حرب كهربائية عالية الفولتية!
إن الاستثمار الضخم الذي أنفق على نشاط توليد الكهرباء وتوزيعها في ليبيا عبر العقود، وكذا تأمين شبكتها فنيا داخل حدود الدولة وخارجها، يضمنان إلى حد بعيد تعرضها لخطر الانهيار الذي هددنا به المسؤولون عن شركة الكهرباء خلال الأحداث التي مرت بها طرابلس مؤخرا!
وتوازيا مع التهديد بانهيار الشبكة بالكامل ، كان برنامج طرح الأحمال هو الآخر تنبعث منه رائحة الفساد الإداري، وليس العجز التقني لهذه الشركة العملاقة فنيا وماليا وإداريا!
اليوم يفجر مجهولون برجين كهربائيين بواسطة الديناميت!
هي إذن حرب كهربائية متعددة الفولتية بحق، وإذا ما صدقت إشاعة وجود طابور خامس داخل الشركة يقوم بنية أو بدونها بدفع شركة الكهرباء نحو حافة الفشل الكامل، فإن الحرب الكهربائية قد تعدت فولتيتها الحد الآمن، وهو ما يجب الانتباه له، بل واتخاذه مؤشرا نقيس به درجة تغلغل الفساد وأصحاب النوايا السوداء في جسم مؤسساتنا.
الحرب على الأشرار والمارقين وأصحاب النوايا الفاسدة المتحكمين في مؤسسات الدولة، هي حرب أصعب بكثير من حرب البارود، وذلك لأن حربا كالحرب الكهرائية التي نخوضها الآن، يصل رصاصها إلى كل مواطن، ويصيب جسم الدولة في مقتل.
يجب إعلان حالة الطوارئ بين جنود الرقابة الإدارية، كما يجب الضرب من حديد على يد كل من يهمل في تأدية واجبه، واعتباره عدوا تمكن من التسلل خلف خطوط المواجهة، وباشر في ضربنا في ظهورنا.
روائح فساد كثيرة تنبعث من مؤسسات حكومية كثيرة، يمكن ربطها بسهولة بالحرب السياسية والعسكرية الدائرة !
وإذا ما صح أن خلافنا السياسي والعسكري الجاري له امتدادات خارجية، يشكل ورثة النظام السابق في الداخل والخارج أحد أهم شرايينها، فإن وجود أي من المحسوبين على ذلك النظام في أماكن هامة من مؤسسات الدولة، سيبطل عجبنا إزاء تردي هذه المؤسسات وانهيارها.
كفانا لدغا أكثر من مرة من جحر واحد !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق