الأحد، أكتوبر 19، 2014

أصبع اليد الحادي عشر !

أصبع اليد الحادي عشر !

ثمة أكثر من خط من خطوط التحسس لدى الإنسان، وجميعها صمامات أمان له ؛ بيد أن الخط الذي بعده ينخرط الإنسان في نوبة العناد الغبي، هو من أخطر هذه الخطوط وأفتكها، وذلك لأن معظم مكونات حيز العناد مصنوعة من المادة المخدرة المعروفة باسمها العلمي العربي: " عنادين "،  والمؤدي تعاطيها إلى غيبوبة كاملة، تؤدي بدورها إلى الموت !

معاندان شديدان عربيان، ويرجح أنهما ليبيان، برز كل منهما للآخر، وجربا جميع وسائل " كسر الخشم وبز العين "، ولكن النتيجة دائما تأتي سالبة بالرغم من تعاظم عدد الأهداف التي جميعها تصب في حجر الأم المسكينة التي تنظر إلى ابنيها الوحيدين وهما يتقاتلان بكل شفقة وألم وتحسر.

أحد الأخوين المتصارعين لم يبق في ذاكرته المثقوبة من دروس مدرسته التي غادرها مبكرا، سوى بقايا قصص العراك والعناد التي يعشقها، والتي منها القصة المعروفة بقصة عض الأصابع!

ما إن ذكَّر صاحب هذه الفكرة، فكرة عض الأصابع، صاحبه بها، واتفقا كلاهما على ذلك، حتى هبت الأم المسكينة مذعورة ممسكة بجنبها حيث كبدها !

وفي غمرة تدخل الأم للفصل بين الفكين المشحوذين بسم العناد ، كانت أصابع الأم هي الأقرب لمقصلتي الحقد والانتقام!

مرت الثواني ، ومن بعدها الدقائق، ولم يظهر على أي من المتصارعين  شيء من الوجع يشير إلى قرب إذعان أي منهما للآخر، وذلك لأن اللعبة انتهت، والأصابع قد قطعت!

لم يشعر أي من المتصارعين بفقد أحد من أصابعه الفولاذية المشربة بسم العناد، فشرعا مستغربين يتفحصان أصابعهما التي لا زالت كما هي: عشرة أصابع بالتمام والكمال!

 في هذه الأثناء تدحرج أصبعان رقيقان مغموسان بدم الأم المسكينة، والتي فضلت قضم أصابعها وفقدها على أن يتقطع مجرد ظفر من فلذة كبدها !

أيها الليبيون العاقون: إن كبد أمكم ليبيا تتقطع مع كل رصاصة تنطلق من أحدكما ناحية صدر الآخر!
أوقفوا العقوق!
أوقفوا الرصاص!
وفروا على أمكم ما تبقى من كبدها!

محمد عبد الله الشيباني
Aa10zz100@yahoo.com
http://libyanspring.blogspot.com
https://www.facebook.com/moh.a.shebani

ليست هناك تعليقات: