الأحد، أكتوبر 19، 2014

احتقاننا الأيديولوجي

احتقاننا الأيديولوجي؛ لم نفلح بعد في السيطرة عليه !

احتقاننا الأيديولوجي،  في شقيه الإثنين؛ البارد كثير التلافيف، والساخن باهظ التكاليف، لا يزال كما هو، بل، وبكل أسف، يزداد انضغاطا وانتشارا !

ولأن الشطر البارد من هذا الاحتقان، هو الأهم، لأنه هو من يصنع ذلك الساخن الفتاك، وجب علينا العمل في اتجاه اختراع صمامات أمان تمنع تحوله إلى ساخن، بل وتحول بيئة تكاثره وتفاقمه إلى بيئة طاردة ومستأصلة له.

أحسب أن التقدم العلمي الذي أنعم الله به علينا، لا سيما في مجال التواصل والإتصال،  من شأنه أن يزيل تلك الحواجز والعتامات التي كانت تعشش فيها أفكار وتأويلات ضارة، سمح لها استقرارها وتجذرها في تلك الحواجز والعتامات بتعدي الحجم الحرج لها، وهو الذي عنده تمكنت من التسرب إلى أذهان الناس من خاصة وعوام، ومن تم تغلغلت في تلك الأذهان، وسببت ما سببت من تمذهب وتشيع وتعصب غبي مقيت !

إننا إذا اتفقنا على أن أحد أهم أسباب احتقاننا الأيديولوجي، هو  وجودنا لفترة طويلة في زاوية مظلمة محجوبة عن شمس الاتصال والتواصل والعلم والمعرفة، فإن أي تحسس الآن من أدوات ومنتجات العلم والمعرفة، هو تكريس لحالتنا السابقة التي نحصد الآن ثمارها المرة.

إن أبواب الخبر والنور التي فتحها العلم على شعوب كثيرة تقود العالم ألان، لا مناص لنا ونحن نسعى للنور والخير من ولوج هذه الأبواب، وبدونما تحفظ !

إنه من المعروف والموثق تاريخيا أن شعوبا وامما كثيرة عانت من الاحتقان الأيديولوجي، ولكنها، وبواسطة مشكاة العلم والمعرفة، ها هي الآن تنفذ في أقطار السموات والأرض !

العلوم جميعها؛ ابتداء من علم فك وترتيب الحروف والكلمات، وانتهاء بعلم غزو المجرات، وما بين هذا وذاك من عوالم معارف ومعلومات، كلها مما لا يجب علينا استثناوه أو التحسس منه، ونحن نحل لغز إدمان احتقاننا الأيديولوجي المرهق.

مرآة العلم الآن تظهر مادق من أشياء فوق سطح جلدنا، وهي أيضا تسبر أغوار أعماقنا النفسية والجسمية وترصد ما بها من علل قد تكون هي العامل المجهول في معادلة احتقاننا الأيديولوجي المتاهية!

ليست هناك تعليقات: