الثلاثاء، أكتوبر 28، 2014

لعبة عض الأصابع

لعبة عض الأصابع على الطريقة الليبية!

بالمؤكد أن الليبيين تستهويهم كثيرا لعبة عض الأصابع، وذلك لما يتسم به معظمهم من عناد ومزاج فطري بسيط ينجذب كثيرا إلى تحقيق الغلبة على الخصم، أي خصم ، والذي قد يتم صناعته محليا، كما هو دائر الآن!

يبدو أن لعبة عض الأصابع قد تحولت إلى نظام المقاولة بالباطن، وانقسمت إلى جهازين ؛ أحدهما متخصص في مجرد  العض فقط، وآخر مهمته صنع الأصابع القابلة أو المتطوعة للعض والقذف بها بين أسنان فريق العض ، وبذلك تجول المشهد برمته إلى خط انتاج أصابع مقطوعة، وتسجيل أهداف مجانية وغير ناضجة، وكل ذلك  بعيدا عن حكم المباراة وصفارته وقلمه وسجلاته!

ها هي اللعبة تتسع كل يوم، وتزداد درجة حرارتها، وها هي الأصابع تتساقط، والدماء تسيل، ولكن كباتنة فريقي اللعبة لم يفقد أي منهما جزءا من أصبعه، ولا قطرة من دمه، كما ولم تظهر عليه أي علامة من علامات الاعتراف بالخصم وقوته، ولا حتى إمكانية التوقف لبعض الوقت لحساب الأصابع المقطوعة من كلا الطرفين، واعتماد طريقة الفوز بالنقاط بدلا من طريقة الضربة القاضية التي يعشقها الليبيون المساكين كثيرا.

نعم أبرياء كثيرون يعانون، وآخرون يغرون أو يرغمون على وضع أصابعهم في مقصلة السياسة التي لا ترحم! 

بيد أن المضحك المبكي هو أن تسمع من يقول: كل تلك الأصابع الليبية المقطوعة هي لأجل ليبيا!

موسى ابراهيم والنفخ في الرميم

موسى ابراهيم، والنفخ في الرميم !

إن الخطوط الحمراء التي تجاوزها، بل حطمها القذافي خلال عقود دكتاتوريته واستبداده، جعلتني حقا أكره القذافي حتى النخاع؛ بيد أن هذا لم يجعلني أكره من هم حول القذافي ممن لم يدفعهم تأييدهم له إلى درك ارتكاب الموبقات، وفي مقدمة هذه الموبقات بالطبع؛ قتل النفس الذي أدمنه القذافي !

موسى ابراهيم ذلك الشاب الذي يحمل الدكتوراه من أوربا، حيت درس، وعاش بين الأوروبيين المتفتحين المتنورين، وتعلم لغتهم، وامتزج بهم نسبا، هو أحد هؤلاء الذين ظهروا حول القذافي مؤخرا.

يعجبني حقا موسى ابراهيم؛ حضورا، وحسن بيان، وجودة لغة؛ عربية، وأجنبية. كما يعجبني غيره من مثقفين وحقوقيين كبار ظهروا أيام الحرب بين الحاكم وشعبه، وكنت حقا مشدودا ومعجبا ببعضهم.

ولكن العجيب حقا أن الرجل منهم يتكلم ساعة إلا خمس دقائق، ولا أرى في كلامه ما يعيب، وأحسب أن الخمس دقائق الأخيرة من ساعته ستكون تأكيدا وتلخيصا لجميل وبليغ ما تحدث به؛ إلا أنه فجأة ينسى كل ما قاله، وربما ما يقوله خارج الأثير مع نفسه وعائلته وخواصه، ثم ينخرط في نوبة تمجيد ومدح وتبرير لما يفعله القائد المنافح عن جماهيريته وكتابه الأخضر ونظريته العالمية الثالثة، وسابع ابريله، وكذا تقتيله لشعبه في حربه الناعمة والساخنة كلتيهما !

وعند ذلك ليس لي إلا أن انخرط أنا أيضا في سؤال نفسي السؤال المكرر: لماذا هؤلاء المثقفين المتنورين يدافعون عن كتلة الظلام؛ القذافي؟! بل لماذا هذا التحول المفاجئ في مسار حديثهم، وأحيانا بدرجة 180.

كلهم يعلمون تمام العلم أن القذافي مستبد ودكتاتور، وأنه أناني حتى النخاع، وقد يقتل من أجل كل ذلك، وهو بالفعل أقدم أكثر من مرة على قتل أقاربه وأبناء عمومته بسبب أنه شم بعض دخان الخروج عنه ومعارضته. حقا إن الخوف من القذافي والطمع فيه أعمى هؤلاء المتنورين والمتفتحين ، وزينوا للقذافي سيئ فعله، فأسقطوه، وسقطوا معه.

الخوف والطمع قد يكون له ما يبرره وأنت تفعله مع حي، ولكن امتداد التقديس والتبجيل لطاغية قتله ظلمه، واجتمع أهل الأرض والسماء عليه، فإنه حقا غير مبرر !


صاحبنا موسى إبراهيم هذا، وفي المؤتمر الأول لما يعرف بالحركة الوطنية الشعبية الليبية، ظهر كما لو أنه في حضرة القذافي، ولم تسقط من قاموسه  الخشبي الجماهيري القديم أي كلمة !

ذات مرة ، وخلال زمن الثورة على القذافي، سمعت موسى ابراهيم يتكلم عن تقنية سيكولوجية التأثير الإعلامي  في نفوس الناس، وكان آنذاك يستخدم هذه التقنية من أجل الفوهرر  القذافي، وبررت له ذلك !

سقط الفوهرر وتلاشى ماديا ومعنويا، ولكن موسى ابراهيم، ظل يجتر القديم، وينفخ في الرميم !

لا أدري من يستهدف موسى ابراهيم بدعاية فجة لكائن ذوى وانتهى وتلاشى !

هل هذا الخطاب السياسي المتحجر،  سيلقى من يستمع إليه من الليبيين الذبن سمم القذافي أسماعهم بنفس هذا الكلام، حتى كان ذلك سببا في سقوطه!

هذا الخطاب سينسف كل أمل في جمع الليبيين على طاولة حوار واحدة، وقطعا لن يعيد القذافي ولا الجماهيرية التي يمارس موسى ابراهيم ومن حوله النفخ في رمادها، وذلك في محاولة يائسة منهم من أجل إعادتها لليبيين المساكين حتى تأكل ما تبقى من أعمارهم !

الثلاثاء، أكتوبر 21، 2014

حريق ليبيا

حريق ليبيا بين حاملي الماء وحاملي الحطب !

داخليا وخارجيا؛ هناك حاملو حطب، وكذلك حاملو ماء! وحتى هذه اللحظة يبدو أن كميات الحطب المقذوفة في أتون الحريق أكثر من الماء، وذلك لأن ألسنة الحريق تزداد كل يوم تطاولا !

وبديهي أن الماء المحلي والماء الخارجي هما المعول عليهما لإيقاف تيار الدم الليبي المتدفق في شرق البلاد وغربها، إلا أن الماء الخارجي لا يمكن له أن ينساب ويأخذ طريقه نحو حفرة اللهب إلا إذا تدفق أمامه الماء المحلي وتخلص من حالة الركود التي تسببها العوائق والأحجار الكثيرة في مجراه.

أكثر هذه العوائق خطورة والمتسببة في ركود الماء المحلي لإطفاء حرائق ليبيا، هو ذلك الشعور القاتل لدى كل من بيده إناء من ماء، بأن طرفي النزاع إن هما إلا ديكان لن ينتهي عراكهما حتى يسحق أحدهما الآخر، وذلك تأسيسا على ما بينهما من خلافات سياسية وأيديولوجية عميقة، كما هو شائع الفهم!

تعاظم كمية الحطب المحلي، جاء  في أغلبه من حالة انعدام الثقة بين شركاء الوطن والمصير الواحد، وهذا الحطب المحلي هو أهم مكونات أطراف المعادلة الأربعة؛ الحطبان والماءان !

أصناف انعدام الثقة المؤججة للحريق الليبي كثيرة، بيد أن أهمها هو ذاك المتراكم في قلوب الفرقاء الأيديولوجيين؛ فحتى أصحاب الأيديولوجيا الدينية ذات الأصل الواحد يحاول كل طرف منهم أن يزيح الآخر، وبعنف!

يبدو الآن أن أشد أنواع الحطب المقذوف في الحريق الليبي المشؤوم، هو ذاك الذي تكوم جراء الاحتكاكات الكثيرة بين أصحاب التيار الإسلامي من جهة، وبين من يصفون أنفسهم بالليبراليين من جهة أخرى، وذلك على مدى منظور يقدر بثلاث سنوات، ومدى آخر غير منظور يمتد إلى الصراع المزمن بين أصحاب هذين التوجهين.

المواطن الليبي البسيط، وهو ينظر إلى الحريق الليبي يقترب من أطراف ثيابه، يسوؤه كثيرا من يجتهد في تكديس الحطب ويمنع الماء من الوصول إلى الحريق، وذلك بمبرر إحراز الهدف الأيديولوجي الذي لن يجد من يحتفي به ويصفق له إذا خرج الحريق الليبي عن السيطرة وأحرق الجميع.



الأحد، أكتوبر 19، 2014

الكتلة الاجتماعية اللينة

الكتلة الاجتماعية اللينة، والنتوءات الحادة فيها !

لعله من السهل ملاحظة هاذين الكائنين الاجتماعيين؛ اللين، والحاد الناتئ،  في أي تجمع بشري، أيا كان مستواه ومحتواه. كما أنه من السهل ملاحظة حركة هاذين الكائنين، ودرجة تأثير كل منهما في الأخرى.

كما من السهل أيضا معرفة العلاقة بين النظام السياسي الذي يحكم مجتمعا ما، ودرجة الانسجام والتوافق بين الكتلة الاجتماعية اللينة فيه، والنتوءات الحادة البارزة منها.

عندما تكون درجة الاحتكاك والتصادم بين الكتلة الاجتماعية ونتوءاتها البارزة تساوي صفرا، فإن هذا يعني انسجام هاذين المركبين الاجتماعيين، وهو ما يؤدي في درجته المثالية إلى ذوبان واضمحلال النتوءات الحادة الضارة الشاذة بالكامل، وظهور المجتمع ككل على هيئة لينة واحدة منسجمة مطواعة، ويبلغ الرضاء والانسجام الاجتماعي ذروته، حتى إنه يصعب حينئذ التمييز بين الحاكم والمحكوم .

الوجه المقابل البشع لهذه الحالة الاجتماعية المثالية، هو تلك الحالة المعاكسة تماما لهذه الحالة، وحيث عندها تعربد تلك النتوءات الاجتماعية الحادة،  وتجرف المجتمع جميعه حيث تريد، بل وربما قلصته واختزلته في شخص عدة أفراد، أو حتى في فرد حاد ناتئ واحد!

النظام السياسي الدكتاتوري الذي كان يحكم ليبيا قبل ثورة فبراير، ظهر فيه ذلك النتوء الحاد الواحد في أوضح صوره، ممثلا في شخص القذافي، والذي كان من الصعب أن ترى ليبيا بملايينها المتعددة وبجغرافيتها المتمددة، وذلك إذا ما تمددت قامة القائد بينك وبين ليبيا، كل ليبيا !  

ملايين الليبيين الممثلين للكتلة الاجتماعية اللينة، كان هدفهم الأبرز هو اجتثاث ذلك النتوء الحاد الضخم، الدكتاتور القذافي، وحيث كان الفرح بتحقيق ذلك الهدف ظاهرا بوضوح في احتفال الليبيين الأسطوري باستئصال ذلك النتوء، وملأهم الميادين بالملايين في العيد الأول لتفجر ثورة فبراير، وبالتحديد في عشية يوم 2.17. 2012 !

خطأ طبي فادح ارتكبه الجراح وهو يستأصل ذلك النتوء الحاد، وذلك عندما غض طرفه ، عمدا أو سهوا، عن غدة انتاج هرمون النتوءات الحادة في المجتمع الليبي، وهو الهرمون الذي ظل متدفقا حتى حينه صانعا الكثير من النتوءات الحادة التي تخترق الآن الكتلة الليبية اللينة، وتقذف بأشلائها في كل اتجاه !

الكتلة اللينة للملايين الليبية، هي الآن في أسوأ حالاتها، وليس أمام هذه الكتلة للخلاص مما هي فيه من استلاب لإرادتها، سوى قيامها بتقيؤ هذه النتوءات الحادة الكريهة، ولتكن البداية بقيام المجالس المحلية لكل بلدية بمسح إحصائي، يكون بمثابة سكانر اجتماعي، يرصد عدد هذه النتوءات، ودرجة تغلغلها في الجسم اللين للكتلة الاجتماعية لكل بلدية.

أخطر وأبشع نتوءاتنا الحادة، هي الآن معروفة للجميع، وهي كل من سرق سلاحا خفيفا أو ثقيلا من الدولة الليبية، وظل حتى حينه يعربد بهذا السلاح، ويقذف بباروده في كل اتجاه بعيدا عن الدولة وأجهزتها الحاكمة المسيطرة.

أما ثاني هذه النتوءات الحادة، فهم أصحاب التوجهات الأيديولوجية الحادة أيا كانت مسوغاتهم، والذين تراهم يحلقون بعيدا عن السرب الليبي الممثل في الكتلة الاجتماعية الليبية اللينة !


المسح الاجتماعي الإحصائي المذكور الذي تقوم به كل بلدية على حدة، سيظهر بسهولة خريطة توزيع بؤر البارود المنفلت، وبؤر الأيديولوجيا الجامحة، وهاتين البؤرتين هما المكانين الوحيدين الصالحين لإنبات ونمو تلك النتوءات الاجتماعية الحادة الكريهة، والتي تأخذ ليبيا الآن إلى المجهول !

أنياب ذئب

                            
أنيابُ ذئبٍ
أمْ
رؤوس أفاعي
في  شاشةِ  التلفازِ
والمذياعِ؟!

قَنواتُ  إعلامٍ
بظاهرِ  بُرقعٍ
لكنها  الحياتُ
خلفَ  قناعِ

هذا  الأثيرُ
تفجَّرتْ  ذراتُهُ
بلهيبِ
ألسنةٍ لها
وَيَراعِ



خلفَ  الكواليسِ
نُباعُ
ونُشترى
كقطيعِ  أغنامِ
وبعضِ  متاعِ

هذي  المحطاتُ
تبيعنا  مُنتجاً
دسَّ   الزؤامَ
بُبهرج  الإقناعِ

عجباً  لذي  عقلٍ
تقودهُ
أذنهُ
ويسيرُ خلفَ مُروجٍ  
خدّاعِ

أضحى   مَسارُ  الوعي
رهنَ    إشارةٍ
من  مُفترٍ
بل   تاجرٍ
طمّاعِ

الرأيُ  
زيَّفهُ الحواةُ
بِسحرهِمْ
والحقُّ
زوَّرهُ
خبيرُ   خِداعِ

جُلُّ  الحرائقِ  
من  وراءِ
شرارةٍ
مشحونةٍ
بالدَّسِّ  والإيقاعِ


مدُّ   اللسانِ
على  الأثيرِ
شهادةٌ
بعد   السكوتِ
تدومُ
في  الأسماعِ     

ستظلُّ  ناطقةً
برغمِ  سكوتنا
وفناءِ جسمٍ
وانكسارِ يَراعِ

يا  أيها الساعون
نحو  شهادةٍ
لا   تجنحوا
للظنِّ
عند  نزاعِ

فالظنُّ
بعضُ الزورِ
عند سواده
وزواجه بالقصد
والأطماعِ

لا تمنحوا  
صَكَّ  الشهادةِ
هكذا
دون الدليلِ
الصارخِ
اللمّاعِ


مثلُ   الديوكِ
على الأثير
حوارنا
بل ربما
صرنا
جياعَ  ضِباعِ


هِيَ   علةٌ
تلك  التي
أعراضها
ذاك  اللسانِ
"الملتوي  اللعلاعِ"


محمد عبد الله الشيباني



جبل البؤس

*** هل جبل البؤس العملاق هذا، يقف فوق غشاء رقيق من عاطفة مكبوتة ؟! ***
  

أو .....   

هل هناك من علاقة  فيما بين حالة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لمجتمع ما، وحالة الاستقرار والإشباع العاطفي لأفراد هذا المجتمع؟!

تجيب عن هذا السؤال خريطة توزع بؤر الإضطرابات الإجتماعية والسياسية في العالم، والتي تظهر بوضوح العلاقة الطردية فيما بين استقرار الحالة العاطفية للمجتمع ، واستقرار أوضاعه السياسية والاجتماعية. 

هل يأتي ذلك اليوم الذي يصبح فيه سؤالنا الجاري المعتاد، هو: 

كيف حال حالتك العاطفية؟

هل أستطيع الآن أن أخرج إلى جاري الذي لا ينقطع صوت العراك في بيته، وأسأله عن حالته العاطفية؟!

حربنا القائمة الحالية في شرق البلاد وغربها، وتناطح برلمانين وحكومتين، وغير ذلك من مظاهر عدم الاستقرار، هل هي أيضا بسبب الحرمان العاطفي؟!

ماذا لو أننا قمنا بحملة قومية للإشباع العاطفي، نبدأ فيها من الرؤوس، ولا ننتهي حتى نطفئ حر  أفئدة الشباب الذين يكاد لهيب عواطفهم المكبوتة يجعل رصيف الشارع المكتظ بهم أحجار فرن عملاق ؟!

سكاكين مقاول إرهاب بنغازي

سكاكين مقاول إرهاب بنغازي مشحوذة على البارد والساخن كليهما !

حتى الآن لم يسفر مقاول إرهاب بنغازي عن اسمه أو عنوانه أو اسم صاحب المقاولة أو حتى حدود نطاق تلك السكاكين المنفلتة التي يحملها!

بدأ هذا المقاول أول ما بدأ وأجواء بنغازي باردة تشوبها من حين لآخر بعض الزوابع، ولكنها زوابع تبقى في نطاق المتوقع من مدينة قادت ثورة ناجحة ضد أعتى دكتاتور !

كان أحد مبررات قيام هذا المقاول بعمله الشنيع هو جو الاحتقان الذي خلقته حالة الانفلات التي أعقبت الثورة ، وكان التفسير الشائع لذلك العمل الجبان هو ما يعرف بما يسمى تصفية الحسابات على البارد !

ورغم أن أجواء بنغازي سخنت، وأصبح موضوع تصفية الحسابات متاح لأطراف الصراع في ضوء الشمس وبحرارتها، إلا أن ذلك المقاول الخبيث ظل ينفذ تلك المقاولة المخزية، وكأن موضوع الصفقة لا يتعلق من قريب أو بعيد برؤوس الصراع في بنغازي، وإنما له مجال نشاط وهدف آخرين .

تُرى هل يعرف أطراف الصراع في بنغازي أن هذا المقاول الشبح قد أوكل إليهم شطرا كبيرا من مهمته الشيطانية ينفذونها بدون مقابل، وظل هو منهمكا في مهمة القتل على البارد التي أرتاح إليها، لا سيما بعد نجاحه في إزاحة حماة بنغازي بعيدا عن بنغازي، ينفذون الجانب الساخن الذي كلفهم به من مهمته القذرة.

احتقاننا الأيديولوجي

احتقاننا الأيديولوجي؛ لم نفلح بعد في السيطرة عليه !

احتقاننا الأيديولوجي،  في شقيه الإثنين؛ البارد كثير التلافيف، والساخن باهظ التكاليف، لا يزال كما هو، بل، وبكل أسف، يزداد انضغاطا وانتشارا !

ولأن الشطر البارد من هذا الاحتقان، هو الأهم، لأنه هو من يصنع ذلك الساخن الفتاك، وجب علينا العمل في اتجاه اختراع صمامات أمان تمنع تحوله إلى ساخن، بل وتحول بيئة تكاثره وتفاقمه إلى بيئة طاردة ومستأصلة له.

أحسب أن التقدم العلمي الذي أنعم الله به علينا، لا سيما في مجال التواصل والإتصال،  من شأنه أن يزيل تلك الحواجز والعتامات التي كانت تعشش فيها أفكار وتأويلات ضارة، سمح لها استقرارها وتجذرها في تلك الحواجز والعتامات بتعدي الحجم الحرج لها، وهو الذي عنده تمكنت من التسرب إلى أذهان الناس من خاصة وعوام، ومن تم تغلغلت في تلك الأذهان، وسببت ما سببت من تمذهب وتشيع وتعصب غبي مقيت !

إننا إذا اتفقنا على أن أحد أهم أسباب احتقاننا الأيديولوجي، هو  وجودنا لفترة طويلة في زاوية مظلمة محجوبة عن شمس الاتصال والتواصل والعلم والمعرفة، فإن أي تحسس الآن من أدوات ومنتجات العلم والمعرفة، هو تكريس لحالتنا السابقة التي نحصد الآن ثمارها المرة.

إن أبواب الخبر والنور التي فتحها العلم على شعوب كثيرة تقود العالم ألان، لا مناص لنا ونحن نسعى للنور والخير من ولوج هذه الأبواب، وبدونما تحفظ !

إنه من المعروف والموثق تاريخيا أن شعوبا وامما كثيرة عانت من الاحتقان الأيديولوجي، ولكنها، وبواسطة مشكاة العلم والمعرفة، ها هي الآن تنفذ في أقطار السموات والأرض !

العلوم جميعها؛ ابتداء من علم فك وترتيب الحروف والكلمات، وانتهاء بعلم غزو المجرات، وما بين هذا وذاك من عوالم معارف ومعلومات، كلها مما لا يجب علينا استثناوه أو التحسس منه، ونحن نحل لغز إدمان احتقاننا الأيديولوجي المرهق.

مرآة العلم الآن تظهر مادق من أشياء فوق سطح جلدنا، وهي أيضا تسبر أغوار أعماقنا النفسية والجسمية وترصد ما بها من علل قد تكون هي العامل المجهول في معادلة احتقاننا الأيديولوجي المتاهية!

أصبع اليد الحادي عشر !

أصبع اليد الحادي عشر !

ثمة أكثر من خط من خطوط التحسس لدى الإنسان، وجميعها صمامات أمان له ؛ بيد أن الخط الذي بعده ينخرط الإنسان في نوبة العناد الغبي، هو من أخطر هذه الخطوط وأفتكها، وذلك لأن معظم مكونات حيز العناد مصنوعة من المادة المخدرة المعروفة باسمها العلمي العربي: " عنادين "،  والمؤدي تعاطيها إلى غيبوبة كاملة، تؤدي بدورها إلى الموت !

معاندان شديدان عربيان، ويرجح أنهما ليبيان، برز كل منهما للآخر، وجربا جميع وسائل " كسر الخشم وبز العين "، ولكن النتيجة دائما تأتي سالبة بالرغم من تعاظم عدد الأهداف التي جميعها تصب في حجر الأم المسكينة التي تنظر إلى ابنيها الوحيدين وهما يتقاتلان بكل شفقة وألم وتحسر.

أحد الأخوين المتصارعين لم يبق في ذاكرته المثقوبة من دروس مدرسته التي غادرها مبكرا، سوى بقايا قصص العراك والعناد التي يعشقها، والتي منها القصة المعروفة بقصة عض الأصابع!

ما إن ذكَّر صاحب هذه الفكرة، فكرة عض الأصابع، صاحبه بها، واتفقا كلاهما على ذلك، حتى هبت الأم المسكينة مذعورة ممسكة بجنبها حيث كبدها !

وفي غمرة تدخل الأم للفصل بين الفكين المشحوذين بسم العناد ، كانت أصابع الأم هي الأقرب لمقصلتي الحقد والانتقام!

مرت الثواني ، ومن بعدها الدقائق، ولم يظهر على أي من المتصارعين  شيء من الوجع يشير إلى قرب إذعان أي منهما للآخر، وذلك لأن اللعبة انتهت، والأصابع قد قطعت!

لم يشعر أي من المتصارعين بفقد أحد من أصابعه الفولاذية المشربة بسم العناد، فشرعا مستغربين يتفحصان أصابعهما التي لا زالت كما هي: عشرة أصابع بالتمام والكمال!

 في هذه الأثناء تدحرج أصبعان رقيقان مغموسان بدم الأم المسكينة، والتي فضلت قضم أصابعها وفقدها على أن يتقطع مجرد ظفر من فلذة كبدها !

أيها الليبيون العاقون: إن كبد أمكم ليبيا تتقطع مع كل رصاصة تنطلق من أحدكما ناحية صدر الآخر!
أوقفوا العقوق!
أوقفوا الرصاص!
وفروا على أمكم ما تبقى من كبدها!

محمد عبد الله الشيباني
Aa10zz100@yahoo.com
http://libyanspring.blogspot.com
https://www.facebook.com/moh.a.shebani

ولكم في القصاص حياة !

نعم؛ " ولكم في القصاص حياة " !

العقوبات بدءا من القتل حتى التعزير، هي ضرر يقع على مستحق العقوبة سيء الحظ. والمستحقون للعقوبة بسبب خطأ ارتكبوه، هم عينة اجتماعية نستطيع حسابها وتحديد حجمها باستخدام المعادلات الإحصائية ورديفتها المؤشرات الاجتماعية، وحيث هذه العينة تزيد وتنقص وفقا لمحددات كثيرة ليس من الصعب التحكم فيها. 

لم تشرع العقوبات جميعها لتكون مطبات لسيء الحظ، وإنما شرعت لتكون علامات تنبيه وتحذير تبلغ درجتها المثالية عندما تهبط بمؤشر العقوبة إلى الصفر . 

وكما لا يجب أن نفرح ونفتخر بأنفسنا وحسن حظنا ، وربما بتقوانا وورعنا ونحن نشاهد إقامة الحد على سيء الحظ من تلك العينة الإحصائية المبتلاة، والتي أفرزها مجتمعنا نحن المكون كما هو معروف من سيئي الحظ وحسنيه، يجب علينا بدل أن نفرح ونفتخر بحسن حظنا أن نحزن وذلك لعدم قدرتنا على الهبوط بمستوى العقوبة إلى الصفر، والذي هو بحق من صميم مسؤوليتنا الدينية والاجتماعية.  

إذا أفلحنا في جعل منظومة الحدود تماما كمنظومة متقدمة من منظومات الأمان من الحرائق التي تركب في المباني والمصانع الكبيرة ، والتي لا تعتبر مثالية إلا بعد هبوطها بمستوى الخطر إلى الصفر! عند ذلك فقط نصل بأنفسنا ومجتمعنا إلى المستوى الرفيع : الحياة ! ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب . 

الحياة الحقيقية هي تلك التي تكون فيها عينة سيء الحظ في المجتمع تساوي صفرا!

أي حياة تلك التي ينادى فيها كل يوم بقتل إنسان ، أو قطع يده، أو  جلده، أو حتى تعزيره؟!

نعم هذا هو الوجه المضيء للعقوبة والقصاص، والذي يجب أن يزيل من الأذهان الوجه المظلم الكئيب للحدود!

ديكودر !

ديكودر  !

إنه شيء محير حقا أن يتقاتل الليبيون؛ فباستثناء ورثة النظام السابق، يستطيع أي ديكودر أو فاك شفرات بسيط أن يصف جموع الليبيين من غير المستفيدين والداعمين للنظام السابق في صف بسيط لا يتخلله أي شذوذ أو انحراف أو تباين؛ ذلك أن جميع الليبيين من غير أبناء ومريدي القذافي قد صفهم القذافي في صف واحد ، ودفع بهم جميعهم في نفق الجماهيرية ودولة الحقراء، حتى أنك تستطيع وببساطة  تمييز ذلك الليبي الجماهيري الحقير بمجرد التحديق في عينيه المنهزمتين المنطفأتين!

ثورة فبراير هي أيضا رسخت الخط الفاصل بين الخيمة وأتباعها، وبين جموع الليبيين المسحوقين، والذين تحولوا إلى مسحوق  بارود شديد الانفجار نسف صرح النظام الجماهيري ، والذي بعد نسفه  قام  الليبيون جميعهم بالتوقيع باللون الأحمر  على إحصائية جديدة للمواطنين الليبيين كاملي المواطنة، وهي إحصائية تختلف بوضوح عن تلك الإحصائية الموقعة باللون الأخضر !

خطأ ما أصاب الديكودر، ومسح شطرا كبيرا من ذاكرة الليبيين، فنكر بعضهم بعضا، بل انخرطوا في حرب بعضهم بعضا!

يرجح أن الخلل الذي أصاب هذا الديكودر كان سببه وقوع هذا الديكودر ضمن نطاق مجالات كهربائية خارجية عالية الفولتية، وربما عالية السمية !

هل ترجع لليبيين ذاكرتهم الضائعة، فيضعون الديكودر الليبي في مكان آمن لا مجال فيه غير المجال الليبي المحدد بخريطة ليبيا.

آمل ذلك.

الأحد، أكتوبر 05، 2014

بلسم ماليزي

**** بلسم ماليزي ! ****
عمل يبدو في غاية البساطة أبدع فكرته أستاذ مادة علم الاجتماع في إحدى الجامعات الماليزية، ونفذه الطالب الماليزي محمد شريف، متخذا من طالب طب هندي بنفس الجامعة محلا ومختبرا لبلسم اجتماعي ماليزي أظهر نتائج باهرة!
هذا العمل لم يكن سوى قيام أستاذ الاجتماع بالاشتراط على طلبته، حتى يحققوا النجاح، قيام كل واحد منهم خلال الفترة الزمنية المخصصة للمادة بالنزول إلى الشارع ، وتنفيذ عمل من شأنه إدخال حالة من الفرح والشعور بالرضا لدى شخص ما يختاره الطالب الممتحن.
قام الطالب محمد شريف باختيار طالب هندي يجاوره في السكن، وقد بدت على هذا الطالب حالة من العزلة وعدم الارتياح، ربما بسبب ظروفه الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو حتى الدراسية.
استهدف محمد شريف مهمة إخراج زميله الهندي من الحالة السيئة المحيطة به، وابتدأ مهمته هذه بكتابة رسالة للطالب الهندي مفعمة بكلمات التشجيع وبعث الأمل وشحذ الهمة، ووضع هذه الرسالة دون توقيع تحت باب حجرة زميله الهندي. وفي اليوم التالي أهدى محمد شريف زميله قبعة وضعها تحت باب حجرته وأيضا دون الإشارة إلى مانح هذه الهدية؛ وهكذا استمر محمد شريف في إرسال شحنات البهجة والسرور والتشجيع إلى نفس زميله الهندي الذي من جانبه استسلم بالكامل للتجارب المخبرية الاجتماعية والنفسية المجراة عليه من قبل زميله الماليزي، ومن وراء حجاب!
النتائج الإيجابية لهذا العمل البسيط كانت في غاية الروعة، وأدت في مجملها إلى تغيير جوهري في نفسية وسلوك وأداء الطالب الهندي، والذي حتما، كما تكهن من هم حوله، سيصبح طبيبا ماهرا يصنع البلاسم الكثيرة للكثيرين، وذلك بفضل بلسم بسيط أبدع فكرته أستاذ اجتماع متنور، ونفذه طالب جامعي مشع متألق!
ولكن ......... !
هلْ يا تُرى ..
قد يحدثُ هذا هنا ..
حيثُ أنا ..
في ليبيا ..
حيث المصائبُ والمواجعُ والضنا ..
حيث النصيحةُ سُبَّةٌ ..
أو هكذا تبدو لأكثر نشئنا ..
حيث الكبيرُ كلامهُ محضُ هراء ..
حيث الصغيرُ مكبلٌ..
ببئيسِ ما فعل الكبيرُ وما جنى ..
تلك البلاسمُ لا توافقُ جسمنا ..
ذاك الذي قد سممته ..
وأفسدته ..
ثقافةٌ من صنع أغرارٍ لنا ..
جعلوا المدارسَ والدروسَ
كيما تكون سجوننا ..
كيما تسهِّل عدَّنا ..
كيما يكون زعيمنا ..
فوق الجموع مسيطرا ومهيمنا ..
ها قد فشا ما قد أراد زعيمنا..
ملك الهوان نفوسنا ..
سكن الشقاق فريقنا ..
أكل احتقار المبدعين رموزنا ..
والانهزامُ المرُّ أضحى وجبةً أولى لنا ..
وبلاسمُ الحمقى أعدَّت كي تكون دواءنا ..
ويْ ما أمرَّ مذاقهُ فوق اللسان طعامنا !..
وي ما أشد دبيبهُ سمُّ الدواء بواهنات عروقنا !..
أبدا تقوم صروحنا..
وأوامرُ الحمقى تصفُّ صفوفنا ..
أبدا تمدُّ الجامعاتُ ذراعها..
كيما يزيح من الشوارع بؤسنا ..
والبؤسُ وا أسفاهُ حبرُ دروسنا ..
أبدا تشعُّ الجامعاتُ شعاعها ..
وهي الكئيبة ساكنا ومساكنا..
...........................................................؟!

الحرب الكهربائية

حرب كهربائية عالية الفولتية!
إن الاستثمار الضخم الذي أنفق على نشاط توليد الكهرباء وتوزيعها في ليبيا عبر العقود، وكذا تأمين شبكتها فنيا داخل حدود الدولة وخارجها، يضمنان إلى حد بعيد تعرضها لخطر الانهيار الذي هددنا به المسؤولون عن شركة الكهرباء خلال الأحداث التي مرت بها طرابلس مؤخرا!
وتوازيا مع التهديد بانهيار الشبكة بالكامل ، كان برنامج طرح الأحمال هو الآخر تنبعث منه رائحة الفساد الإداري، وليس العجز التقني لهذه الشركة العملاقة فنيا وماليا وإداريا!
اليوم يفجر مجهولون برجين كهربائيين بواسطة الديناميت!
هي إذن حرب كهربائية متعددة الفولتية بحق، وإذا ما صدقت إشاعة وجود طابور خامس داخل الشركة يقوم بنية أو بدونها بدفع شركة الكهرباء نحو حافة الفشل الكامل، فإن الحرب الكهربائية قد تعدت فولتيتها الحد الآمن، وهو ما يجب الانتباه له، بل واتخاذه مؤشرا نقيس به درجة تغلغل الفساد وأصحاب النوايا السوداء في جسم مؤسساتنا.
الحرب على الأشرار والمارقين وأصحاب النوايا الفاسدة المتحكمين في مؤسسات الدولة، هي حرب أصعب بكثير من حرب البارود، وذلك لأن حربا كالحرب الكهرائية التي نخوضها الآن، يصل رصاصها إلى كل مواطن، ويصيب جسم الدولة في مقتل.
يجب إعلان حالة الطوارئ بين جنود الرقابة الإدارية، كما يجب الضرب من حديد على يد كل من يهمل في تأدية واجبه، واعتباره عدوا تمكن من التسلل خلف خطوط المواجهة، وباشر في ضربنا في ظهورنا.
روائح فساد كثيرة تنبعث من مؤسسات حكومية كثيرة، يمكن ربطها بسهولة بالحرب السياسية والعسكرية الدائرة !
وإذا ما صح أن خلافنا السياسي والعسكري الجاري له امتدادات خارجية، يشكل ورثة النظام السابق في الداخل والخارج أحد أهم شرايينها، فإن وجود أي من المحسوبين على ذلك النظام في أماكن هامة من مؤسسات الدولة، سيبطل عجبنا إزاء تردي هذه المؤسسات وانهيارها.
كفانا لدغا أكثر من مرة من جحر واحد !

في ليلة التربص بالضحية

في ليلة التربص بالضحية؛ أنا وضحيتي، وهو وضحيته !

مهما كانت مبررات ذيح خروف العيد عند شروق شمس عيد الأضحى غدا؛ إلا أنه لدي بخصوص ذلك إحساس سلبي لا أستطيع دفعه، وهو أنني طرف فيما سيحل بالخروف من موت أليم، يمر خلاله الخروف المسكين بسكرات الموت كلها؛ بدءا من صدمته الأولى والسكين يقطع أنسجة رقبته وقنوات حياته، ومرورا بمحاولته اليائسة في دفع جلمود الموت الثقيل بيديه ورجليه وكل أعضاء جسمه المطعون في مقتل، ومحاولة نهوضه برأس نصف مقطوع، وانتهاء باستسلامه لمصيره ومصير كل حي؛ الموت!

ذلك هو حالي مع ذبح خروف عيدي وأضحيتي، والتي لولا أنها شعيرة دينية، ما أقدمت ولا فكرت في أمر كهذا مهما بلغ بي حب أكل اللحم، واشتد قرمي نحوه !
وأنا أجلس متابعا بمرارة العد التنازلي لدقات قلب خروفي الغافل ، لابد أن هناك إنسانا مسعورا يجلس في مكان مظلم، وقد ألقم يندقيته بما يكفي من رصاص وسكاكين ساخنة حادة جدا، ولاستعمال كل ذلك في تمزيق جسد أحد أبناء وطنه ودينه، وربما جاره وابن حومته وشارعه، بل وقد يكون هذا الضحية الغافل المسكين زميل دراسة أو عمل لذلك المجرم الذي لا يعرف حرمة لدم بريء !

أجل إن ذلك الكائن الشيطاني أراه مثلي جالسا يتابع العد التنازلي لدقات قلب إنسان نائم بين عائلته، وقد قرر ذلك المجرم أن تكون هذه الليلة هي الليلة الأخيرة له، وأن ينزعه من فراشه وبيته وأهله نزعا، ويقذف به بعيدا عن أمه وزوجته وأبنائه بعد الموت عن الحياة!
هل أنا ضعيف القلب إلى هذا الحد حتى أمضي ليلة العيد أعد ما تبقى من دقات قلب خروف العيد؟!

وإذا كان قلبي بسبب ذبح خروف يفعل بي ذلك كله ؛ فأي قلب يملكه ذلك الكائن الشيطاني الذي يجلس مثلي وقد أكمل اللمسات الأخيرة لارتكاب أكبر جريمة، قتل إنسان غافل غيلة وبدون وجه حق؟!

لا أتعجب كثيرا من حيرتنا عدم معرفة من يرتكب هذه جرائم القتل البشعة، رغم أنها تستحق العجب، ولكنني أكاد أنسحق تعجبا وحيرة من تهويننا لهذه الجريمة، حيث تتم أحيانا جريمة كهذه على مرأى ومسمع الكثير، ولا يحرك هذا الكثير ساكنا، بل يعود لمواصلة ماقطعه تيار الرصاص والدم !

إن الكثيرين ممن تحوم حولهم شبهة اقتراف جرائم القتل، والذين ليس من الصعب تحديدهم، لا يلاقون من المجتمع حولهم ما يشعرهم بأنهم محل امتعاظ وتوجس وريبة، بل على العكس ، فهم يلاقون من المجتمع المهابة والخوف وربما الاحترام!

وذلك حقا هو العجب العجاب!

ألان هيننج

مؤسسو الدولة الاسلامية، يضعون حجر الأساس للدولة الاسلامية!
" ألان هيننج "؛ مواطن انجليزي، يغيث المسلمين من بأس إخوتهم المسلمين، ولكنه تقتله الدولة الاسلامية، وذبحا، وعلى الهواء!
ــ الرجل أربعيني متزوج من امرأة مسلمة.
ــ هو يعمل سائق تاكسي، وهو ما يعني تواضع مؤهلاته العلمية، وحتى قدراته المادية، كما لم يعرف عنه اشتغاله بالسياسة.
ــ يقيم في مدينة انجليزية معظم سكانها من المسلمين.
ــ يتم ذبح الرجل في يوم يقوم فيه المسلمون بذبح الحيوانات تنفيذا لتعاليمهم الاسلامية.
ــ يعتزم ذابحو ألان هيننج إقامة الدولة الاسلامية.
ــ كان الرجل الانجليزي يقوم باستخدام يديه لقذف المواد الإغاثية من غذاء ودواء وكساء على المحرومين من العرب المسلمين في بلاد المسلمين، وفي نفس الوقت كان انجليزي آخر يستخدم طائرة متقدمة يقذف بها معسكرات جنود الدولة الاسلامية بالديناميت .
ــ جنود الدولة الاسلامية لا يملكون القدرة على ذبح من يقذفهم بالقنابل، فذبحوا الذي قذفهم بالخبز والدواء والكساء.
البيانات عاليه سوف تصل بطريقة أو بأخرى إلى مسامع المليارات من سكان الأرض، وسوف تتشكل فكرة ما في عقول هذه المليارات حول الإسلام والمسلمين والدولة الإسلامية!
هل حقا هذا الذابح يؤسس لقيام دولة إسلامية؟!
من ناحيتي، وأنا المسلم، سوف أهاجر من دولتهم الاسلامية تلك، وأطلب اللجوء الانساني هروبا من هذه الكائنات الشيطانية !