدبن المتنافسبن والمتحاربين بشتى أنواع اﻷسلحة
المتوفرة لديهم، يدركون اﻵن، وأكثر من أي وقت مضى، ما يلي:
# أن طول أمد المعركة ببنهما
يعني تساويهما غلا وحقدا، وعتادا وعددا !
# أن أحدهما سيفني اﻵخر ويسحقه ﻻ محالة، وذلك ﻷن
المنهزم ليس له وطن آخر يعود إليه !
# سيؤدي طول أمد
المعركة إلى مزيد من اﻻستقطاب، وانقسام الليبيين إلى شطرين، وربما إقليمين !
# كل بوم بمر من أيام
الحرب الداخلية هذه، سينقص من حجم الكيان الليبي ككل معنوبا وماديا، وهو ما يغري
اﻵخرين المتربصين بليبيا !
# أن غالبية الليبيين
يدركون اﻵن بأن هذه الحرب التي يخوضها الفريقان المتحاربان ليست بسبب خﻻفهما على
خطط تنمية، أو بسبب انتهاج كل فريق لسياسة اقتصادية أو تعليمية أو صحية تخالف
اﻵخر، وإنما هي بسبب عدم قدرة الفريقين على التواصل والحوار فيما بينهما !
# أحسن نتائج هذه الحرب
هي انتصار طرف على اﻵخر، وتحميل الليبيين جميعهم تكلفة حملته الحربية. أما أسوأ
ننائج هذه الحرب فهي خسارة الفريقين المتحاربين كليهما، وهو اﻷرجح، وتحمل الليبيين
جميعهم التكلفة المضاعفة لهذه الحرب، والتي قد تساوي قيمة كل ليبيا؛ قبائل،
وأيديولوجيات، وناسا !
............................................................................................
*** النظرية العالمية الرابعة ***
# ﻻ ديمقراطية بدون حرب
أهلية !
# التطرف والحماسة، ﻻ
التعقل والكياسة، هما من يصنعا السياسة !
# طبرق، أو نغرق !
# رومي والله نكسر قرنك !
....................................................................................
1500 كيلومتر، فقط، لا غير !
أﻻ توجد على الخط الطويل جدا البالغ 1500 كيلومتر ، والواصل بين
طرابلس وطبرق منطقة وسطى، يمكن أن تتسع لعدد مائتي نائبا، فيلتقون فيها؛ أم أن
المسافة بين متلاصقات القلوب، باتت أبعد بكثير من المسافة، بين متباعدات البقاع
والدروب؟
..........................................................................................
يا ليت قومي يعلمون!
فال لي صدبقي: ﻻ أمل في
هذا البرلمان!
قلت: أو ﻻ نرممه؟
فال: بل نهدمه!
قلت: وبعد!
قال: نصنع غيره.
فلت: هل تضمن أن يكون أفضل من سابقه الذي هدمته؟
قال: ﻻ أضمن، بل أظنه سيكون أسوأ!
قلت: ماذا فعلت؟ قال: ﻻ شيء!!!!!!
قلت: إذا فلنرمم هذا، ونلعن الشيطان الذي شتتنا!
قال: كيف؟
قلت: نكمل شطر البرلمان القائم ، ونقيمه على رجليه!
قال: المشكلة في طبرق، إذ هناك سيتعرض بعض النواب للضغط، وربما
يكرهون على اتخاذ قرارات ليست في صالح ليبيا!
قلت: المؤتمر السابق، مارس أعماله تحت ضغط مشابه، ولكن المقود
الديمقراطي ظل هو المسيطر. ثم إن التصويت والمعارضة من على مسافة ألف وخمسمائة
كيلومتر أضعف بكثير من ممارسة هذه المعارضة من داخل قاعة المؤتمر، مهما كانت حالة
تلك القاعة.
قال: لون جماعة طبرق هو المسيطر، وقد يغلب لونهم على قرارات
المؤتمر!
قلت: هذه هي الديمقراطية، ثم إنه مهما بلغت عتامة لون جماعة طبرق،
فإنها لن تكون بعتامة الأفق شرقه وغريه والذي تكلل بسواد التدخل العسكري!
قال: وماذا عن الذين لديهم عمى ألوان، ولا يستطيعون التمييز بين
درجات اللون الأسود؟
قلت: نأخذهم إلى الجفرة حيث صفاء الصحراء، وامتداد الأفق، والرطب
الجني الشهي!
قال: ماذا تقصد؟
قلت: أرضنا واسعة، ولا فرق بين مدينة ومدينة.
قال: والله فكرة!
قلت: هل تراهم يقبلون؟
قال: من؟
قلت: الليبيون.
قال: يا ليت قومي يعلمون!
............................................................................................................................
الموت
جوعا من أجل رأب صدع الوطن!
جسمنا
البرلماني، وقصر حكومتنا، وتاج رأسنا ، متشظ اﻵن إلى ثﻻث قطع تكاد تكون متساوية
شكﻻ وقالبا، مختلفة ومتباعدة جدا جوهرا وقلبا !
أﻻ
ينبري من كل كتلة من هذه الكتل المتباعدة رجل فذ، يهب نفسه لهذا الوطن، وينكر على
كتلته ما هي عليه من استسﻻم واستمراء لحالة التشظي هذه، ويشكل مع نظيريه في
الكتلتين اﻷخريين مفرزة فدائية تأخذ على عاتقها مسؤولية جمع هذا الجسم المتناثر،
وذلك بكل وسيلة ممكنة!
شرف
عظيم لهذه المفرزة الفدائية أن تمارس كل وسائل اﻹقتاع والضغط من أجل هذا العمل
التاريخي العظيم؛ إنقاذ ليبيا!
وبكل
تأكيد ستجد هذه المفرزة من يدعمها، ويقف إلى جانبها من داخل البرلمان وخارجه.
وحتى
وإن سدت الطرق المعروفة أمام هذه المفرزة، وحالت الحوائل بينها وبين تحقيق غايتها
النبيلة، فﻻ ضير من قيامها بتجييش الشارع ضد دعاة التشتت مهما كانت مبرراتهم، إذ ﻻ
مبرر يمكن أن يقدمه أي أحد مهما تقدس رداؤه، والوطن على هذا الحال الذي نراه!
حتى
ممارسة طرق اﻻحتجاج السلبي، من مثل اﻹضراب عن الطعام، يمكن لهذه المجموعة أن تمارسه،
وسيسجل لها التاريخ هذا الصنيع المجيد:
الموت
جوعا من أجل رأب صدع الوطن!
من أين لليبيا بهؤﻻء
اﻷفذاذ الثلاثة؟!
لو كنت نائبا لفعلت
ذلك!
.............................................................................................
فرنسا
تدعو للتدخل العسكري في ليبيا، وتحفز دول
الجوار على ذلك!
بات
واضحا وقوع أعناقنا ، نحن الليبيين، بين فكي كـُلاب متصلتين مباشرة بذراعين، وبحيث
كلما اتسعا هذان الذراعان وتباعدا، كلما ضاق الخناق على رقبتنا النحيلة الغضة،
وقلت تبعا لذلك فرصتنا في النجاة من المتربصين بنا محليا وإقليميا!
بحسن
نية، أو بسوئها، تجمعت قيادات وعناصر نشطة تمثل تيارات جهوية وأيديولوجية مختلفة
محدودة الانتشار مجتمعيا حول هذين الذراعين، وظلا يحفران في ذلك الحيز العادي
بينهما، حتى تجاوز ذلك الحيز المدى الآمن، وتجاوز فكا الكلاب تبعا لذلك الخط
الأحمر بيننا وبين الهلاك!
إن
الرقبة التي تئن تحت وطأة الكلابين وتتألم ليل نهار، والممثلة في الكتلة الصامتة
الكبيرة، تفتقد، بسبب خلل بنيوي في تركيبها، إلى وسيلة التواصل مع الفاعلين على
الأرض المتحكمين في الكلابين، وتفتقد بالتالي القدرة على تحسيسهما بدرجة انقباض
فكي الكلاب عليها.
هذه
الكتلة الشعبية الكبيرة التي دفعت ضريبة الدكتاتورية الباهظة العقود الطوال، ودفعت
بعدها فاتورة الحرب على هذه الدكتاتورية، ها هي تدفع المسكينة ضريبة تصارع
التيارات الإقليمية والأيديولوجية على مدى ثلاثة أعوام ما بعد الثور، وستدفع، لا
قدر الله، ضرائب الحرب الأهلية التي تدفع في اتجاهها تلك التيارات المتصارعة.
أخطر
ما يمكن أن يلاحظه المطلع على المشهد، هو حالة رداءة، وربما انعدام التواصل، بين
أطراف المشهد الثلاثة؛ جمهور الناس، من جهة، وطرفي الصراع من الجهة المقابلة، وهو
أمر في غاية الخطورة، ويشابه إلى حد كبير حالة المريض الذي بلغت درجة سرطانه
المرحلة الأخيرة، وهو في غيبوبة الغفلة، أو نشوة المسكنات المؤقتة!
فرنسا تدعو
للتدخل العسكري في ليبيا، وتحفز دول الجوار على ذلك! هو خبر تصدر أخبار هذا
اليوم، وهو وحده يكفي لانتشالنا من غيبوبة الغفلة مهما كانت عميقة، ومن نشوة
المسكنات مهما كانت فعاليتها!
.............................................................................................
محمد
عبد الله الشيباني