الأربعاء، سبتمبر 17، 2014

حالات فيسبوكية

حالات   فيسبوكية    (2)
1 ــ  اﻹسرائيليون وأمم كثيرة غيرهم يختلفون ويتنازعون، ولكن ليس على حساب كيانهم القومي والديني والسياسي، فذلك خط أحمر.  قال صديقي.
قلت:
أما نحن فرغم أننا قد قضينا ثلاث سنوات من مرحلة بلوغ رشدنا وامتلاك إرادتنا، غير أن حوارنا الطويل وخلافنا العميق لم يوصلنا إلى مجرد تصور لما سيكون عليه كياننا، فضلا عن بنائه وتعلية صرحه.
حقا يا للأسف!
.......................................................................................
2 ــ  فجر ليبيا الصادق لن يتحقق إلا بعد زوال كل علامات ظلمة ليل " التَّميْلش" القبلي الأيديولوجي البهيم، ذلك أن  1700 ميليشيا قبلية وأيديولوجية، أو قل غيمة سوداء تتربع على خط دائرة الأفق المحيط بليبيا!
...................................................................................
3 ــ   فكرة ساذجة جدا!
بات واضحا اﻵن تميز بعض القبائل واﻷقاليم الليبية في القدرة على تشكيل الميليشيات، وبناء القدرة القتالية البشرية والحديدية، حتى أضحى لتلك القبائل والتجمعات صروحا وبروجا عسكرية باذخة، بل إن بعضها فاقت مقدرتها العسكرية مقدرة الحكومة، وهو ما أدى مؤخرا إلى تغول هذه المناطق واصطدام بعضها بالبعض اﻵخر!
أﻻ يمكن استثمار هذه الطاقات المنفلتة، وذلك بمحاولة التحكم في اتجاهها، والعمل على دفع هذه الكيانات المتنافسة عسكريا إلى التنافس في تنفيذ مشاريع  وخطط التنمية المختلفة، وتحت تخطيط وإشراف الدولة، وذلك بدل إعداد وتنفيذ الخطط والمشاريع المضادة للدولة؟
فمثلا تتخصص في تنفيذ خطة تطوير القطاع التعليمي قبائل ومناطق برقة، وتتخصص قبائل ومناطق الجبل الغربي في صناعة البناء والتشييد، كما تتخصص مصراتة وما جاورها في النشاط الصحي، ويتم توطين الصناعات النفطية في أماكن تواجد هذه الثروة في مناطق الجنوب الغربي والشرقي، وهكذا.
إن التنافس بين القبائل والمناطق في تنفيذ هذه الخطط يؤدي إلى قتل الفراغ لدى شبابها، والتخلي شيئا فشيئا عن النشاط  العسكري الذي انخرطوا فيه منذ الثورة، وحتى حينه.
إن تخصص كل منطقة في نشاط وصناعة معينة يؤدي إلى توطين هذه الصناعة لديها، وبالتالي تفنن هذه المنطقة في هذه الصناعة وإتقانها لها.
لماذا ﻻ نتوقف عن التفكير التخريبي العسكرتاري، ونتجه فورا إلى التفكير اﻻقتصادي اﻻنمائي الحضاري؟
.............................................................................................
4 ــ   فتنة
فتنة؛ هي طريقة علاجية لمقاومة الخطر المحتمل لنواتج التفاعل الإيجابي لوعي المجموعة، وهي عبارة عن حقنة يتم منحها للأشخاص المصابين بعلة نشاط الوعي وإيجابيته، حيث تعمل هذه الحقنة على شل الوعي المتوهج للمجموعة، وإفقادها القدرة على الاختيار، وربما التمييز.
لماذا لا نعلن عن فتحنا الطبي الجديد في علم النفس الاجتماعي، والحامل للاسم التجاري: "فتنة"!
.....................................................................................

5 ــ   حريق، وفجر!
في فجر هذا اليوم الثالث من أغسطس 2014، وفوق سطح بيتي، اقترب  عمود نيران ودخان مدينتي طرابلس مني أكثر، ثم همس لي بما يلي  :
1 ــ   قلوب الليبيين يملؤها سخام أسود كثيف مخيف.
2 ــ بأس الليبيين بينهم شديد ناري  حارق.
3 ــ  عمود النار والدخان، هو نصب شيطاني، أقامه وثنيو ليبيا تقربا لشيطانهم الذي لا زال متعطشا للدم الليبي رغم غزير ما سفك منه.
4 ــ  نعمة النفط التي منحها الله لليبيين، لا زالت تقابل من جانبهم بالجحود والنكران.
5 ــ الليبيون ليسوا في صلح مع الكون وخالقه، وذلك بما يمارسونه من عداء صارخ نحو البيئة المسالمة البريئة.
6 ــ  حقبة حرق الإمكانيات والمقدرات والفساد والإفساد، لا زالت مستمرة، ولا زال لها أنصار وأحبار، بل هي أخيرا تزيل آخر أقنعتها.
7  ــ  إقدام الليبيين على حرق النفط، والذي هو عصب الحضارة الحديثة، يعبر بوضوح عن شذوذهم الحضاري، بل ورفضهم للحضارة ومسيرتها.
8  ـــ طوق النار والدخان الأسود، هو أثر خنجر الغدر المسموم الذي غرسه الغادرون ناكرو الجميل في خاصرة طرابلس .
9 ــ تلك الرائحة واللون القبلي لطوق النار والدخان الذي يطوق رقبة طرابلس المتحررة من القبيلة وأرجاسها منذ زمن بعيد، قد يرد طرابلس إلى رجس القبيلة التي تطهرت منها.
10 ــ  للحاكم الظالم السابق جنود لا زالوا يأتمرون بأمره وينفذون وصيته القاضية بإحراق ليبيا.
11 ــ  الصحراء الليبية القادم منها النفط، والمتخلفة نسبيا، أثبتت أنها أكثر تحضرا من عاصمة ليبيا طرابلس، والتي تم فيها ذبح وحرق رسول الصحراء الكريم النبيل.
12 ــ  البترول هو المنطقة الحساسة جدا في جسم ليبيا.
13 ــ  لم تقم في فبراير 2011  ثورة.  
14 ــ  إطفائيو طرابلس، وجالبو الماء لإطفاء حريقها، والذين هم  من كل أنحاء ليبيا، هم شعاع الأمل الذي سوف يفقأ عيون أولئك المغول الذي سوّدوا وجه عروس البحر الأبيض المضيء.
15 ــ دخان حريق طرابلس يسد الآفاق، ويطال سواده كل ليبيا؛ شرقا وغربا وجنوبا.

..................................
............................................
................................................. الخ

وبعد، هل سمع أحدكم من عمود نار ودخان طرابلس مثل الذي سمعت؟!

أجزم بأن هذا العمود لم يحدثني ويحدثكم  إلا بمعشار ما حدث به شباب في عمر الزهور تم ذبحهم بسكين الصراع على النفوذ والنقود.

المجد للشهداء!
ولعن الله كل فاسد مفسد، لا تظهر له ليبيا وناسها وبترولها وعاصمتها إلا كما ترى سباع الغابة فريستها؛ حيث الفريسة مأكولة على أي جنب سقطت!

محمد عبد الله الشيباني


.


السبت، سبتمبر 13، 2014

انفجار ثانية


انفجار ثانية!

إنه انفجار جزء من الثانية، وليس الثانية كلها، ذلك أن الثانية تبدو ممتدة وفارهة جدا عندما يحدث الانفجار الحاد جدا الذي أعنيه،  والذي يتخذ من نقطة مجهرية قصية في رقعة المجرة الزمنية؛ الثانية المذكورة، مقرا لعملياته الخطيرة!

وإذا اتخذنا هذا المدى الزمني، الجزء لحظي، الذي يحدث فيه هذا الانفجار المذكور وحدة قياس، فإن أعمارنا رغم ما نشكوه من قصرها، تبدو في غاية الرفاه والامتداد والاتساع!

إحدى الثواني المليارية لعمري الفاره جدا وفق التقويم الجزء لحظي المذكور، وقع بها انفجار ضخم مساء هذا اليوم، ولترتيبات قدرية ليست من اختصاصي ولا اختصاص أحد، لم يصلني من هذا الانفجار إلا شذرات لا تذكر من غباره ودخانه، واللذان منهما كان مداد كلمات وصور هذا الريبورتاج، والذي ما كان لي أن أكتبه، وما كان بوسعكم أن تقرءوه، لولا غشاء نحيف جدا من ثوان غير متفجرة حالت بيني وبين تلك اللحظة موقع الانفجار!

وفق التقويم العادي لم يفصلني بين الانفجار القاتل سوى بضع ثوان، وبضع الدرجات السفلية الأخيرة من سلم بيتي ثلاثي الأدوار، وحيث كان من المفترض أن يسقط على رأسي عند آخر تلك الدرجات باب النافذة العلوي بهذا المبنى، والذي أخرجته من مكانه غلطة اللحظة، ليهوي محملا بكامل شحنته من معدن وزجاج، ومدفوعا بكمية حركة جعلت من باب تلك النافذة بعدما ارتطم بالأرض مجرد كومة من شظايا زجاج وحديد!

وبناء على قوانين الحركة، ومعادلات المكان والزمان، لم تكن لي أية فرصة في الحياة بعد هذا الانفجار الذي حدث في زاوية من إحدى ثواني يومي المنصرم، كما لم يكن بمقدوري، وفق تلك القوانين، تصوير ذلك الانفجار، لأنني ببساطة سأكون بعض بارود ذلك الانفجار ودخانه وغباره!


مثل هذا الانفجار المرعب يحدث في هذا الكون بعدد ثوانيه، وعدد ذرات رماله، وقطرات مياهه، وما عمرنا الذي نعيش سوى سلسلة من هذه الثواني المتفجرة الرهيبة.

قد يقول قائل: إن هذا الكلام من ترف الحديث، فما دام هذه الانفجارات كثيرة ومنتشرة وقدرية وليس بوسعنا التحكم فيها والنجاة منها؛ فلم نضيع وقتنا في الحديث عنها، ونملأ نفسنا خوفا ورعبا منها؟!

ذلك صحيح، ولكن هذه اللحظة المتفجرة المرعبة، هي منجم كنوز ثمينة، منها:

#   هذه اللحظة المنفجرة هي اللحظة المقابلة تماما لتلك اللحظة الأولى في حياة الإنسان، والتي أحدث انفجارها بداية سريان تيار الروح في القوام المادي له.

#     الخط الواصل بين هاتين اللحظتين، هو أشد الخطوط كثافة، وأكثرها اكتنازا بعنصر الحقيقة، ضالة العاقلين.

#    تقع هذه اللحظة عند الحافة الحادة جدا من حس الإنسان ووعيه، والتي عندها يصبح بصره حديدا، وعندها يتحدد مصيره ومقره الدائم.

#  الاقتراب الشديد جدا من فوهة بركان اللحظة المتفجرة، كما حدث لي ويحدث للكثير، مع الظفر بفرصة العودة السالمة من هذه التجربة، يمنح المستكشف شهادة معرفة، تتضاءل أمامها كل شهادات معارف الدنيا.

# الرجوع السالم من فوهة بركان اللحظة المتفجرة، يمنحك ربحا لا يمكن تقويمه بأدوات التقويم المعروفة لدينا.

#  محاولة استئناس وترويض هذه اللحظة، وجعلها مما نألف ونعايش، من شأنه أن يسهل علينا تطبيع علاقتنا مع مصيرنا الحتمي، وبالتالي ضمان مصافحته مصافحة ناعمة، وتأمين استقبال كريم من جانبه.

  ولمن ينشدون حالة افتراضية غير مكلفة لظاهرة اللحظة المتفجرة، ليس عليهم سوى وضع سماعة الطبيب على قلوبهم، ليجدوا هناك كرنفالا دائما من اللحظات والثواني المتفجرة.

  شطر من درس اللحظة المتفجرة هذا علمتني إياه حالة اضطراب دقات القلب وتباطؤه التي تعتريني من حين لآخر.        

..................................................................
.................................................................
................................................................  الخ!

وبعد فإن درس اللحظة المتفجرة هذا، ما هو إلا النموذج الأكبر للحظات الكبرى كثيرة، والتي ربما منها تلك اللحظات الحبلى التي تزف وحي الله لرسله وأنبيائه، وكذا تلك اللحظات التي عندها يسري تيار الحكمة على ألسنة الفلاسفة والمفكرين؛ وما لحظة سقوط تفاحة نيوتن، ولحظة فيضان حوض أرشميدس، ووقت مخاض معادلات اينشتاين، وغيرها كثير، إلا أبناء وبنات تلك اللحظة المتفجرة الأم!
 


الاثنين، أغسطس 25، 2014

حفل أسطوري

حفل أسطوري لتوديع الشريك الفني الأسطوري !!


منذ ثلاث سنوات حظي مطار طرابلس باهتمام شريك فني متميز، وقد وقع هذا الشريك في حب هذا المطار حتى إنه وصفه بأنه أفضل من ألف وزارة. وبالفعل فإن هذا الشريك كان يتصرف في المطار بسلطة ألف وزير!


كانت الثلاث سنوات التي قضاها هذا الشريك الموهوب أكثر من كافية لتفريغ خبرته الأسطورية في الفراغ الجسيم الذي كان يعاني منه هذا المطار، والذي تحول فجأة إلى مطار متعدد المواهب هو الآخر؛ ذلك أنه لا شيء مهما كبر حجمه وعظمت خطورته يجد صعوبة في الدخول والخروج من أبواب هذا المطار المشرعة في كل الأوقات ونحو كل الجهات!


خلاصة القول أن هذا المطار دخل التاريخ، وشهرته أصبحت عالمية، وهو ما يلمسه الزائر بمجرد اقترابه من أبواب المطار ورؤيته تلك الكائنات الفولكلورية بلباسها المميز، والذي يتساوى فيه الغفير مع المدير.


وعرفانا بفضل هذا الشريك الموهوب تقرر أن لا يكون يوم مغادرته كسائر الأيام، حيث تم تجنيد الكتائب المدججة بالسلاح، وصفها على طول الطرق المؤدية للمطار، مطلقة لبارودها العنان، وكذلك تم إيقاد الشموع العملاقة التي بلغ لهيب شعلتها السحاب، وغير ذلك من الاحتفالات الأسطورية التي تليق بهذه المناسبة.


آخر مواهب هذا الشريك فجرها يوم المغادرة المشهود، وذلك بإقدامه على حرق كل المطار ومحتوياته!


خلِّصْ حقه   !!!!!!!!!!!!!!!!   


كانت تلك آخر عبارة تبرع بها الشريك الموهوب، وهو يشد رحاله نحو الجنوب!!!!

محمد عبد الله الشيباني

الخميس، أغسطس 21، 2014

الإدراك

الإدراك سيد الحواس!
سألت نفسي: لماذا جعل الله لنا خمسة حواس، وربما ست، وهو القادر على أن يجمعهم في واحدة؟!

يستطيع ماكرو الليل والنهار أن يعتِّموا على عيوننا ، فلا يروننا أو يسمعوننا إلا ما يريدون أن يعرضوه علينا في وسائل الإعلام التي سيطروا عليها ظلما وعدوانا، تماما كما فعل الدكتاتور السابق طوال فترة إمهال الله له؛ فلا أحد يجهل ما سرق القذافي من أموال الليبيين من مليارات، سخرها فقط في تعطيل عيون وآذان الليبيين، وذلك من أجل تمرير زوره وبهتانه.

ولئن كانتا حاستي السمع والبصر، بطبيعتهما، تجلبان لنا المسموع والمنظور على الحالة الخام التي هو عليها، ولا تجبراننا كثيرا على الاستكناه والاستنباط والاستقراء؛ إلا أن حواس الشم والتذوق واللمس وكذا سادسة الحواس، ورغم ما يبدو عليهم من قصور نسبي مقارنة بحاستي البصر والسمع، تراهم يأتوننا بالكثير الكثير من مكنونات ما نشمه ونتذوقه ونلمسه ونستلهمه، وذلك دون التقيد بمادته الخام التي هو عليها!

ترك الليبيون أعينهم وآذانهم لمن أجبرهم على تركها، فعزفوا عن مشاهدة قنواته التلفزيونية، وصموا ما تبقى من سمعهم عن سماع إفكه وترهاته، ولجأوا إلى ما منحهم الله من حواس أخرى، تعتمد تقنيتها الربانية على الاستقراء والاستنباط، فكان قرارهم الحكيم بضرورة إسقاط رأس الإفك والتزوير، وأسقطوه.

القذافي اعتمد على الشريحة الكبرى من كسالى الليبيين الذين اكتفوا بما أراهم هذا المحتال من صور مزيفة، وبما أسمعهم من أخبار مزورة في تحديد موقفهم منه، وهو ما أدى إلى طول مكوثه على أعناقهم العقود الطوال. ورثة القذافي يستعملون الآن نفس التقنية التي استعملها القذافي ووصاهم باستعمالها؛ سرقة المال واستخدامه في طمس الأعين والآذان!

ها هم بقايا فلول المغرر بهم من جنود القذافي وعُباده، يراهنون على البسطاء من كسالى الليبيين، والذين بات يكفيهم لتحديد موقفهم من أكبر أزمة تمر بالوطن الآن، مجرد سماع إشاعة واهية، أو رؤية مقطع سمعي أو بصري مزيف في وسائل إعلام هؤلاء الفلول.

أسأل أحد البسطاء والمفتون باستهلاك الجاهز: أعلم أنك لم تمر من المناطق التي يتواجد فيها قاطعو الطرق الذين باتوا أشهر من نار على علم، وأعلم أن سيارتك لم تُسرق إكراها منك، كما أعلم أنهم لم يخطفوا ابنك ويطالبونك بفدية، ولم تفقد أحدا من أقاربك بعذر أنه من منطقة معينة؛ كل هذا أعلمه، ولكن، ووفقا لحواس الشم والتذوق والتحسس والاستنباط والاستقراء التي زودك بها خالقك، قل لي من ترجح أنه يفعل كل ذلك؟!!!!!!!!!!!!

يتلخبط، ولكنه يصر على عادته السيئة في استهلاك الجاهز، ويقول لي كلاما يدل على حاجته لمزيل الصدأ !

حمدا لك ربي على تعدد حواسنا وما أودعت فيها من خاصية تمييز الغث من السمين والحقيقي من الفالصو!!!!

الفتنة

***** والفتنة مرة ثانية ! *****

عندما نصافح مؤيدين ومبايعين لمن هم في مقدمة عمل اجتماعي أو سياسي ما، فإننا بهذا نقوم بمنح من صافحناهم مؤيدين لهم ومبايعين مجرد لمسة واحدة من يدنا، وليس كل يدنا، وذلك حتى نعبر عن تأييدنا لهم في موقف محدد واحد، ثم نسارع، على الفور، بسحب يدنا من يد من بايعناهم، وذلك من أجل استخدام هذه اليد التي لا نملك غيرها مرات ومرات أخرى في تأييدات ومبايعات قادمة تتعدد بتعدد المواقف وتغير الظروف وتغير القادة.

إن مصافحتنا لقيادة ما تأييدا لها في موقف ما، إنما هي شحنة طاقة إيجابية يتحتم على جميع أفراد المجتمع منحها لمن يتصدون لقيادة المجتمع، وذلك حتى تستخدم هذه القيادة مجموع الشحنات الإيجابية للمجتمع في الدفع بقاطرة المجتمع إلى الأمام.

إن أيدي المبايعين المقطوعة والمكدسة أمام قادتهم، يراكم مع الوقت أعداد هذه الأيدي المشلولة، ويزيد في الثقل الملقى على القيادة، وهو ما يؤدي حتما إلى ضعف القيادة، ومن تم انهيارها وانهيار المجتمع معها.

كما أن شعور المبايعين بانتهازية القادة وقيام هؤلاء القادة باختزال المواطن وصوته  وموقفه ورأيه في مجرد رقم في كتلة من الأرقام، من شأنه أن يبعث على التخاذل وإحجام الناس عن تأييد القيادة، ومن تم انفصال هذه القيادة عن المجتمع وانهيارها وانهيار المجتمع معها.


هل أستطيع أن أتجرأ، وأسمي هذه الحالة والسائدة بيننا حاليا باسم الفتنة؛ فتنة القادة الكبار طالبي البيعة والتأييد ، وفتنة مانحي هذه البيعة؟!

الاثنين، أغسطس 11، 2014

من فعل

س 1 ـــــــ   من فعل كل هذا بنا؟!

ج 1:ــــــــــ

1 ــ ذيول وتداعيات نظام حكم فاسد سابق.

2 ــ سقوط نظام تعود عليه البعض واستمرءوه.

3 ــ نسخة ديمقراطية غير متوافقة معنا.

4 ــ بقايا مادية ومعنوية ضارة تكتظ بها ساحة حرب محلية قريبة العهد.

5 ــ حزبية وأيديولوجية مراهقة.

6 ــ بقايا موروث ومورثات بدوية.

7 ــ أطلس ودستور قبلي فطري ولكنه مقدس.

8 ــ مجال محيطي موبوء وعدواني.

9 ــ مخزون شحيح جدا من الانسجام الفكري والمجتمعي.

10 ــ مجسات تحسس الخطر تحت مستوى التحسس الغريزي.

11 ــ أدوات صناعة النخبة متعطلة، وما تشكل من هذه النخب معيب

12 ــ تشخيص سائد خاطئ لحالتنا، وخاصة فيما يتعلق بالتاريخ المرضي لهذه الحالة.

13 ــ تراكم الفوبيات المتنوعة وتكدسها على خط العلاج الواهي الضعيف.

14 ــ تطفل المداوين غير المؤهلين وجرأتهم على حقن جسمنا بأدوية ضارة أو غير ذات مفعول.

15 ــ معالم إرشادية وإعلامية متداخلة ومتناقضة اللون والاتجاه.

16 ــ العلل السابقة تسببت مجتمعة في إحداث زلزال واضطراب جسيم في بنية الجسم الليبي المعتل، مما أدى إلى تشوه بنيوي أدى إلى عكس اتجاهات وآثار الأجهزة الحيوية الأساسية في الجسم.

هذا تشخيص بسيط يستطيع أي مشخص مبتدئ القيام به. وبنفس البساطة يمكن وصف الدواء لهذه العلل، وذلك بمجرد وضع كلمة تفيد إزالة وإعدام وجود وآثار العلل المذكورة عاليه.

س 2 ......... ما هو العلاج؟!

ج 2: ـــ
 
إن المشكلة تكمن في توفير ذلك المداوي الفذ وأدواته وكوادره الجادة الصادقة الذكية.

حقا نحن بحاجة إلى قيادة راشدة قوية، حتى وإن كانت دكتاتورية!

محمد عبد الله الشيباني

الأربعاء، أغسطس 06، 2014

لا نتعلم الوقاية



لا نتعلم الوقاية من المرض، حتى نتأكد من قدرته على إماتتنا!

لو فعل ذلك جحا، لغدا فعله الأحمق هذا طرفة تتناقلها الأجيال! بيد أن هذه الطرفة، أو قل المأساة، ها هي نراها تمشي بيننا، وربما وضعت بعضنا في رأس قائمة سجل حمقى جينز الذين يدعون الطب ويموتون بالعلة!

قد ينصرف تفكير الكثير إلى أن العلل التي أعنيها هي تلك التي تصيب الأجسام، وما نرتكبه ونجنيه من أخطاء حيالها، رغم معرفتنا الكاملة بمخاطرها، وكثرة تحذير ذوي الاختصاص منها.

العلة التي أعنيها ها هنا، هي أكبر بكثير من ذلك، إنها علة قصور عقولنا وحواسنا عن تحسس الخطأ الفادح، والظلم الجسيم، بل واستمراء ذلك، وعدم الخوف والحذر من عواقبه الوخيمة التي رأيناها رأي العين تطيح بأنظمة، وتفتك بمن يظنون أنفسهم أكبر من مسطرة العدالة، وأقوى من سنن الحياة ونواميس الكون.

الذين غضوا الطرف عن هذه المسطرة وتلك النواميس، رأيناهم أمامنا يسقطون، ويسقطون معهم ليبيا كلها في أتون حرب كلفتنا عشرات آلاف الضحايا، والكثير الكثير من الإمكانيات والمقدرات.


ولعل من أهم أعراض هذه العلة، هو قيام المصاب بها بغلق عينيه وأذنيه، والتوغل دون بوصلة في بحر الظلم مدلهم الأمواج سحيق القاع!

أجزم بأن الكثير من ظالمي اليوم كانوا بالأمس القريب يعددون مظالم ظالمي عتاولة النظام السابق؛ من قتل، وسرقة، وغير ذلك من بوائق، بل ربما اتخذوا ذلك سببا ومبررا للثورة على ذلك النظام.

شاب في مقتبل العمر، انخرط كغيره في فوضى ما بعد الثورة، ثم حدث الخطأ المحتوم، وألقت به الفوضى في أحد حفرها التي يصعب فيها تمييز الظالم من المظلوم، واضطر ذلك الشاب إلى مواجهة المصيبة منفردا. وفي لحظة من لحظات  شفافيته عبَّر لي هذا الشاب عن كامل إيمانه بأنه ما من أحد ارتكب سيئة في هذه الثورة إلا وعاجله الله بالقصاص!

عند اندلاع شرارة الحرب التي تعيشها العاصمة هذه الأيام، ثارت في نفسي التساؤلات الكثيرة عن حكمة اشتعال هذه الحرب، وفيما إذا كان اشتعالها قد هيأت له وأدارته نفس معادلات القصاص الإلهي ومسطرته ونواميسه التي أدارت كل نواتج أعمال الظلم السابقة، بدءا من القصاص بعتاولة الظلم الكبار، وانتهاء بذلك الشاب المسكين.

أطلس وتضاريس الحرب الدائرة الآن، تظهر بجلاء خطوط الظلم وسراديبه، وكيف تشكلت خلال سنوات ما بعد الثورة بخطايا ومخالفات الكثير منا الذين لكثرة ما ارتكبوا من ظلم وما تواتر عنهم من أخبار قطع طرق وسرقة بالإكراه، وربما إزهاق أنفس، غدوا مثلا وخبرا يتداوله التاريخ وقراؤه. ذات الأطلس أظهر لنا وبسرعة مهاوي وحفر القصاص، وهي تبتلع أولئك الظالمين الأغبياء، وفي مكان وزمان وشكل لم يحسبوا له أي حساب!

هذه الإشارة العابرة لحكايات الظلم والظالمين،  أراها أكثر من كافية لتمييز أشخاص الحالة وأبطال المشهد الذي أعني. ومهما كان من أمر هؤلاء، فإن الذي يهمنا من قصتهم هو تشخيص الحالة، ومعرفة أسبابها ونواتجها وطرق الوقاية منها، وهو ما يجب التفصيل فيه أكثر وأكثر، حتى لا نموت قبل أن نتعلم الوقاية.

محمد عبد الله الشيباني