الأحد، أكتوبر 19، 2014

ولكم في القصاص حياة !

نعم؛ " ولكم في القصاص حياة " !

العقوبات بدءا من القتل حتى التعزير، هي ضرر يقع على مستحق العقوبة سيء الحظ. والمستحقون للعقوبة بسبب خطأ ارتكبوه، هم عينة اجتماعية نستطيع حسابها وتحديد حجمها باستخدام المعادلات الإحصائية ورديفتها المؤشرات الاجتماعية، وحيث هذه العينة تزيد وتنقص وفقا لمحددات كثيرة ليس من الصعب التحكم فيها. 

لم تشرع العقوبات جميعها لتكون مطبات لسيء الحظ، وإنما شرعت لتكون علامات تنبيه وتحذير تبلغ درجتها المثالية عندما تهبط بمؤشر العقوبة إلى الصفر . 

وكما لا يجب أن نفرح ونفتخر بأنفسنا وحسن حظنا ، وربما بتقوانا وورعنا ونحن نشاهد إقامة الحد على سيء الحظ من تلك العينة الإحصائية المبتلاة، والتي أفرزها مجتمعنا نحن المكون كما هو معروف من سيئي الحظ وحسنيه، يجب علينا بدل أن نفرح ونفتخر بحسن حظنا أن نحزن وذلك لعدم قدرتنا على الهبوط بمستوى العقوبة إلى الصفر، والذي هو بحق من صميم مسؤوليتنا الدينية والاجتماعية.  

إذا أفلحنا في جعل منظومة الحدود تماما كمنظومة متقدمة من منظومات الأمان من الحرائق التي تركب في المباني والمصانع الكبيرة ، والتي لا تعتبر مثالية إلا بعد هبوطها بمستوى الخطر إلى الصفر! عند ذلك فقط نصل بأنفسنا ومجتمعنا إلى المستوى الرفيع : الحياة ! ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب . 

الحياة الحقيقية هي تلك التي تكون فيها عينة سيء الحظ في المجتمع تساوي صفرا!

أي حياة تلك التي ينادى فيها كل يوم بقتل إنسان ، أو قطع يده، أو  جلده، أو حتى تعزيره؟!

نعم هذا هو الوجه المضيء للعقوبة والقصاص، والذي يجب أن يزيل من الأذهان الوجه المظلم الكئيب للحدود!

ليست هناك تعليقات: