السلاح لم يعد سيفا وﻻ بارودا !
عندما كان العلم في طفولته كان السﻻح أيضا في نفس المرحلة ؛ مرحلة الطفولة وأشيائها من سيف ورمح ودرع وجواد . وكان ما بين يد المقاتل ومقبض سيفه مدى صغيرا بطول مدى العلم نفسه !
في ذلك الوقت لم يكن مطلوبا من المحارب كثير جهد أو عميق رأي من أجل أن يتخذ قرار الحرب وإشهار السيف في وجه الخصم !
وﻷن السيف ﻻ يقذف نارا وﻻ إشعاعا فلم تكن تتعدى خسائر الحرب وضحاياه أكثر من الرقبة التي يﻻمسها سيف المحارب !
وبنفس أبعاد ساحة المعركة وأدواتها وضحاياها كانت أبعاد الساحة الفكرية والشرعية والسياسية التي بتحتم على المحارب المرور من خﻻلها من أجل الوصول إلى قرار الحرب المجدي .
إن تبني المحارب اﻵن نفس التكتيك واﻻستراتيجيا الحربية التي كان فيها العالم والعلم أضيق مرات مما هو عليه اﻵن ، لهو بحق قصور فكري فادح بؤدي إلى خسائر حرببة فادحة !
إن التقاف السﻻح القريب الرخيص بصورة فردية مفاجئة ، ثم تفجير البارود في مكان صغير من هذا العالم الواسع المفتوح المكشوف ﻻ يمنح المحارب ذلك الربح الحربي الذي يبرر خسارته اﻻجتماعية والسياسية واﻻقتصادية العالمية المفضوحة المشهودة .
اﻵن هناك أسلحة حديثة جدا تتكلم لغة غير لغة السيف ، وتجني ثمارا أكبر بكثير من ثمار السﻻح المتاح الرخيص !
هذه اﻷسلحة الجديدة متاحة ، وهذه الحرب أيضا مشروعة، وذلك ﻷنها تستمد شرعيتها من شريعة العلم المتطاول والعالم المتمدد !
الحروب المجدية المثمرة اﻵن هي حروب ﻻ سيف فيها وﻻ بارود وﻻ دخان ، وإنما هي صراع عقول وثمار أذهان !!