الأحد، سبتمبر 21، 2014

حالات فيسبوكية

حالات فيسبوكية !

لمن تعزف المدونات، ولمن يغني المدونون؟

باعتباري أحد المدونين الليبيين، وصاحب مدونة "ربيع ليبيا" ،تصلني من حين لآخر إشارات من جهات إعلامية خارجية تعبر عن اهتمامها بما أكتب، والتي كان آخرها من مجلة بولندية تعكف حاليا على محاولة إيجاد علاقة فيما بين ما جرى في دول الربيع العربي، وما يجري في أوكرانيا !
أقول هذا فقط لأقارن بين اهتمام مجلة غربية بما يكتبه كويتب مغمور مثلي في شمال أفريقيا، وبين اهتمام حكومتنا وجهاتنا الفكرية والإعلامية بما نكتب!
نعم؛ زمار الحي لا يطرب، وذلك لا لعيب في ألحان هذا الزمار المسكين، وإنما لأن آذان وأذهان أهل الحي في إجازة !
ولكن من قال أن المدونين الليبيين غير مهمين؟
ألم يتربصوا بأحدهم يوم الجمعة الماضبة، وأردوه قتيلا؟!

............................................................................................................................................

في ليلة اغتيال نبيل ساطي !

في مثل هذا الوقت من الليلة الماضية، ﻻبد وأن نبيل ساطي عاوده شعوره اليومي الحزين تجاه المقتولين غدرا من مواطني بنغازي ليبيا فبراير، وﻻبد إنه استرسل في شجونه، محاولا تحويل هذه الشجون إلى خطط من أجل إيقاف نزيف دم بنغازي !
في ذات الوقت ، وفي مكان قد ﻻ يبعد كثيرا عن المكان الذي كان فيه نبيل ، ﻻبد أن مقاول إرهاب بنغازي، كان يقوم بتحرير المستخلص رقم (س نبيل) ، ليقدمه ﻷصحاب مشروع إرهاب بنغازي ومﻻكه ومموليه، حيث يقوم هؤﻻء الملاك بتسليم المقاول الدفعة المقدمة ، على أن يتم سداد الباقي بعد التشطيب!
الليلة تم التشطيب، واستلم المقاول القذر باقي مبلغ أقذر مقاولة ، مقاولة قتل إنسان غدرا . وفي هذه الليلة، تحرك الرقم المسلسل لمغدوري بنغازي صعودا بمقدار واحد يحمل الرمز س نبيل!
تكرر هذا المشهد المأساوي بزمانه ومكانه ومقاوله ومغدوره مئات المرات خﻻل العامين الماضيين، وتكرر وبنفس العدد تسجيل أشنع جريمة كونية، قتل إنسان ظلما، وتسجيل هذه الجريمة الكبرى ضد مجهول !
وفقا لكل قواعد المنطق والحساب واﻹحصاء، ووفقا لنظرية اﻻحتماﻻت، وكل نظريات علم النفس، وعلم القانون، وكذا نظريات القتل من زمان هابيل إلى زمن نبيل، وحتى وفقا لطﻻسم السحرة والمشعوذبن ؛ وفقا لذلك كله، ﻻ يمكن لبنغازي؛ أحجارا، وترابا، وماء، وهواء، فضلا عن بنغازي المليون نسمة من البشر المدركين العاقلين، أن تتواطأ مع قاتل أبنائها، وتتستر عليه! حقا ﻻ يمكن!
مقاول قتل أبناء بنغازي، في ضوء شمس نهار بنغازي، ﻻ يمكن أن يكون مجهوﻻ! إنما المجهول والغائب الحقيقي في هذه اﻷوقات العصيبة، هو ذلك الكيان المعنوي الصافي النقي لروح وذات المواطن الليبي، تلك الذات التي تعرضت لأبشع عمليات السحق والمحق، وحتى المسخ من قبل دكتاتور، حرص أن يكون شره حيا موجودا بيننا حتى بعد موته وانعدام وجوده المادي.
قاتل نبيل ساطي معروف وموجود ، ولكننا ﻻ نستطيع جلبه، حتى نتمكن من استرجاع ذاتنا المرهونة لدى ورثة الدكتاتور.
الذين قتلوا نببلا، هم أنفسهم الذين دأبوا على جعل المواطن اللببي ممسوخا مسحوقا ذليلا !
..........................................................................................................................................
ما عدا السهو والخطأ !

أهواؤنا، وقناعاتنا، وأفكارنا، ودعواتنا، وحتى مواقفنا، وأفعالنا؛ ليست جسما متحدا متناسقا موقعا عليه بالتمام والكمال، دون سهو أو خطأ أو فساد!
يا ليتنا نذيل قائمة العناصر السابقة، عندما نقوم بتقديمها للآخرين، بالعبارة المشهورة: " ما عدا السهو والخطأ "! ، وهي العبارة التي نذيل بها الفواتير المالية، وغيرها من القوائم التي تحمل التزامات نتبادلها مع الغير. 
.........................................................................................................................................
قبل الفيس بوك

لا أدري كيف كان حال الناس قبل أن يمنحهم الفيس بوك فرصة البوح والتعبير عن
حالاتهم؟!
وهل فرصة البوح هذه فرصة صادقة غير معيبة وخالية من الأضرار الجانبية؟!
ستكون هذه الفرصة مثالية، عندما تتقدم تقنية الإفصاح عن الحالات الفيسبوكية،
وتظهر في مكان أيقونة الحالة الموجودة حاليا أيقونة أخرى، يكفي مجرد وضع الأصبع
عليها لرصد حالة صاحب ذلك الأصبع !
عند ذلك تختفي وإلى الأبد حالة النفاق الفيسبوكي !
........................................................................................................................................
يتيم !

عقود من الحمل المجهد الثقيل ! عام من المخاض الدامي !
المولود أذهل العالم، أو هكذا غنوا يوم مولده!
أصبح الطفل صبيا !
من يخبرني باسم هذا اليتيم؟!
......................................................................................................................................
حالة نفسية !!!!!!

في زمن الدكتاتور كنا ندفع العمر مقابل الأمل !
رغم الألم ، إلا أن حلاوة انتظار الأمل كانت تطغى على مرارة كل ألم !
الآن يمنحوننا الأمل كل يوم، ولكنه الأمل المغلف بالألم !
استمرأنا الألم !
نسينا الأمل !
الحياة كلها بازت !!!
.......................................................................................................................................
هرمون معربد !

أول وزير مسلم يؤدي القسم على القرآن الكريم في دولة غير مسلمة، اسمها استراليا؛ قالت صديقتي الفيسبوكية. وقبل استيعابي الصدمة اللذيذة، طلبت مني صديقتي التعليق !
أنت لا تريدين التعليق، ولكنك تريدين التشخيص الدقيق ! أجبت صديقتي.
أجل التشخيص الدقيق لحالة هرموناتنا الدينية التي تزيد أحيانا من جرغة عربدتها في عقولنا حتى تكاد تخرجنا منها !
لم تجبني صديقتي، وانخرطت تضبط غطاء رأسها !
............................................................................................................................................
دماء جديدة !

هم ينادون بحقن الدماء الجديدة ؛ الحياة عندهم تزهو وتتجدد !
نحن ننادي دائما بحقن الدماء؛ الحياة لدينا تذوي وتبلى !
هل المشكلة في رقم اﻷوكتان، أم في فصيلة اﻹنسان؟!
..........................................................................................................................................
محمد عبد الله الشيباني


ليست هناك تعليقات: